المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – زاوية (ولكن) : النازي المتطرف أندرس بيرينغ بريفيك، كسب أمس الأربعاء، دعوة قضائية ضد الدولة النرويجية. المجرم الذي يقضي حالياً عقوبة السجن مدى الحياة أقنع المحكمة بأن الدولة قد انتهكت حقوقه الإنسانية. وتسببت بأذى نفسي له، عندما وضعته بزنزانة انفرادية لمدة طويلة. وهذا يعد انتهاكا للمادة الثالثة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، والتي تحرم التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية والمهينة.
لا شك أن بريفيك لم يتعذب جسديا، وهناك شك بأنه ضرب كفاً وحداً أو رفستة قدم شرطي رفسة واحدة، مع أنه قتل بدم بارد 77 شخصا أغلبهم في مطلع العمر.
لكن العذاب النفسي والعزل وانقطاع الاتصال مع العالم الخارجي، اعتبراً انتهاكاً لحقوق الإنسان، وأجبرت المحكمة السلطات النرويجية على ضرورة احترام حياة المجرم الخاصة والعائلية وضمان وصول مراسلاته. بل والأكثر من ذلك فقد حكمت المحكمة على الدولة بوجوب دفع 331000 كرون نرويجي تكاليف جلسات المحاكمة
ومن لا يعرف أو نسي من هذا النازي المتطرف وما فعله نهاية صيف يوليو 2011 نود فقط أن نذكر أن الكراهية والعنصرية هي التي دفعته للتخطيط وقتل 77 شخصا على جزيرة أوتويا وبالقرب من مقر الحكومة في أوسلو.
التحقيقات أثبتت أنه خطط وتصرف لوحده وكان يتنقل في الجزيرة وهو مدجج بالسلاح ويقتل أعضاء شبيبة الحزب الاشتراكي بكل برودة أعصاب وكأنه يلعب لعبة كمبيوتر، أرد هذا اليميني المتطرف أن يعاقب الحزب اليساري لأنه متسامحا مع الأجانب واللاجئين حسب أقواله.
هل يحق لمجرم مثل هذا الرأفة والاستماع إلى أقواله بمحكمة يطالب من خلالها بحقوقه؟ الجواب للأسف نعم، لأنه إنسان أولا ومجرم ثانيا ، إنسان وارهابي، إنسان وحيواني…لكن في نظر المجتمع يجب أن يبقى إنساناً، لكي لا يفقد المجتمع إنسانيته، ولا تفقد الدولة عدالتها.
زاوية #ولكن يكتبها أحد المحررين بشبكة #الكومبس