المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – بقلم نجلاء سامي : تحولت الكثير من الجمعيات والأندية الإجتماعية للجاليات المشرقية المهاجرة الى أوروبا، الى مراتع لممارسة القمار، وخراب البيوت. ورغم أن هذه الجمعيات مجازة رسميا، وتتلقى المساعدات المالية من الدول التي تقيم فيها، بذريعة القيام بنشاطات إجتماعية تساعد على الإندماج في المجتمعات الجديدة، إلا أن كثير منها تحول مع الأسف الى مكان آمن للقمار، لاتنتهي إلا في ساعات الفجر.
ولا أعلم هل يجري ذلك بعلم الشرطة والدوائر والمؤسسات الرسمية التي تقدم المساعدات المالية لها؟ أم أنها تجهل ما يجري فيها؟ فإذا كانت تعلم وهي ساكتة فهذه مصيبة، أما إذا لم تكن تدري فالمصيبة أعظم!
لكن قبل ذلك، دعونا نتأمل ما يحدث. عدد لابأس به من إدارات هذه النوادي تدّعي أنها من الوسط الثقافي أو الأجتماعي، لكن ممارساتها توحي بأنها ليست سوى فئة إنتهازية طفيلية تستفيد مما يدفعه المشتركون في هذه النوادي، والمنح التي تمنحها الدوائر البلدية لها. وإلا كيف تسمح لنفسها، ولثقافتها المزعومة ان تقبل بممارسة ذلك في نواديها؟
بعض من أصحاب الكروش الذين يملكون مطاعم وكافيتريات جمعوا اموالا كثيرة من توظيف عمال بالاسود تراهم يتربعون على مناضد القمار، هاملين عوائلهم واطفالهم في البيوت، وخاسرين ما تمكله العائلة في هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة. والمشكلة ان البعض من الشباب الذي لا خبرة له في الحياة، ينجّر الى ممارسة القمار مع الذئاب فتراه يدمن عليها ويخسر نفسه، ويُضطر الى ممارسة كل شي من اجل جلب المال.
بديهي القول ان ممارسة القمار في اوروبا مسموح به وفق القانون. لكن القانون يمنع ممارسة القمار في النوادي الاجتماعية والجمعيات التي يُفترض انها مكانا لإلتقاء العوائل والاطفال. ان من يدخل بعضا من هذه النوادي، يُصاب بالصدمة لكون الكثير منها مقتصر على الرجال.
أغلب من يمارسون القمار تجدونهم أنانييون يحبون أنفسهم ويتركون عوائلهم وأطفالهم لوحدهم في البيوت. حتى أن الكثير من حالات الطلاق تحدث بسبب ذلك، ناهيك عن انحراف الاطفال بسبب أهمالهم وعدم الاهتمام بهم، والاستماع الى مشاكلهم ومشاغلهم.
البعض يقول ان القمار حرية شخصية. وانا أقول نعم أنها حرية شخصية، لكن ممارسة هذه الحرية تتم في الاماكن المخصصة لها، في البارات والكازينوهات ، التي تفرض شروطا على ممارسته، وليس كما يحدث في أنديتنا الاجتماعية التي لاحسيب فيها ولا رقيب.
ادعو الزوجات المتضررات من هذه الظاهرة عدم السكوت ورفع أصواتهن عاليا وعدم الخوف من تهديدات الأزواج، ومراوغة الهيئات الادارية لهذه الجمعيات، فهناك طرق قانونية يمكن اللجوء لها.
نجلاء سامي – ستوكهولم
شارك برأيك، علّق على الموضوع، من خلال ” تعليق جديد “.