المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات الرأي: بداية لا بد لي أن أعترف بان لكل فرد حق الاختيار السياسي كما ولكل مجموعة الحق بتشكيل الأطر السياسية حسب الأصول القانونية المعمول بها في السويد.
ومن هنا لا يستطيع كائنا من كان أن يمنع مجموعة اختارت طريقها بإرادتها ورسمت لنفسها ما ترى به قناعة سياسية. ولكن لأن الموضوع هنا ليس موضوعا خاصا لا بل يمس في الصميم الجالية ككل أصبح لزاما علينا أن نقول رأينا ونعتبر ذلك جزء من الحوار الذي لا بدّ منه لتصويب الرؤى والدفاع عن مصلحة أبناء الجالية حتى لا تقع تحت تأثير أفكار أرى أنها سوف تصيب الجميع في مقتل.
هذا وقد سمعت أصواتا من المشكلين لهذا الحزب يعلنون أنهم وبهذه الخطوة إنما يسعون إلى الاندماج في المجتمع السويدي وقد حاولت أن أفهم كيف يريد شخصا ما الاندماج وهو يعمل على عزل نفسه ومعه كل من يتأثر بما يقول؟
لذلك أعتقد بأن من يريد الاندماج عليه أن يكون جادا أولا وصادقا ثانيا ومصمما ثالثا على إتباع سياسة اندماج فعلي وحقيقي في المجتمع وأن يحارب ويتصدى بكل ما لديه من قدرة لمحاولات بناء مجتمعات موازية داخل المجتمع الواحد.
وأنا هنا أوكد بأن نضالنا من أجل اندماج حقيقي وفاعل لن يكون إطلاقا كما يدعي البعض على حساب خصوصيتنا الوطنية التي يجب أن نستحضرها دائما ونناضل من أجل حشد أكبر إطار تضامني داعم ومساند لحقوق شعبنا الذي يتعرّض لسياسة طمس ممنهجة، حيث أن شعبنا ما زال جزء منه يقبع تحت الاحتلال وجزء آخر يعيش بعيدا عن أرضه في مخيمات اللجوء.
من هنا فإن المحافظة على الهوية الوطنية لشعبنا يجب أن لا يتناقض وإصرارنا على الاندماج في المجتمع الذي نعيش فيه، لا بل يحتّم علينا ذلك لما فيه خير شعبنا.
أعتقد أن تشكيل حزب مستقل للجالية العربية سوف يقود الجالية إلى التقوقع ضمن كانتونات على هامش المجتمع الذي تعيش فيه، وهذا بحد ذاته يشكّل خطرا كبيرا على مستقبل الجالية ويصب بشكل أو بآخر في سلّة القوى اليمينية العنصرية التي تدفع بهذا الاتجاه لعزلنا ووضعنا على الهامش ودون أي تأثير فعلي، كما ويضعف من حضور الأحزاب الصديقة والمؤيدة لحقوق شعبنا المشروعة عندما نحجب عن هذه الأحزاب أصواتا نحن بأمس الحاجة أن نصبها في سلّة الأحزاب الصديقة.
سعيد هدروس