تدارك الدخول في نفق الكراهية والعزلة

: 11/2/23, 6:31 PM
Updated: 11/2/23, 7:59 PM
تدارك الدخول في نفق الكراهية والعزلة

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

من الواضح جدا لكل المراقبين والمتابعين لما يجري الآن على مسرح الاحداث في السويد هو أننا على أعتاب دخول المجتمع في نفق خطير من العنف والكراهية وشرعنة العنصرية والتمييز بين فئات المجتمع السويدي الواحد.

إنه من البديهي ان تأثير القيم المجتمعية ينسحب على كافة جوانب الحياة في الاستقرار ثم الإنتاج والإنجاز. حيث نجد أن الموظف في السويد يعمل 8 ساعات متواصلة يتخللها فقط استراحة تناول الغداء واستراحة تناول القهوة “الفيكه”..وهو يعلم يقينا أنه يعمل تحت مظلة مجتمعية تؤمن له الاستقرار المادي والنفسي والصحي. هذه المظلة بدأت تتهاوى يوما بعد يوم، بعد أن تحكم الحزب اليمني المتشدد SD بدفة الحكم السياسي
الفرد ما هو إلا صنيعة مجتمعه. يمكن هنا أن نضرب مثلا بسيطا لتوضيح هذه الحقيقة. احترام الوقت، وحب إتقان العمل، قيمتان عاليتان، لهما فضل كبير في تقدم كل المجتمعات.. ولا انكر اطلاقا أن ذلك كان من أجمل القيم المكتسبة التي حصلت عليها شخصيا خلال عقدين ونصف من حياتي في السويد.
ولكن العاصفة التي تضرب السويد سياسيا وامنيا واقتصاديا أصبحت تهدد كل تلك القيم أصبح السويدي
من أصول مهاجرة يخاف من جاره ومن زميله بالعمل بسبب تنامي التصريح بالعنصرية وكراهية ذوي الاصول الاجنبية ..المواطن ذي الاصول المهاجرة اصبح يعيش حالة من القلق المتواصل في ساعات عمله بين خوفه من التشريعات المتتالية التي تستهدفه كمهاجر بكل تفاصيل حياته ناهيك عن مستويات الدخل المنخفض التي يعمل بها المهاجر وفرص العمل الضئيلة بسبب العرق والجنس وأحيانا بسبب الاسم الذي يحمله المهاجر رغم كفاءته العلمية .
قلق متنامي وخوف كثير بين الآباء والامهات من فكرة التي يروج لها عملاء حملة التضليل بخطف أطفال المهاجرين وسط صمت مدوي ومخيف من هيئة السوسيال امام ما يكشفه الاعلام من اخطاء وممارسات يرتكبها بعض موظفي السوسيال في السويد بحجة واجب كتمان السر.. قلق متنامي من خطر الامن المجتمعي بانفلات حرب العصابات اليومي والضحايا من المدنيين والشرطة منشغله بحماية شخص مختل نفسيا يعاني من مشكلة تورم الذات المفرط يقفز بين محافظات السويدية لنشر الكراهية وافتعال الازمات مستغلا قانون حرية التعبير عن الرأي بحرقه او تدنيس القران الكريم . وضع اقتصادي متردي للعائلة السويدية
مع ارتفاع معدلات التضخم وغلاء الأسعار وتهاوي الشركات السويدية في مستنقع الإفلاس.
والمشكلة أن الصفات التي تقود المجتمعات، ويُقَيَّم بها الأفراد، وبها يتميز مجتمع عن مجتمع آخر، من ناحية تقدمه أو تأخره، هي الصفات المجتمعية العامة، وليست الصفات الخاصة للفرد
لان شخصية الإنسان تكتمل بجانبها المكون من الصفة البيولوجية وجانب مكون من الصفات الاجتماعية التي يسكب المجتمع أفراده في قوالبها؛ والتفرقة بين المجتمعات، من حيث تقدمها وتأخرها، إنما تكون عن طريق نوعية القيم التي تغرسها المجتمعات في نفوس أفرادها .
اليوم في السويد هناك قيم جديده تفرض على المهاجر بطريقة التهديد على وجود ومستقبل الفرد وعائلته في هذا المجتمع قيم التربية الأخلاقية للأبناء وقيم العلاقات الأسرية وصولا إلى عقوبات بالسجن والتسفير القصري اذا لم يسمح الاب أو الام بتواصل أبنائهم وبناتهم مع الغرباء في منصات التواصل الاجتماعي .. عندها يعاقب الأبوين بتهمة منع حرية الابناء أو العنف المتعلق بالشرف ..
المجتمع العربي في بلاد المهجر يكون هذا الاختلاف
بين جيل الأبناء وجيل الآباء أكثر حدة لوجود حدود ثقافية واجتماعية أكثر صرامة ولتداخلها مع الدين، وبالتالي بحدود الحلال والحرام من جهة، ولكون الآباء ما زالوا يمتلكون سلطة مباشرة على الشباب من جهة أخرى. فنجد مفهوم العيب أو الزواج أو طبيعة وحدود العلاقة بين الجنسين تختلف بين الكبار والشباب وهو ما يترك تداعيات صعبه تؤثر على الآباء والامهات والذين من المفترض هم جزء من عجلة الإنتاج والإنجاز في المجتمع .. فلا انجاز ولا إنتاج مع القلق ..هنا يتجه الفرد إلى التفكير بالهجرة المعاكس أو الهروب إلى المجهول خوفا من تسلط تلك القيم المجتمعية التي لم ينتجها مجتمعه الام .

ما هي أبرز القيم والعادات المجتمعية التي يتمحور حولها الاختلاف وربما خلاف الأجيال في المجتمع المهاجر؟
كيف يتعامل جيل الشباب وجيل الكبار مع هذه الفجوة في نظرتهم لطبيعة القيم؟
ما هي تداعيات كل ذلك على الحياة الاجتماعية للطرفين وللمجتمع وهويته عموما؟

السويد اليوم تقف امام حرب غير معلنه
بين اليمين المتطرف والإسلام الأصولي المتشدد، والتي قد تشتعل في أي حين. ولعل الحل الأمثل لهذا التصعيد هو العمل على تدارك المشكلة من أساسها، من خلال تفكيك الإيديولوجيات العنيفة التي تحث على الكراهية، ورد الاعتبار للمفاهيم الكبرى التي قامت عليها الديمقراطية السويدية ، والقضاء على أشكال التمييز ضد الأقليات سواء في السكن أو العمل أو المعاملات اليومية. والخطاب الإعلامي الموجه بالأحكام المسبقه بتعميم الاسلاموفوبيا وخلق فكرة نمطية بجمع المسلمين والعرب في كتله واحده وتسويها للمجتمع كتلة غير ملائمة للقيم السويدية،
تعديل سريع في صلاحيات الشرطة وتفويضها بمنع الممارسات التي تولد الكراهية وتبث الفرقة المجتمعية
الإسراع في تتُطبق جريمة التحريض ضد الاقليات ( hets mot folkgrupp) إعادة العمل بقانون مراقبة موظف الدولة jänstmanansvarig هذه دعوة إلى كل صنّاع القرار في السويد على الاصعدة الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية ..الجالية المهاجرة
يتجاوز عددها المليون مواطن الغالبية الصامته تراقب عن كثب كل هذه المتغيرات اليومية ف تغير السياسة باتجاه يميني متشدد على حساب حياة المهاجر
ومستقبله بالسويد ..

الفجوة بين أجيال الشباب والكبار في المجتمع المهاجر قد تكون واقعًا معقدًا يمكن أن يؤثر على العديد من القيم والعادات المجتمعية. بعض القيم والتحولات التي يمكن أن تكون مصدر اختلاف تتضمن:
التقليد والثقافة: الأجيال الشابة قد تكون أكثر استقبالًا للتأثيرات الثقافية الغربية وتطورات معاصرة، بينما قد يتمسك الأجداد بالتقاليد والقيم الأصلية لبلادهم.
التفاهم على دور الجنسين: قد تختلف آراء الأجيال حول مكانة المرأة والرجل في المجتمع وفيما إذا كان يجب تقليل الفجوة بينهما أم لا.
تقنية المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي: قد يكون للأجيال الشابة معرفة أعمق بالتكنولوجيا والوسائل الاجتماعية مما يمكن أن يؤدي إلى تفاصيل أخرى.
مفهوم الحرية الشخصية: يمكن أن يختلف الاهتمام بحرية الاختيار والتعبير بين الأجيال، حيث يمكن أن يكون للشباب ميل أكبر نحو الحرية والتنوع.
التعليم والفرص: الفجوة بين الأجيال قد تكون واضحة فيما يتعلق بالتعليم والفرص الاقتصادية، حيث يمكن أن يواجه الشباب تحديات مختلفة عن الأجيال الأكبر سناً.
تأثير هذه الفجوة على الحياة الاجتماعية يمكن أن يكون متنوعًا. يمكن أن يؤدي الاختلاف في القيم والتفكير إلى توترات أسرية واجتماعية. ومن الضروري تعزيز التفاهم بين الأجيال وفتح قنوات للحوار بينهم. يجب أن يتعاون المجتمع للمساهمة في تقليل هذه الفجوة وتعزيز التواصل والتفاهم بين الأجيال.

فاروق الدباغ

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.