المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
مقالات الرأي: يُظهر السفير الإسرائيلي في ستوكهولم، إسحق بخمان نشاطاً مفرطاً في كتابة المقالات، وفي محاولات الإطلال من خلال الإعلام السويدي، في كل مناسبة من المناسبات التي تتعلق بالشرق الأوسط من قريب أو بعيد، وأغلب مقالاته وإطلالاته هي لتسجيل مواقف اعتراضات وتذمر وحتى انتقادات تصل إلى ما يشبه التدخل بعمل المؤسسات السويدية، كما حصل عندما وجه رسالة اعتراض على مناهج دورة تدريسية في معهد الشرق الأوسط التابع لجامعة لوند، لأنها حسب ادعائه لا تأخذ هذه المناهج إلا وجهة نظر واحدة.
الإطلالة الأخيرة للسفير الإسرائيلي كانت من خلال مقالة له في جريدة أفتونبلاديت السويدية بتاريخ 2 أيار/مايو يذكر السفير إسحق بخمان واصفا تربية أطفال وشباب فلسطين بأنها هي التي تؤدي للعمل الفلسطيني العدواني على الإسرائيليين ويقول:
“إن الطفل الفلسطيني لا يستيقظ ذات يوم ليقرر بأنه سيؤذي الناس، لكن الذي يحصل على طريق نموه منذ الولادة إلى اللحظة التي يرى فيها بأنه سيقتل ويخرب – من أجل أهداف سياسية أو دينية أو فكرية -غالبا ما تكون بسبب البيئة الحاضنة لهذا الطفل وتوجيهه التربوي”.
وهنا ينسى السفير نفسه بأنه هو، ورئيس دولته شمعون بيريس الذي قدم من روسيا، أو أبوه قد قدم غازيا من بلدان أخرى، مسلحا بأحدث الأسلحة، ليخلعنا نحن الشعب الفلسطيني صغارا وكبارا، من أرضنا وبيوتنا ويسرقها ويطردنا من هناك ويمنعنا من العودة ويضطهد من بقي منّا، ومن ثم يدعي بأننا أصحاب تربية خاطئة.
كما وينسى بخمان البيئة التربوية الإسرائيلية لأطفال اليهود في فلسطين المحتلة وشحنهم بالعنصرية وبالكراهية ضد العرب جميعا.
رد السفيرة الفلسطينية على مقال السفير الإسرائيلي
لم تنتظر السفيرة الفلسطينية في ستوكهولم هالة فريز طويلا لترد على السفير بخمان وتلقنه درسا تربويا بمداخلتها التي نشرت على صفحات نفس الجريدة في يوم 5 أيار/مايو فاضحةً كذبه وادعاءاته.
وأشارت السفيرة بأن هناك عدة طرق للتعامل مع النزاعات، فالبعض يبحث حقّاً عن الحلول مهما كانت مؤلمة، والبعض الآخر – كما هو السفير – يحاول الدفاع عن عدوانه ليستمر النزاع إلى ما لا نهاية، وذلك من خلال التشبيح على الطرف الآخر. وأفادت بأن الظالم يستخدم عادة تبريرا لأفعاله العنصرية. وأضافت بأن الإسرائيليين، ومنذ عقود طويلة، يحاولون جاهدين وبشكل منظم، في شيطنة الإنسان الفلسطيني للضغط عليه وإهانته وإذلاله تحت الاحتلال.
ثم أتت السفيرة على دليل على قولها ما أوردته منظمة “بيتسِلِم” الإسرائيلية عن مظاهرة إسرائيلية في وسط تل أبيب بتاريخ 19 نيسان/أبريل نادى فيها المتظاهرون ” الموت للعرب” و ” أقتلوهم جميعاً”. وأن نائب وزير الدفاع الإسرائيلي إيلي بن داهان في مقابلة إذاعية يقول: “إن الفلسطينيين حيوانات وليسوا بشراً”.
ومن الغرابة بمكان بأن السفارة الإسرائيلية وأعوانها في السويد وفي تل أبيب قد جن جنونهم لِما طالبت به وزيرة الخارجية السويدية، مارغوت فالستروم، بعد مشاهداتها على الشاشة للقتل غير المبرر الذي يقترفه الجيش والمخابرات والمستوطنين الإسرائيليين ضد شباب فلسطين، بتشكيل لجان تحقيق بهذه الإعدامات.
مقال السفير الإسرائيلي في 2 مايو في جريدة أفتونبلاديت ورد السفيرة الفلسطينية عليه في 5 مايو في نفس الجريدة، قد يعتبر نوع من ردة الاعتبار لموضوع التكافؤ في التأثير على الرأي العام، بعد أن كان الراي العام الأوروبي والغربي وبما فيه السويدي حكراً على جهة واحدة
رشيد الحجة
صحافي وكاتب فلسطيني