حلم السوريين في السُويد

: 9/1/15, 4:39 PM
Updated: 9/1/15, 4:39 PM
حلم السوريين في السُويد

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – مقالات: في السويد يعطوك راتباً شهرياً بدون أن تعمل !!

– في السويد يعطوك بيتاً ويدفعون لك أجاره !

– في السويد تستطيع فعل كل شيء ولا أحد يحاسبك !

– في السويد … في السويد …

عبارات تتردد في المجتمع السوري وخاصة ضمن فئة الشباب ، هذه العبارات ازدادت تشويقاً ومبالغة مع بداية الحرب في سوريا وكنت أحد الشبان الذين وقعوا في شرك المغريات والكلام المعسول ،كان هذا الكلام كافٍ لجعل أي شخص يتخيل السويد كفردوس منتظر ، على الرغم من وجود اقاربي في السويد منذ أكثر من عشرين عاماً والذين كانوا دائما يرفضون هذا الكلام باعتباره مبالغة وبعضه كاذب ، الا انتي لم اكن اصغي لهم وركبت موجة الحلم الأوروبي واعتبرت كلامهم غرور وعدم رغبة منهم بأن أعيش في الفردوس الأوروبي .

بدأت رحلتي بحثاً عن الجنة المنتظرة وعانيت ماعاناه غيري للوصول ،كانت دائماً تتردد في ذهني تلك المغريات ممادفعني للوصول.

والآن بعد وصولي منذ ٨ شهور بدأت الغيوم تتلاشى والحقائق تتباين وتوصلت الى حقيقة الجنة الاوروبية ولخصتها بعدة نقاط بحسب تسلسلها من خلال وجودي في السويد ..

– مملكة السويد تسلب الانفاس بجمال طبيعتها وغاباتها مع تباين شديد بمناخها بين الشمال والجنوب .

– معظم القادمين حديثاً يصيبهم اليأس من خلال طول فترة انتظار البت في قرار اللجوء والذي قد يصل الى أكثر من ١٢ شهر بالنسبة للسوريين ( كحالتي حيث حتى الان لم اخذ القرار بعد ) ، اما لم الشمل فقد يصل فترة انتظار الطلبات الى ١٨ شهراً.

– أما من حصل على اقامته فقد تفاجأ بصعوبات عديدة من خلال تخبطه في مكتب العمل وصعوبة ايجاد بيت و عدم استيعابه للغة السويدية وقلة فرص العمل .

– لا احد يستطيع نكران ماتقدمه الحكومة السويدية للقادمين الجدد من خلال برنامج الترسيخ الذي يستمر عامين الا ان ضياع الوقت في العثور على سكن وعدم التعود على طبيعة الاجواء الباردة وتغير المناخ بين سوريا والسويد يدفع معظم السوريين للندم حول قراره.

– مشكلة عدم الاندماج في المجتمع السويدي المتحرر بالنسبة لبعض الطبقات ذات الطبيعة الشرقية المحافظة وحتى قلة او انعدام الحياة الاجتماعية ادى لعدم الشعور بالانتماء والى الانطواء .

– من كان جاداً ومجتهداً واعتبر السويد كفرصة ثانية لبدء حياته من جديد فسيحصل على مبتغاه وسيكون سعيد في حياته مندمجاً في مجتمعه الجديد وعنصراً فعالاً في السويد .

بالنهاية السويد كحكومة ونظم وقوانين لاتختلف عن غيرها من الدول ، تقدم لك في حال قدمت لها ، تساعدك في حال ساعدت نفسك على بناء مستقبلك ، لايوجد شيء بدون تعب ، لغتك تفتح لك ابواب العمل ، عملك يؤمن لك العيش بطمأنينة والاندماج ، في السويد يمكنك بناء مستقبلك في حال كنت جاد وتسعى لذلك ، اما عدا عن ذلك فنصيحتي ان تعود ادراجك ولاتخاطر بنفسك.

عسى ان يصل صوتي الى الجميع ويكون مساعداً لشبابنا في الحصول على فكرة عما ينتظرهم وتساعدهم باتخاذ قرارهم بشكل سليم و على التخفيف من رحلة الموت عبر البحر.

نوار صالح

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2025.
cookies icon