المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – بقلم قيس قدري: مدينة مهد السيد المسيح بيت لحم كانت حاضرة بقوة في العاصمة السويدية ستوكهولم للحديث عما عانته وتعانيه من جراء ما لحق بها من أضرار بسبب الاحتلال الاسرائيلي الذي حولها الى ما يشبه السجن الكبير المسيج بجدار العزل .
صوت المدينة الأشهر في العالم رفعته السيدة فيرا بابون رئيسة بلدية يبت لحم التي تزور السويد لمدة يومين والتي انتخبت لهذا المنصب في شهر أكتوبر من العام المنصرم وهي أول سيدة يتم انتخابها لمثل هذا المنصب الرفيع في الشرق الأوسط .
برنامج السيدة بابون حافل جدا بالكثير من اللقاءات على الصعيدين الرسمي والشعبي. فبعد لقائها المطول صباح اليوم مع مدير مؤسسة "سيدا " توربيورن بيرشون والسيدة كاميلا ردنر مسؤولة المشاريع في المؤسسة قامت خلاله باطلاعهم على احتياجات المدينة على أمل ادراجها ضمن برامج الدعم الذي تقوم به الدولة السويدية.
في المساء كان لها ندوة دعت اليها وأدارتها مؤسسة أولوف بالمه للسلام حضرها العديد من السويديين وبعض المهاجرين العرب المهتمين بالشأن الفلسطيني بشكل عام ومدينة بيت لحم بشكل خاص.
السيدة بابون تحدثت عن دورها كسيدة ؛ وعن التحديات التي تواجه مدينتها خصوصا بعد سبع سنوات عجاف تعرضت لها المدينة من قبل المجتمع الدولي الذي لم يعترف بنتيجة انتخابات 2005 التي أتت بتحالف حماس واليسار الفلسطيني لقيادة مجلس بلدية بيت لحم.
وعن كونها امرأة في مجتمع رجولي الطابع . قالت : الرجل والمرأة في المجتمع الفلسطيني سواء وأن المرأة كانت دوما بجانب الرجل في مواجهة الاحتلال وهما يكملان بعصهما البعض.
وحول معاناة المدينة قالت: من المفترض أن تكون مساحة بيت لحم 33 كيلو متر مربع وهي اليوم تقلصت الى 7 كيلومتر فقط ما يحول دون التمدد الأفقي ؛ كما أن نسبة البطالة مرتفعة جدا 21,7 . أما الحصة المائية فكل ما نحصل عليه هو 13000 متر مكعب في حين أننا نحتاج الى 18000 متر مكعب. الغريب في الأمر أن منطقة جنين تحتوي على أكبر مخزون مائي مع ذلك تأخذه اسرائيل ثم تبيعه لنا.
أقرب مدينة لنا هي رام الله والبيرة ويستغرق الوصول لهما حوالي ساعتين ؛ ومن غير المنطقي أن يضيع المرء كل هذا الوقت في التنقل من أجل العمل. نحن نحاول ضمن امكاناتنا المحدودة التغلب على كل الصعوبات ؛ لدينا مشروع المنطقة الصناعية الذي سيوفر 5000 وظيفة .
كما تعلمون تستقبل المدينة مليوني سائح سنويا ؛ والمشكلة أنهم بعد زيارة الأماكن المقدسة يغادرون بسبب القيود التي تفرضها اسرائيل. نحن نعمل من أجل أن يقضي السائح يوم أو يومين للتعرف على المدينة ونسيجها الاجتماعي.
بعد انتهاء الندوة ردت السيدة فيرا على أسئلة الحضور ؛ وقد لاقت كلمتها استحسانا كبيرا لدى الحضور الذين غصت بهم القاعة.
في اليوم التالي للزيارة التقت السيدة فيرا مع الصحافة السويدية تلاها لقاء مع االسفيرة السيدة هالة فريز في مقر بعثة فلسطين لدى السويد؛ ثم لقاء مع برلمانيين من الحزب الاجتماعي الديموقراطي ( أكبر الأحزاب السياسية) ؛ ثم لقاء مع السيد روبرت ريدباري رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية السويدية. وفي كل هذه اللقاءات نقلت السيدة فيرا هموم مدينة بيت لحم والوطن الفلسطيني ككل .
في المساء أقامت السيدة فريز حفل عشاء في مقر اقامتها على شرف السيدة بابون حضره أعضاء السلك الدبلوماسي العربي المعتمدين لدى المملكة السويدية والعديد من الشخصيات الوازنة في المجتمع السويدي ولفيف من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية المقيمين فوق الأراضي السويدية.