تطعيم الاطفال

حماية الأطفال بالتطعيم أحد أهداف التنمية المستدامة

: 6/7/24, 4:16 PM
Updated: 6/7/24, 4:16 PM
حماية الأطفال بالتطعيم أحد أهداف التنمية المستدامة

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – رأي: عندما نفكر في تطعيمات الأطفال، فإننا غالباً ما نركز على الوقاية من الأمراض والحفاظ على صحة أطفالنا. لكن هل تعلم أن تطعيم الأطفال يساعد أيضاً في تحقيق العديد من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة؟ تهدف هذه الأهداف إلى خلق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع. دعونا نستكشف كيفية ارتباط اللقاح بهذه الأهداف وسبب أهميتها.

تعزيز الصحة الجيدة والرفاهية:

يعد تلقيح الأطفال أحد أكثر الطرق فعالية لضمان الصحة الجيدة والرفاهية للجميع. فمن خلال الوقاية من الأمراض الفتاكة، تنقذ اللقاحات ملايين الأرواح كل عام. على سبيل المثال، تمنع اللقاحات ما بين 2 إلى 3 ملايين حالة وفاة في جميع أنحاء العالم سنوياً. ويدعم التحصين أيضاً التغطية الصحية الشاملة، ما يعني أنه يمكن للجميع الحصول على الخدمات الصحية التي يحتاجونها.

الحد من الفقر:

عندما يتمتع الأطفال بصحة جيدة، توفر الأسر الأموال التي تنفق على تكاليف الرعاية الصحية، مما يقلل العبء الاقتصادي. بالنسبة للأسر في المناطق ذات الدخل المنخفض، يمكن أن يحدث هذا فرقاً كبيراً. كل دولار يتم إنفاقه على اللقاحات يوفر ما يصل إلى 44 دولاراً من تكاليف الرعاية الصحية والأجور المفقودة بسبب المرض. وهذا يساعد على انتشال الأسر من الفقر.

إنهاء الجوع:

الأطفال الأصحاء أقل عرضة للمعاناة من سوء التغذية. تمنع اللقاحات الأمراض التي يمكن أن تسبب سوء التغذية وتوقف النمو. وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لملايين الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية في جميع أنحاء العالم.

تعزيز جودة التعليم:

عندما يتمتع الأطفال بصحة جيدة، يمكنهم الذهاب إلى المدرسة بانتظام وتحقيق أداء أفضل في دراستهم. يتغيب الأطفال الذين تم تلقيحهم عن أيام دراسية أقل، ما يساعدهم على التعلم والنجاح. وفي المناطق التي ترتفع فيهامعدلات التلقيح، يمكن أن يرتفع معدل الالتحاق بالمدارس بنسبة تصل إلى 10 بالمئة.

تعزيز المساواة بين الجنسين:

تساعد اللقاحات على ضمان حصول الأولاد والبنات على فرص متساوية لحياة صحية. على سبيل المثال، يحمي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الفتيات من سرطان عنق الرحم. ومن خلال إزالة العوائق الصحية، تساهم اللقاحات في تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين الفتيات من تحقيق النجاح.

دعم النمو الاقتصادي:

إن صحة السكان ضرورية لاقتصاد قوي. عندما يتم تطعيم الأطفال، فإنهم يكبرون ليصبحوا بالغين أكثر صحة ويمكنهم المساهمة بشكل أكثر فعالية في القوى العاملة. توفر برامج التطعيم المليارات من تكاليف الرعاية الصحية وتعزز الإنتاجية. على سبيل المثال، أدت المعركة العالمية ضد شلل الأطفال إلى توفير أكثر من مليارات الدولارات الأمريكية.

الحد من عدم المساواة:

يساعد اللقاح على الحد من عدم المساواة الصحية من خلال الوصول إلى الأطفال من جميع الخلفيات، بما في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً. ومن خلال ضمان حصول الجميع على اللقاحات، يمكننا سد الفجوة الصحية وإنشاء مجتمع أكثر مساواة. ومن الممكن أن تؤدي زيادة التغطية بالتطعيم في البلدان المنخفضة الدخل إلى إنقاذ حياة نحو مليوني شخص كل عام.

تعزيز الشراكات العالمية:

غالباً ما تتضمن برامج التطعيم الناجحة شراكات بين الحكومات والمنظمات الدولية والشركات الخاصة. تتيح عمليات التعاون هذه الوصول إلى مزيد من الأطفال باللقاحات المنقذة للحياة.

الوضع الحالي لتطعيم الأطفال:

ورغم إحراز تقدم كبير في زيادة التغطية بالتطعيم، فإن التحديات لا تزال قائمة. أدت جائحة كوفيد-19 إلى تعطيل خدمات التحصين الروتينية في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى انخفاض معدلات التطعيم. وفقا لليونيسف، في العام 2020، لم يحصل 23 مليون طفل على اللقاحات الأساسية، وهو أعلى رقم منذ العام 2009. وقد أدى هذا إلى تعريض ملايين الأطفال لخطر الإصابة بأمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال والدفتيريا.

إضافة إلى ذلك، فإن التردد في الحصول على اللقاح، بسبب المعلومات الخاطئة وانعدام الثقة في أنظمة الرعاية الصحية، يشكل عائقاً كبيراً. إن الجهود المبذولة لمكافحة المعلومات الخاطئة وضمان التوزيع العادل للقاحات أمربالغ الأهمية للحفاظ على تغطية التطعيم وتحسينها. ويتطلب التصدي لهذه التحديات تعاوناً عالمياً، وحلولاً مبتكرة، والتزاماً مستداماً بالصحة العامة.

الخلاصة:

إن تلقيح الأطفال يفعل أكثر بكثير من مجرد حمايتهم من الأمراض. فهو يلعب دوراً حيوياً في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة، مما يجعل العالم أكثر صحة وأكثر مساواة وازدهاراً. ومن خلال فهم هذه الروابط، يمكننا أن نقدر بشكل أفضل أهمية برامج التطعيم ودعم الجهود المبذولة للوصول إلى كل طفل في كل مكان.

“اهتموا بحاجات العصر الذي تعيشون فيه، وركزوا مداولاتكم على مقتضياته ومتطلباته”.

د. زياد الخطيب

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon