تجربتي في السُويد

: 5/6/16, 8:46 AM
Updated: 5/6/16, 8:46 AM
تجربتي في السُويد

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – مقالات الرأي : قدمت إلي السويد في عام 2006 ، حيث كان هدفي الوحيد أن أتقن اللغة السويدية لأتمكن من معادلة شهاداتي وتكملة دراستي في مجال الصحافة. وعملت جاهدة لتحقيق هذا الهدف.

فبعد انتهائي من الدراسة حاولت جاهدة لأحصل على عمل في مجال الصحافة ، فاقتصر عملي على تدريبات في صحف سويدية على الانترنت، اختص بالمواضيع الاجتماعية والمشاكل التي يعاني منها القادمون الى السويد. وأيضا عن القضية الفلسطينية التي حاولت جاهدة لتوصيلها هنا من خلال وصف معاناة السفر في كل مرة أسافر فيها إلى فلسطين .

حرصت على كتابة مواضيعي باللغة السويدية لأعمل على تقوية السويدية لدي. لم أتمكن من الحصول على وظيفة ثابتة في مجال الصحافة. في البداية رفضت العمل بمجال آخر أريد العمل فقط في مجال الصحافة. أثناء تعلمي اللغة السويدية كان لدي معلمة سويدية رائعة جدا ، كانت تقول لي أنا أمك السويدية .

حتى انها قبل الامتحان كانت تطلب مني أَن ادرس مسبقا لتراجع معي الدروس ، هي أيضا كانت صحافية وتعمل كمدرسة لمادة المجتمع . فشجعتي على دراسة أساليب تدريس اللغة العربية

كانت تقول لي يوجد تشابه بيننا أنا صحافية ولم أحصل على عمل في مجال الصحافة وعملت كمدرسة، وأنت أيضا يمكنك العمل كمدرسة. حبي للغة العربية وكذلك مساعدة الأطفال العرب سواء الذين ولدوا هنا في السويد أو انتقلوا اليها حديثا، ليتمكنوا من تعلم لغتهم العربية.

فقمت بدراسة أساليب تدريس اللغة العربية في السويد، حسب قانون السويد من حق الطفل المساعدة بلغته الأم مرة في الأسبوع وكذلك تعلم لغته الأم من خلال درس مدته ٨٠ دقيقة مرة في الاسبوع أيضا. عند دراستي لهذا المجال كان التركيز على أن الطالب يجب أن يكون محور الدرس وهو الذي يعمل في الدرس وليس المعلم.

المعلم يجب أن ينطلق من اهتمامات الطالب وأن يراعي المستويات المختلفة . وأيضا التركيز على استخدام وسائل متعددة في عملية التدريس كالغناء والدراما والألعاب والوسائل الالكترونية وهذا ما نص عليه القانون الحادي عشر في السويد. ولأنني درست في بلد عربي وبأساليب وطرق قديمة كانت تجعل الدرس مملا وتُنهك الطالب في الدراسة ، تشجعت لأن أطبق ما درست في هذا المجال ، من خلال تدريباتي أثناء الدراسة كنت أشاهد أساليب التدريس الحديثة في المدارس السويدية .

الطالب يشتغل طوال الدرس وحده قلما يكتب المعلم شيئا على اللوح للطلبة . كل طالب لديه صندوقه الخاص وفيه أوراق العمل التي سيعمل بها طوال السنة الدراسية فالمعلم يحدد للطالب الهدف الذي سيصل له في هذه المرحلة والطالب سيعمل ويركز على الأشياء التي بحاجة أن يتطور بها ، وفي النهاية سيقوم بعرض ما أنهى على المعلم .

يمضي الدرس بسرعة حيث لا يوجد ملل فالطالب يحاور ويناقش ويكتب وكذلك يقص ويلزق كأنه في درس للأشغال اليدوية في بلادنا . بعد انتهائي من الدراسة والتدريب حصلت بفضل الله على عمل في مجال تدريس اللغة الأم، حاولت في البداية أن يحب الطالب اللغة العربية فهناك صعوبات يواجهها الطلبة بأنه سيتعلم الفصحى وليس اللهجة التي يحكيها والحروف تختلف عن الحروف اللاتينية التي يكب بها وطريقة الكتابة من اليمين الى اليسار ، حاولت وأحاول جاهدة بأن يتعلم الطالب بهدوء وسلاسة وطريقة مسلية باتباعي الأساليب الحديثة في التدريس.

في البداية كان هناك ملل لدى الكثيرين من الطلبة من درس اللغة العربية، ولكن عندما شاهدوا بأن درس اللغة العربية لا يختلف عن درس اللغة السويدية تشجع الطلبة وأصبحوا ينتظرون درس العربية الذي يكون مرة في الأسبوع. عندما بدأت التدريس شعرت بأن بعض الطلبة وخاصة من قدم حديثا الى السويد مازال يعتقد أنه يجب أن ينسخ ويكتب طوال الدرس . اذكر عندما بدأت التدريس أول مرة وطلبت من الطلبة بأن يلونوا الصور ويقصوا الكلمات ويلزقوها قال لي طالب : معلمة نحن نريد أن نتعلم نحن لسنا في درس مادة فن .

فأجبته حينها نحن نتعلم بهذه الطريقة أيضا .

هدفي الآن أن يتعلم الطفل لغته العربية وأن يفتخر بها لأنها من أكثر اللغات انتشارا في العالم . كذلك أن يعي الأهالي بأنه من المهم أن يتقن الطفل لغته الأم أولا ومن ثم يتعلم لغة أخرى. في بلادنا العربية يسارع الأهل الى وضع أبانائهم في مدارس انجليزية ليتعلم الطفل اللغة الانجليزية وهو ما زال لا يتقن لغته العربية فيصبح هناك مشاكل لدى الطفل في التعلم.

مقارنة هنا في السويد تعتبر اللغة الانجليزية اللغة الثانية وأغلب السويديون يتحدثون بها بطلاقة ، لكن لا يتم تدريسها في المدارس قبل الصف الثالث حتى لا يحصل تشويش لدى الطفل في البداية. ليس المهم أن يتعلم الطفل بسرعة وكمية كبيرة على قدر أهم أن يتقن الطفل ما تعلمه. عند المقارنة أيضا الطفل في بلادنا العربية يكره المدرسة بسبب ما تثقله من دورس وواجبات عكس الطفل هنا في السويد يحب المدرسة ويعتبرها مكان يقضي فيه أوقاتا ممتعة.

نبيهة شما

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon