المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات الرأي: لفت نظري واحد من الإختراعات السبع التي يذكرها مقال علمي يسمي سبع توقعات سيتمكن العلماء من تطويرها العقد الجاري، شد اهتمامي اختراع ذكره البروفيسور ميتشيو كاكو العالم المتخصص في مجال الفيزياء النظرية وهو الـ “الانترنيت الدماغي”.
بحسب هذا الابتكار سنكون قادرين على نقل وتبادل الافكار والمشاعر والذكريات لحظيا عبر الكوكب كله، اي اننا في صدد الوصول الى ابتكار انظمة للاطلاع على النوايا الداخلية الصرفة لبعضنا البعض، الامر ليس ببعيد تحقيقه فحاليا يستطيع العلماء توصيل الدماغ البشرية بالكومبيوتر وفك شيفرة بعض الافكار والذكريات.
وهكذا ستنتقل البشرية الى مستوى جديد ومختلف تماما من التعاملات والقوانين، والكثير الكثير من المشاكل الجنائية والقضائية والسجالات والجدالات السياسية والاعلامية جميعها سترتفع بالنبرات والنوايا الحقيقية تزامنا مع تساقط اقنعة اصحابها.
حاليا بغداد في حاجة للحصول على اختراع مشابه ليس لانها تجهل شخصيات القتلة واللصوص الذي يستأثرون بها، بل لسبب اخر ففي الجمعة السابقة شهدت بغداد نزول ما يقارب خمسة الآف محتج على سوء الخدمات والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي مع درجات حرارة تزيد على الخمسين درجة مئوية، وكانت التظاهرات شعبية عفوية، واغلب منظميها هم صحفيون مستقلون، الاسبوع الذي تلا هذه التظاهرات تخلله لغط كبير عن ان منظمي التظاهرات تم شراءهم من قبل احزاب اسلامية لتسقيط جهات سياسية اخرى من خلال التظاهرات الشعبية، وحتى ان بعض هذه الاحزاب لها مليشياتها الفاعلة على الارض لكن منظمي التظاهرات ينفون التهم المكالة وفي نفس الوقت لا يعارضون خطف المليشيات الاسلامية لتظاهراتهم والنتيجة ان المتظاهر سليم النية الذي يريد ان يحتج على العذاب المر الذي يعانيه لم يعد يعرف اين يتجه، وهنا تتجلى اهمية الاختراع الذي سيتمكن من بث نوايا منظمي التظاهرات على العلن.
اما في ستوكهولم فانا شخصيا ساكون في حاجة الى هذا الاختراع الذي سيوفر دليل كافي على ما امل على ان مدير الشركة الذي اوصى به مكتب العمل لي، مخادع يتحايل على قوانين مكتب العمل وعند الشكوى ضده من جانبي تبين انني لا امتلك الدليل وهو على اقل تقدير فيديو مصور.
*مريم علي
صحفية عراقية مقيمة في السويد
المقالات تعبر عن رأي كتابها وليس بالضرورة عن موقف الكومبس