تفكيك خطاب SD العنصري ومواجهته

: 12/5/19, 11:05 AM
Updated: 12/5/19, 11:05 AM
تفكيك خطاب SD العنصري ومواجهته

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – مقالات
الرأي: ما من شك أن استطلاع الرأي الذي أظهر ارتفاع نسبة المؤيدين للعنصريين SD في
السويد الى 24% مثير للقلق ، ويدفع الكثيرين من المهاجرين للشعور بعدم الأمان
والخوف من المستقبل الذي يبدو مجهولا في حال اصبح SD يحظى بالأغلبية ، والمتتبع يرى بوضوح
ان هذه النسبة مرشحة للزيادة وليس للنقصان .

خطاب SD شعبوي
عاطفي يدغدغ عواطف الناخبين وهو نموذج تقليدي لخطاب كل القوى العنصرية في العالم
والذي يتميز بانه خطاب هش وضعيف وغير متوازن ويهرب من مواجهة الأسئلة والقضايا
الحقيقية التي يواجهها أي مجتمع في العالم، ولا يملك أي حلول عملية يقدمها ولا
برامج اقتصاديه واجتماعية حقيقية ، فيحيل كل التحديات التي تواجه المجتمع لوجود
المهاجرين في المجتمع ، مثل مشكلة البطالة ، وتباطؤ النمو الاقتصادي ، ونقص المعلمين
والأطباء وأفراد الشرطة.. الخ رغم ان المجتمع السويدي يعاني من هذه التحديات
بغض النظر عن وجود المهاجرين ، بل ان وجود المهاجرين المؤهلين يساهم في حل مثل هذه
التحديات بنسبة ما ، الا ان SD يوظف مثل هذه التحديات في خطابه
بطريقة عاطفية شعبوية محرضا فيها على المهاجرين ، وكأن المهاجرين هم سبب ازمة
التباطؤ الاقتصادي العالمية . وذلك تعبيرا عن عجز SD عن تقديم حلول موضوعية وعملية لمثل
هذه التحديات .

نحن كمهاجرين
لأسباب مختلفة في السويد ، نقف غالبا مكتوفي الايدي في مواجهة خطاب SD العنصري
، وفِي احسن الأحوال نكتفي بسلوكيات سلبية تقوم على التذمر والذعر والتخويف من هذا
الخطاب ، ونجتر التباكي واللطميات في أحاديثنا الخاصة دون مجرد التفكير إيجابيا
بكيفية مواجهة هذا الطوفان القادم لا محاله اذا استمر وقوفنا في نفس النقطة
السلبية التي نقف عليها الان في سلم الرسم البياني .

وإذا لم نتقدم
بخطوات عملية للأمام ، فخطابنا نحن ايضا لا يزال عاطفيا شعبويا هشا ، يسعى
لاستدرار العاطفة ، وأي عاطفه التي يستدرها ؟؟! سوى عاطفة المهاجرين انفسهم !!!!

ولا يخاطب
شخصاً واحداً من مؤيدي SD ، ولا من اولئك الذين يقفون في المنتصف بيننا
وبين SD ، وبالنتيجة سيؤولون لSD
ان لم نقدم
خطاب علمي موضوعي رصين وعميق مبني على بحوث أكاديمية ودراسات وإحصائيات ذات
مصداقيه وواقعيه . يفكك خطاب الSD ويظهر هشاشته وضعفه وشعبويته .

وتوعية جمهور
المهاجرين بخطاب مدروس منتج وفعال ليصبح لغة يومية يتداولها المهاجرون مع
اصدقائهم من السويديين ويبشرون بها في كل اماكن تواجدهم كوسيلة للدفاع عن مستقبلهم.

كذلك تشكل هذه
المادة ارضية قوية تستند لها الاحزاب السياسية السويدية التي تتبنى قضايا
المهاجرين وتدافع عنهم ، فترك الاطر السياسية المؤيدة لنا وحدها في الساحة -وان
كانت تضم بعض الأجانب – يشكل عمليا تخلي عن دورنا في إيضاح الحقائق التي يقوم خطاب SD بطمسها
. لا سيما ان الاحزاب السياسية مضطرة لان تقف على مسافة واحدة من الجميع لكي لا
تخسر جزء من ناخبيها الذين يقفون في المنتصف ، وبذلك يجبرها SD ان تخضع لابتزازه ويحول
الاحزاب الكبيرة والتاريخية كأداة لتنفيذ سياسته واستراتيجيته .

فكيف لهذه
الاحزاب ضمن هذه المعادلة الصعبة ان تستمر في تبني قضايانا وعدم خضوعها لابتزاز
العنصريين اذا لم نقدم نحن مادة علمية تهدم وتفكك خطاب SD ، غير الواقعي وغير الموضوعي بحسب اعتقادنا؟

هذا يعني ضرورة
وجود حراك حقيقي بين المهاجرين يشعر بالمسؤولية والجدية ، يؤدي لقيام لجان ومؤسسات
مختصة وورش عمل ، ودراسات وابحاث علمية ، ويتطلب بالضرورة ان نتخلى عن سلبيتنا في
التعامل مع القضايا العامة ، وتحولنا الى قوى ايجابية مجتمعيا وسياسيا واستبدال
التباكي والتذمر بخطط عملية لمواجهة خطاب SD الذي يتوسع افقيا وعاموديا
داخل المجتمع السويدي . والذي اصبح حقيقة ساطعة كشمس منتصف النهار . وليس امر
محتمل او متوهم . ومن المهم ان نشير ان SD ، لا يتآمر علينا بالخفاء ، ولا يحيك أمر
بليل ، بل يعمل في وضح النهار ويقدم خطابه للإعلام بصراحة ووضوح وجرأة ، وعلينا
مواجهته بنفس هذه الجرأة ، ولكن بحقائق وأرقام وإحصائيات ودراسات علمية .

هذا المقال ،
مجرد إلقاء حجر في المياه الراكدة ، وقرع الجرس ، ليبادر المهتمون وطليعة
المجتمع المهاجر لأخذ دورهم الريادي في التنادي والدعوة للكفاح الجاد والحقيقي
والموضوعي ، لمواجهة زلزال كارثي ، رصدته كل المجسات واكدت قدومه .

دعونا مثلا
نبادر من تلقاء انفسنا، لتشكيل مثلا خلية ازمة، او الدعوة لورش عمل كل في مكان
تواجده ، تحت عنوان ( الاندماج يعني مواجهة خطاب SD العنصري ). او تفكيك خطاب SD العنصري
. او أي عنوان اخر يحمل ذات المضمون . .

مدعون جميعا من الان للمبادرة في التحرك وإطلاق المبادرات ودعوة المهتمين في محيطنا للتفكير والتخطيط والعمل جماعيا لمواجهة وتفكيك خطاب SD ، ومجرد القيام بهذه الخطوة نكون عبرنا عن اندماجنا بشكل حضاري في المجتمع السويدي ، ونكون قد بدانا في تفكيك خطاب SD ، وهي الخطوة التي لم تقدم عليها لا الحكومة ولا الاحزاب ، ونكون أضفنا أداتنا الخاصة للاندماج بطريقتنا.

سعد عبد الله – السويد

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.