اللغة تُقرب الشعوب

: 2/25/14, 1:49 PM
Updated: 2/25/14, 1:49 PM
اللغة تُقرب الشعوب

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – مقالات: اللغة مثل الثقافات تتلاقح. وأفراد المجتمع يأخذون من المغاير لثقافتهم، ولغتهم، ما يجدونه جذاباً ومقارباً لأذهانهم وقلوبهم وقريباً من أمزجتهم.

الكومبس – مقالات: اللغة مثل الثقافات تتلاقح. وأفراد المجتمع يأخذون من المغاير لثقافتهم، ولغتهم، ما يجدونه جذاباً ومقارباً لأذهانهم وقلوبهم وقريباً من أمزجتهم.

في السويد يعيش مواطني ما يزيد عن ثمانين جنسية مختلفة من مشارق الأرض ومغاربها، حطّوا رحالهم في هذا البلد المُحب وبنوا أعشاشهم فيه. أثّروا على البلد وتأثروا به بمجالات ومستويات مختلفة، ليس أقلها اللغة.

وفيما يخص اللغة العربية، وبسبب وسع الجالية الناطقة بها وإتساع رقعتها الجغرافية شاملة عموم السويد، برزت كلمات عربية عدة، يتناقلها السويديون في محافلهم وبالأخص عندما تجمعهم اللقاءات مع الناطقين بالعربية. ولا يقتصر الأمر على تجمعات الكبار فقط، بل أصبح الأمر ظاهرة حتى في المدارس بين الطلبة.

“يلا يلا” و “حبيبي”

“يلا يلا” و “حبيبي” من الكلمات التي يرددها الكثير من السويديين، وهم يعرفون تمام المعرفة ما تعنيه هاتين الكلمتين، لذلك يعمدون الى إستعمالها عندما يكونون في المجالس والتجمعات التي تضم ناطقين بالعربية، اذ يضيف نطقهم لتلك الكلمات واللكنة السويدية الظاهرة فيها، المزيد من الدفء والتقارب بين الشعوب.

وللكلمات فعل السحر في التقريب بين الأفراد والمجتمعات، خاصة اذا كان من ينطق بها، منحدر من ثقافة او مجتمع مغاير لثقافتنا ومجتمعنا، إذ ومن بين ما يعنيه ذلك الإهتمام والتعايش السلمي والتعاطف الإنساني، وهي أمور يحتاجها الفرد في مجتمعه أينما كان، لجهة ما يخلقه ذلك من ثقة بالنفس والشعور بإن للفرد موطىء قدم في المجتمع المضيف وبأن له حضور بين الآخرين.

“هركات”

يعكس مشهد الطلبة في مدارس السويد، التنوع الثقافي الذي يغتنون به. وهذا ما يمنح الطلبة رؤية مستقبلية واسعة لمجتمعهم الصغير الذي يعيشون فيه وللمجتمع الإنساني الكبير الذي ينتمون أيضاً إليه وتعيش فيه شعوب أخرى، تعاني ما تعانيه او تتنعم بما تتنعم به.

أجمل ما يميز الطلبة السويديين وهم يتحدثون بخزينهم المتواضع من الكلمات العربية، هي الطريقة التي ينطقون بها الحروف التي يصعب عليهم النطق بها وبالأخص حرف الـ “ع”. اذا إنهم بذلك يمنحون الكلمة، نطقاً محبباً، يجعل حتى الطلبة الناطقين بالعربية، يعتمدون لفظ أندادهم السويديون في ذلك.

وكلمة “حركات” التي يلفظها السويديون “هركات”، ويستخدمها طلبة المدارس والشباب الصغار بكثرة، تعني في قاموس الطلبة، أمور محببة يقوم بها أندادهم، كما هناك كلمة “على الأساس” ويلفظها السويديون “أل أساس”، ومن بين ما تستعمله لأجله الكلمة، السخرية المحببة غير الناقدة للأشياء.

وفي كل عام، يصدر مجلس اللغة في السويد او ما يطلق عليه بـ Språkrådet، قائمة جديدة بالكلمات والمصطلحات الجديدة التي جرى إدخالها الى قاموس اللغة السويدية، وللغة العربية نصيبها من ذلك.

تملك الكلمات مفعول السحر في بعض الأحيان، اذ مهما بلغت بساطتها، الا إنها يمكن ان تكون جسراً يربط شعوب العالم وتحقق ما تعجز السياسة عن تحقيقه، خاصة ان كان ما يُقال يعبر عن المحبة والسلام والتآخي.

لينا سياوش

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2025.
cookies icon