حديث عميق في لقاء هامشي مع وزيرة خارجية السويد

: 5/9/15, 11:59 AM
Updated: 5/9/15, 11:59 AM
حديث عميق في لقاء هامشي مع وزيرة خارجية السويد

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس-مقالات: على هامش محاضرة ألقتها وزير خارجية السويدية مارغوت فالستروم ، أمس الجمعة 8 أيار/مايو، كان لي حديث معها، تناول مقارنة حول حق السويد للدفاع عن نفسها بالطرق العسكرية، ضد أي غزة خارجي، وحرمان الشعب الفلسطيني بالمقابل من حقه في مقاومة الاحتلال.

المحاضرة التي ألقتها الوزيرة السويدية من على مدرج كلية الإقتصاد في جامعة أوبسالا، المزدحم بالحضور الجماهيري والإعلامي والأمني تركزت بطبيعة الحال على أهم توجهات السياسة الخارجية التي تتبعها السويد في العالم.

بدأت الوزيرة حديثها بإحياء الذكرى السبعين لإنهاء الحرب العالمية الثانية، مؤكدة بأن على العالم أجمع أن يناضل ضد الشر، ويعمل على نشر الديمقراطية وتطبيق حقوق الإنسان. وذكرت فالستروم الحضور على أن السويد قد تعرضت سابقا وفي الآونة الأخيرة إلى تحرشات روسية عبر الجو وعبر البحر، الأمر الذي يستدعي الحيطة والحذر والتعاون مع دول الشمال ودول الجوافي البلطيق والتعاون مع حلف الناتو وتقوية الجيش السويدي لمنع أي إعتداء خارجي محتمل.

وقالت الوزيرة بأن السياسة السويدية ترتكز على أسس أربعة وهي:

السلام في السويد وفي المنطقة وفي العالم وأن السويد قدمت وتقدم الكثير من المساعدات، توصل إلى هكذا سلام.

— وثانيا النضال من أجل التوصل إلى مساواة كاملة في الحقوق والواجبات بين المرأة والرجل في السويد وفي العالم وذلك لتتمكن المرأة من ممارسة دور فعال في كل مجالات الحياة في المجتمع.

— وثالثا وبالتعاون مع دول الشمال الأربعة الأخرى – فنلندا والدانمارك والنرويج وآيسلندا – تقوية دور الأمم المتحدة في حل النزاعات الدولية ونشر السلام.

وأخيرا التوجه نحو الشعب السويدي من خلال الحوار المجتمعي لتلبية حاجات رعايا البلد بما وعدناهم به أثناء الحملة الإنتخابية، وتصويتهم لصالح حزبنا ووصوله إلى الحكم.

هذا وقد أحضرت الوزيرة بعض الأمثلة التي نشطت السويد في مساهماتها على المستوى الدولي، ومنها محاربة فيروس الإيبولا، ودعم إستقلال أوكراينا، وعبرت عن أسفها لخسارة حزب العمال البريطاني في الإنتخابات الأخيرة، وذكرت بأن هناك توجهات بريطانية لإجراء إستفتاء شعبي حول البقاء أو عدمه في منظومة الإتحاد الأوربي.

عن الملف الفلسطيني:

ثم عرجت الوزيرة لتتحدث عن إيمان السويد بحل الدولتين على أرض فلسطين التاريخية وأن الإعتراف بدولة فلسطين ضروري أيضا لتقوية موقف الفلسطينيين في المفاوضات غير المتكافئة مع دولة العدو الصهيوني. وقالت بأن على السويد ودول العالم أن تقدم المساعدات والدعم للفلسطينيين ليتمكنوا من بناء البنى التحتية لدولتهم.

وعندما تركت الوزيرة المجال مفتوحا لطرح الأسئلة والمداخلات، فكان أولها لرجل كان قد خدم في القوات الدولية في قطاع غزة ليذكر الوزيرة والحضور بما تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة وتسائل عن الصمت السويدي والدولي تجاه الممارسات الإسرائيلية. قمت شخصيا بطرح سؤال مكمل – أردت من خلاله توضيح الحالة الفلسطينية أمام الحضور من جهة وسماع الرد المتوقع من الوزيرة وكان على الشكل التالي:

” إذ أردنا التحدث بالتفصيل عن الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة فالقائمة تطول، وعلى سبيل المثال وليس الحصر فأهل غزة يقارب عددهم من المليوني وهم محاصرون براً وبحراً وجواً. وأتمنى أن ترى الوزيرة واقع الحال بأن إسرائيل هي سلطة إحتلال ويجب مناهضتها. وعندما ذكرت بأن السويد تتحضر وعلى مستويات عدة للرد على أي إعتداء خارجي، فسؤالي هنا هل هذا الحق الذي تمنحيه للسويد بالرد والدفاع عن السويد تتمتع به الشعوب الأخرى ومنها الشعب الفلسطيني؟ وماذا علينا كشعب سويدي أن نفعل فيما لو تعرضت السويد أو جزءا منها إلى احتلال خارجي؟

فالستروم: نعم لكل الشعوب حق الدفاع عن النفس وبكل الوسائل. ومن المفضل أولا إتباع الطرق الدبلوماسية المباشرة أو عبر الوسطاء وإذا لم تفلح تلك الجهود فالعمل المسلح مشروع. إن سلوك إسرائيل غير مقبول فبناء المستعمرات على الأراضي الفلسطينية غير شرعي وقد وصل الأمر بإسرائيل أن تحتجز أموال الفلسطينيين، لدرجة كانت ستوصل السلطة الفلسطينية للإفلاس وهذا مخالف للشرائع الدولية. يجب أن لا يصل الإنسان الفلسطيني إلى حالة اليأس لتدفعه إلى تصرفات عنفية. على الإسرائيليين أن يتفهوا ذلك.

“لن أنسى كلامك أبدا”

بعد إنتهاء محاضرتها وجهت الوزيرة نظرها إلي، وكنت في الصف الثاني على المدرج وبالقرب من المنصة، وتوجهت نوحي فأسرعت نحوها لأنتهز فرصة ثانية من التعليق وطرح السؤال التالي:

” يامارغوت أستغرب كفلسطيني، كيف لدول العالم أن تتعامل مع دولة إحتلال؟! إني في التاسعة والستين من عمري وأعيش في الشتات منذ 67 سنة، وقمت كسائح سويدي بزيارة بيتي في صفد في الجليل الأعلى وهو مُحتل من قبل عائلة يهودية أمريكية، ولم أستطع حتى الدخول إليه. فبماذا تشعرين لو كنت مكاني؟ وأقول لك كرجل مسن بأنني على استعداد لامتشاق السلاح والدفاع عن السويد فيما لو تعرضت للإحتلال من قبل أي عدو خارجي.

الوزيرة: أنا آسفة لما يحصل معك ومع شعبك وأتمنى أن ينتصر الحق ذات يوم وتعيشوا مع بعضكم في سلام ووئام. ولن أنس كلماتك.

رشيد الحجة

كاتب وصحافي فلسطيني. أوبسالا

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.