انهيار هدنة اليمن والحريق الكبير

: 10/4/22, 5:28 PM
Updated: 10/4/22, 5:29 PM
المبعوث السويدي، هانز غروندبرغ كان نجح في البداية في إحداث اختراق كبير في جدار الأزمة اليمنية
المبعوث السويدي، هانز غروندبرغ كان نجح في البداية في إحداث اختراق كبير في جدار الأزمة اليمنية

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – مقال رأي: قُبيل ساعات على انتهاء موعد الهدنة التي انقضى الزمن المحدد لها مساء الأحد 2 أكتوبر، ظل اليمنيون يترقبون بتفاؤل إعلانًا من الأمم المتحدة لتمديدها وتوسيعها على نحوٍ يخفّض من تبعات الحرب المدمرة السمتمرة في بلادهم،منذ نحو ثمان سنوات بين الحكومة اليمنية التي يدعمها تحالف عسكري تقوده السعودية وجماعة أنصار الله المدعومة من إيران.

لكن الآمالَ تبددت لحظة إعلان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن السويدي هانز غروندبرج، فشل مساعيه في تجديد الهدنة بسبب رفض جماعة أنصار الله مقترحًا للتمديد كانت قد وافقت عليه الحكومة المعترف بها دوليا.

كان المبعوث السويدي غروندبرغ بذل جهودا مضنية طوال الشهرين الماضيين محاولا الخروج بتوافق لتمديد الهدنة لستة أشهر أخرى تمكنه من البناء عليها لبدء عملية سلام شاملة، لكنه اصطدم برفض قطعي من قبل جماعة أنصار الله

كان المبعوث الخاص هانز غروندبرغ قد نجح في إحداث اختراق كبير في جدار الأزمة حين تمكن من ترسيخ هدنة بين الطرفين لمدة شهرين في ابريل الماضي تم تجدديها ثلاث مرات، سادت خلالها حالة من الهدوء النسبي على الرغم من خروقات متفرقة.

جماعة أنصار الله استبقت الإعلان الأممي بإطلاق سيل من التهديدات وتوعدت باستهداف الشركات النفطية الأجنبية العاملة في اليمن والمنطقة والأجانب العاملين فيها واستهداف المنشآت الحوية، في البلاد، وهي تهديدات صرح بها قادة الجماعة منهم الناطق العسكري باسمها يحي سريع، على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى نحو صريح ومباشر، وهو ما أثار الرعب في أوساط الأجانب الموجودين في اليمن وحتى في الأوساط الشعبية اليمنية.

ووفق الصحفي اليمني، صلاح بن لغبر فإن هذه التهديدات العلنية والمباشرة والصريحة باستهداف الاجانب والمنشآت الحوية خصوصا النفطية من قبل الحوثيين هدفها تدمير ما تبقى من اقتصاد وإثارة الرعب في صفوف الأجانب لحملهم على مغادرة البلاد وبالتالي تعطيل إنتاج النفط والغاز المستمر شرقي البلاد، واعتبر بن لغبر ان لهذه التهدديات ارتباط وثيق بملف المفاوضات النووية الإيرانية قائلا أن إيران تريد التأكيد على قدرتها في مفاقمة أزمة النفط والغاز العالمية الناجمة عن الحرب الروسية في أوكرانيا من خلال الإيحاء بمهاجمة واحد من أهم الممرات المائية في العالم وهو باب المندب والذي يمر من خلاله معظم النفط القادم من الخليج العربي.

وعن خيارات جماعة انصار الله يقول بن لغبر: ” يجب أخذ تهديدات الجماعة على محمل الجد، فهي كغيرها من الجماعات التي تتخذ العنف طريقا لها لن تعيش من دون حروب أو على الأقل هجمات إرهابية متفرقة لإثبات وجودها ولإبقاء على نسبة مرتفعة المعنوية والكراهية لطرد المتعصبين من منتسبيها، ولذلك فليس منم المستبعد أبدا أن تقدم جماعة الحوثيين على تنفيذ تهديداها وأحراق كل البلاد إذا استطاعت ذلك”

وخلال الشهرين الماضيين نفذت جماعة الحوثي استعراضات عسكرية في مناطق سيطرتها، وأدانت الأمم المتحدة وبِعْثَتِها إلى الحديدة (اونمها) عرضا أقيم في المدينة الساحلية واعتبرته البعثة “خرقاً لاتفاق الحديدة” الذي وُقّع في ستوكهولم في ديسمبر 2018م، وقضى في أحد بنوده بدفع رواتب الموظفين من إيرادات ميناء الحديدة، الا أن رفض الحوثيين تنفيذ الاتفاق أدى إلى ترحيل ملف الرواتب دون حلحلة، بينما يطالب الحوثيون اليوم بدفع رواتب الموظفين بمناطق سيطرتهم من إيرادات النفط التي تتحصل عليها الحكومة المعترف بها.

وأثارت هذه التحركات والتهديدات من قبل جماعة أنصار الله الحوثيين مخاوف جدية في ظل ترجيحات ومؤشرات تدل حصول الحوثيين على أسلحة جديدة ومتطورة من إيران خلال فترة الهدوء النسبي منذ الثاني من أبريل الماضي، سيما الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية التي ظهرت انواع جديدة منها استعراضاتها العسكرية الشهر الفائت، ويقول المحلل السياسي اليمني الدكتور عبدالملك اليوسفي إن لا يستبعد إقدام الحوثيين على خطوات غير مسبوقة لأشعال البلاد وجرها إلى حرب مدمرة بل وتنفيذ اعتداءات على دول مجاورة كالسعودية تلبية لأهداف إيرانية حيث تسعى طهران للضغط على الغرب للرضوخ لمطالبها في ملف المفاوضات النووية، خصوصا في ظل أزمة الطاقة العالمية التي تجعل نتائج أي اعتداء على أكبر بلد نفطي في العالم كارثية على الغرب من خلال مفاقمة أزمة الطاقة، ويضيف اليوسفي:”قد يلجأ الحوثيون إلى استخدام هذه الأسلحة في تهديد أمن المنطقة واستهداف خطوط الملاحة في البحر الأحمر، وفي حال وقع المحظور ستصبح أزمة اليمن هاجس قلق عالمي ومصدر خطر يتهدد

العالم برمته”

الكاتب علي حمزة

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.