المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – من الصحافة السويدية: كتب الرئيس التنفيذي لجمعية رجال الأعمال في السويد، (IFS) مارون عون، مقالاً باللغة السويدية في صحيفة ” Svenska dagbladet”، حول أهمية الأعمال التجارية للمهاجرين الى السويد، إليكم الترجمة الكاملة له أدناه:
“في الايام الاخيرة حدث شيء جديد في السياسة السويدية، حيث قام حزب الشعب السويدي بخرق جبهة تحالف الليبراليين، والقبول بمبدأ فرض استقبال اللاجئين على جميع البلديات في حين أعلنت الحكومة زيادة التعويضات لاستقبال اللاجئين.
إن ذلك يعتبر نقطة انطلاق جيدة، ولكن دون اتخاذ تدابير إضافية، تبقى إرادتنا الخيرة بدون معنى، هذا ما كتبه مارون عون، رئيس جمعية رجال الاعمال الدولية في السويد (IFS).
صحيح لدينا مسؤولية إنسانية لمساعدة الذين يفرون خوفا على حياتهم. ولكن ماذا يحدث عند انقشاع غبار السفر؟ من المفروض ان يتم ترتيب أماكن الإقامة للعوائل، ومدارس للأطفال والعمل للكبار. الا ان لب الموضوع يكمن في قضية إيجاد فرص العمل. ومن اجل مكافحة التهميش والاقصاء، وجعل العديد من اللاجئين الذين يصلون السويد في هذه الايام، جعلهم رصيدا هاما لهذا البلد، نحن بحاجة إلى زيادة التركيز على المشاريع التجارية للمهاجرين. وهذا ينطوي على دعم خاص ومشورة لأولئك الذين يريدون البدء بالأعمال التجارية والمزيد من التدريب والتلمذة الصناعية.
الصور التي ينقلها الإعلام اليوم، تجعلني أتذكر ذلك المساء الذي خرجت فيه من لبنان عن طريق البحر إلى قبرص عبر جونية. وكان ذلك في 29 أبريل، 1989.
أتذكر عندما نزلت القنابل من حولنا في الماء، أتذكر كيف كان صراخ الأطفال يصل مسامع قائد المركب القبرصي المذعور جدا والذي لم يتجرأ على الذهاب لليابسة، أتذكر كيف أصبح الوضع لا يطاق لما يقرب من 500 شخص الذين حاولوا الفرار من قنابل الأسد الاب ضد المناطق المسيحية في بيروت المقسمة.
بقية الرحلة إلى السويد كانت غير مؤلمة نسبيا، ولم يستغرق أكثر من ستة اشهر قبل ان أحصل على اول وظيفة لي كعامل تنظيف في بلدي الجديد. ومن بعد ذلك ومن خلال العمل الدؤوب وروح المبادرة وجدت الطريق إلى المجتمع السويدي.
ان طريق أولئك الذين يأتون إلى هنا اليوم محفوف بالمخاطر، وثمة مخاطر جدية وكبيرة على حياتهم. هذه مسؤولية كبيرة تقع على سياسيينا من اجل إيجاد حلول معقولة، قبل أن يموت المزيد من الناس.
وهناك المزيد مما يتعين القيام به لأولئك الذين يأتون فعلا هنا. خصوصا وان المشاريع التجارية بين المهاجرين لديها امكانات هائلة لتكون رصيدا لبلدنا وتشكل قوة قوية ضد الإقصاء والتهميش.
وهناك بالفعل اليوم عمل مهم بهذا الاتجاه وهو تقديم المشورة للأشخاص الذين لديهم خلفية أجنبية من الذين يرغبون في بدء عمل تجاري. ويتلخص ذلك بكيفية إيجاد وتدبير رأس المال وتسويق منتوجاته، وتقدم هذه الخدمة بلغته الام ليكون مروره من خلال البيروقراطية السويدية بشكل سلس. واليوم نحن بحاجة اكثر من أي وقت اخر لمثل هذا النشاط.
نحن بحاجة أيضا لإيجاد ظروف أفضل وإتاحة فرص أكبر للتلمذة والتدريب على العمل. وهنا يمكن ان يكون النموذج الألماني في التدريب والتلمذة الصناعية مصدرا واضحا للإلهام، وربما أيضا سبب قوي لماذا العديد من اللاجئين الذين تمت مقابلتهم على طول الطريق إلى شمال أوروبا يعتقدون بأن الحصول على عمل في ألمانيا أسهل بكثير من السويد.
اليوم، كل خامس شركة في السويد تؤسس من قبل شخص من أصل أجنبي. لا سيما المهاجرين الشباب يميلون للاستثمار في مشاريع خاصة. هناك حاليا أكثر من 95،000 شركة في السويد مملوكة من قبل المهاجرين، وهي توظف أكثر من 300،000 شخص. و اذا افترضنا على سبيل المثال بأن كل شركة من هذه الشركات تقوم باستخدام شخص اخر، فهذا سيعني أنها ستوفر عدد كبير من فرص العمل الجديدة يعادل عدد طالبي اللجوء القادمين الى السويد عام 2015 .
ولذا فإننا نحث كل من رجال الأعمال والسياسيين في الحكومة والبرلمان لدعم زيادة الأعمال التجارية بين المهاجرين لأنها تمثل مصدر ثروة كبيرة لبلدنا وتستحق الاهتمام أكثر بكثير مما نالت لحد الآن.
مارون عون
جمعية رجال الاعمال الرئيس التنفيذي في السويد