تجربتي في النجاح بمهنة ( داعم اللغة الأم ) في المدارس السويدية

: 5/3/16, 3:24 PM
Updated: 5/3/16, 3:24 PM
تجربتي في النجاح بمهنة ( داعم اللغة الأم ) في المدارس السويدية

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – مقالات الرأي: لم يكن قد مضى على التحاقي بمدرسة الـ SFI إلا بضعة أشهر عندما تمت دعوتي لندوة في 20 أكتوبر من العام الفائت، أقامها مكتب العمل بالتعاون مع بلدية فالشوبينغ لجميع المهتمين بمهنة التعليم من المهاجرين إلى السويد.

و خلال هذه الندوة تم شرح مشكلة الوافدين الجدد من الطلاب الذين يلتحقون في المدارس بأعداد كبيرة و ما يعانونه من مشكلات اجتماعية وتعليمية ولغوية تعيق عملية اندماجهم في المدارس السويدية.

لذلك تم طرح حل عن طريق مبادرة لاختيار مجموعة من المهاجرين من جنسيات ولغات مختلفة ممن يحملون المؤهلات المطلوبة من أجل الحاقهم بدورة خاصة باللغة السويدية تؤهلهم للعمل في مهنة ( داعم اللغة الأم) و( مشرف دراسي).

و بعد إجراء مقابلات مع أكثر من سبعين شخص كنت من ضمن العشرين اللذين وقع الاختيار عليهم للالتحاق بهذه الدورة المهنية التخصصية الأولى من نوعها في السويد عن طريق شركةEductus التي أوكلت إليها هذه المهمة.

بدأت الدورة مع مطلع شهر ديسمبر من العام الفائت، و في البداية واجهت صعوبة كبيرة حيث كانت لغتي السويدية في مراحلها الأولى بينما تضمن الكورس مصطلحات علمية وتخصصية صعبة وضخمة .

رغم الصعوبة البالغة كان ما يشد من عزيمتي أن أتذكر كم عانى أطفالي في أول فترة وصولنا للسويد لما يلاقونه من شعور بالوحدة والعجز عند ذهابهم للمدرسة .

و ما كان يزيد من إصراري هو التفكير بوجود أعداد كبيرة من الطلاب الجدد وشعوري بأن من واجبي أن أناضل وأتحدى الصعوبات من أجل أن أمتلك المؤهلات المطلوبة لمساندتهم في المدارس .

أساتذتنا في Eductus كانوا يتفهمون ما يعانيه كثير منا بسبب اللغة لذلك حاولوا أن يوصلوا لنا المعلومات بأساليب متعددة ثم التأكيد والتركيز على هذه المعلومات عن طريق إيكال مهمات عملية نؤديها من خلال مجموعات صغيرة تتنافس فيما بينها و من خلال مسابقات لسبر معلوماتنا إضافة إلى تدريبنا على الأساليب التعليمية التي تحفز الذاكرة باستمرار .

مع الوقت تطورت لغتنا بشكل كبير وسريع بالتوازي مع استيعاب المعلومات الهامة والضرورية التي تم تدريسها لنا وكذلك المهارات التي تم تدريبنا عليها.

IMG_1451

المعلومات التي تم رفدنا بها كثيرة و واسعة يمكن تلخيصها عبر ثلاثة محاور:

المحور الأول هو الناحية النفسية والاجتماعية التي يجب توفيرها لجميع الطلاب ابتداءا من الشعور بالأمان و التقبل في المدرسة وانتهاءا بأساليب التفاعل الاجتماعية وأن نكون قدوة للطلاب بتطبيق مبادئ الديمقراطية والمساواة و احترام الآخرين.

المحور الثاني هو فهم قوانين المدارس التنظيمية والتشريعية.

والمحور الثالث هو استيعاب جميع مهماتنا وواجباتنا المهنية وتدريبنا على أفضل الأساليب التعليمية والتربوية للقيام بهذه المهنة بطريقة فعالة واحترافية.

إن من أهم مهماتنا عمل خطة دعم باستخدام وسائل تكييف خاصة لكل طالب يعاني من صعوبة في التعلم حسب احتياجاته الفردية.

باختصار نستطيع القول أن (المشرف الدراسي) هو الشخص المتوفر في المدرسة ليكون مرجع علمي واجتماعي لجميع الطلاب وخصوصا المتحدثين بلغة ثانية غير السويدية.

لقد أثبتت فترة التدريب العملية لنا في المدارس أن كل ما تعلمناه من خلال هذه الدورة الخاصة قد أكسبنا خبرة كبيرة و قدرة خاصة على أداء هذه المهنة ما جعل معظم العاملين معنا يعجبون بطريقة أدائنا ويدركون أهمية دورنا هذا إضافة لشعور الطلاب الجدد بالارتياح لوجودنا وللتطور اللغوي الملحوظ الذي تمكنا من إكسابه لهم بمدة قصيرة.

و قد تكلل هذا النجاح باجتماع كبير يوم الجمعة 29 أبريل في مقر Eductus فيfalköping تم فيه حضور العديد من مدراء المدارس و بعض الموظفين في البلدية ومكتب العمل لتقييم أداء المشاركين في هذه الدورة .

بعد النظر إلى التقارير العملية و بعد إجراء المقابلات الفردية معنا تقرر منح عقود عمل للجميع.

12 منهم هي عقود عمل دائمة منها بضعة عقود ( مدرس للغة الأم) و الأغلبية ( مشرف دراسي)، أما بقية المشاركين فسيحصلون على عقود عمل مؤقتة قابلة للتجديد في المدارس و الروضات( داعم للغة الأم ).

إنني أشعر بالفخر الكبير لأنني تمكنت من النجاح بغض النظر عن نوع العقد الذي سأحصل عليه، لأن ما يهمني أني قريبا سأكون موجودة في المدارس و جاهزة لدعم الطلاب و مساندتهم للوصول إلى أهدافهم التعليمية بأسرع وقت .

نديدة أبو جيب

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2025.
cookies icon