اليمن.. تحديات المرحلة

: 4/21/22, 5:59 PM
Updated: 4/21/22, 5:59 PM
(أرشيفية)
Foto: Lina Malers / TT
(أرشيفية) Foto: Lina Malers / TT

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

تساؤلات عن إمكانية حدوث اختراق في الوضع اليمني المعقد

الكومبس – رأي: ما يضع السياسي في مآزق المستقبل، هو عدم إدراكه المبكر لأهمية تجويد الخطاب السياسي بما يتناغم مع الموقف الثابت، وعدم التسليم الكامل للتحديات المرحلية التي تطرأ تبعاً للمتغيرات، ولعل ما أصاب كثير من السياسيين اليمنيين بالوهن هو إخفاقهم في التموّضع الجيد وراء مواقفهم التي يتبنونها وميلهم في الاتجاه الذي تسير فيه رياح المصالح نتيجة القصور الفادح في تقييم التحديات، المستقبلية والمرحلية.

في أعقاب أداء أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمين الدستورية أمام مجلس النواب في مدينة عدن جنوبي البلاد، تولّدت العديد من التساؤلات عن مدى إمكانية حدوث اختراق ناجز في الوضع اليمني المُعقد، ليبدو الحافز الأهم متعلق بالشخصيات التي تمثل المجلس، والإحاطة بمواقفها الآنية والمُنصرفة، ومدى ثباتها في ميزان المواقف السياسية بالنسبة للقواعد الشعبية.

وبصرف النظر عن التعمّق في التفاصيل، بدا واضحاً بروز اهتمام نشط للواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والعميد طارق محمد عبدالله صالح رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وهما عضوان في المجلس الرئاسي من أصل سبعة أعضاء، باعتبارهما الأكثر وزناً من حيث القواعد الجماهيرية، ما جعلهما في صُلب اهتمامات النُقاد والمؤيدين ووسائل الإعلام.

ويتمسك الزُبيدي بـ”أهمية توحيد الصفوف والتلاحم والتقارب في هذه المرحلة الفارقة. لمواجهة مليشيات الحوثي التي تواصل صلفها وتعنتها” كما شدد خلال استقباله الجمعة الماضي وفداً من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية، والسياسية، بمحافظتي حضرموت وشبوة.

وتنبع أهمية اللواء الزبيدي والعميد طارق صالح، باعتبارهما أكثر شخصيتين قادرتين على إحداث الفارق والتأثير، نظراً لأنهما يتزعمان أهم قوتين عسكريتين فاعلتين شمال وجنوب اليمن، وهي قوات المقاومة الجنوبية المنضوية في لواء المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الزُبيدي، والمقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح.

ولا تزال نبرةُ الخطاب لدى الزبيدي تركز على ضرورة “اغتنام الفرصة لتحرير المناطق التي ما زالت تحت سيطرة مليشيات الحوثي في ظل الدعم والإسناد من قوات التحالف”؛ وأضاف الزبيدي خلال لقائه بمحافظ صنعاء في الرياض قبل عودته الى عدن أن “ممارسات تلك المليشيات وجرائمها ضد الإنسانية تحتم على جميع القوى الوقوف بوجهها”.

واعتبر العميد طارق صالح مدينة عدن محورَ الارتكاز في مجمل القضايا الوطنية، والمحافظات الأكثر تأثيراً في صناعة التحولات كونها المحافظة التي “بدأت فيها المقاومة الوطنية، وفيها بدأنا أول نشاطات مجلس القيادة الرئاسي”. على حد قوله.

وأضاف العميد طارق صالح في تدوينة على تويتر بعد تأدية القسم الدستوري أمام مجلس النواب “كان النصر الأول ضد إيران هنا في عدن وفي مثل هذا الشهر الفضيل، تشارك فيه الدم الجنوبي بالدم الإماراتي والسعودي، إدراكاً مبكراً لخطورة المعركة”؛ مُستدركًا: “تفتح عدن اليوم الأفق، لتحالف وطني باتجاه صنعاء، لاستعادة اليمن”.

وقال مصدر سياسي يمني، إن مكوني المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية، يحتفظان بحالة من التناغم المُشجعة. مستطردًا: “الهدف الأهم لدى الزبيدي وطارق صالح هو المضي قدما لاستعادة صنعاء، وعدم الانجرار وراء الخلافات الجانبية أو اختلاق الخلافات الجدلية”.

وأشار المصدر إلى أن الثقة الشعبية بعضوي مجلس القيادة الرئاسي “تزداد يوماً وراء اخر، خاصة مع تراجع الحملات الإعلامية، بما مكن الرأي العام من التقييم الموضوعي الذاتي دون أية تأثيرات”. وتابع “الخطاب الواضح عندما يتسق مع العمل في الميدان يكون ضامناً لبناء الرأي العام المؤازر والداعم، وهذا ما يتضح في مواقف رئيس المجلس الانتقالي، ورئيس المكتب السياسي”.

صلاح الأغبر

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.