حول مشاكل الأسرة الشرقية في المغترب: طوارق عصر العولمة

: 12/31/12, 3:19 AM
Updated: 12/31/12, 3:19 AM
حول مشاكل الأسرة الشرقية في المغترب: طوارق عصر العولمة

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – بقلم لافا خالد -هم طوارق عصر العولمة، زادوا على طارق بن زياد بأنهم احرقوا المراكب في وطن قالوا انه بقية بقاياه، جعلوا من المهجر وطناً أو امتداده. ساسة وشعراء، حالمين ومقلدين جعلوا من الذاكرة حلماً ومن شتات ما يملكون

الكومبس – بقلم لافا خالد -هم طوارق عصر العولمة، زادوا على طارق بن زياد بأنهم احرقوا المراكب في وطن قالوا انه بقية بقاياه، جعلوا من المهجر وطناً أو امتداده. ساسة وشعراء، حالمين ومقلدين جعلوا من الذاكرة حلماً ومن شتات ما يملكون إلى

بضعة أوراق خضراء كي يسلموها للمهرب، على أمل أن يعيشوا بحرية كبقية البشر، يحصلون على الحرية وتكون بعضها بلا حدود وهنا تبدأ المشكلة كما يرويها بعض زملاءنا هناك.

عمري 15 عاما:- اتصلت بدائرة الشرطة وأخبرتهم بأن عمرها ( 15) عاما ووصفت والدها بالشرقي المتخلف الذي يصادر حقها القانوني لأنه يمنعها من المبيت في بيت صديقها، تحظر الشرطة السويدية وتُنَّبه الوالد بأنه يخالف القانون، يُذَّكرونه بأنه وقع فترة طلبة اللجوء على ورقة تتضمن ضرورة الالتزام بالقوانين السويدية واحترام تقاليد المجتمع،


اتصلت بدائرة الشرطة وأخبرتهم بأن عمرها ( 15) عاما ووصفت والدها بالشرقي المتخلف الذي يصادر حقها القانوني لأنه يمنعها من المبيت في بيت صديقها،

خرجت الصبية منتصرة، شعر هو بالهزيمة وخسارة أطفاله بعد أن أنقذهم أو هكذا تصور، لأنه قرأ المعادلة في وطنه باتجاه واحد ( إن لم تكن جلادا أو سجانا فلا خيار لك غير أن تكون الضحية أو السجن). إن سألناها عن الحدث، لن تتردد بان تقول بوضوح ( إن الأمر لا يخرج عن حقها الطبيعي والقانوني لأنها تعيش مجتمعا جديدا له قيمه وتقاليده)، وهناك أخريات أكثر جرأة وتطابقا مع واقعهن حينما يواجهن أولياء أمورهن بأنهن بنات هذا المجتمع ويرفضن الاستماع إلى حديث الوطن الذي لا يمثل بالنسبة لأغلبهن سوى بقعة ملونة على الخارطة. هو يرفض التأقلم مع المجتمع الجديد أو غير قادر على ذلك. وبين الرفض والقبول هناك حالة وسط.

صبي يتحدث عن زواج المتعة:- ( ب د) له من العمر 15 عاماً، سأل أمه إن كان يحق له ضمن الشرع الإسلامي الذي يحرص على الالتزام به و بكل تفاصيله أن يصادق بنتا، قالت الأم ( ابني عادي إن كانت العلاقة بريئة)، قال ( وان مسكت يدها)، فقالت ( إن كانت بريئة فالأمر عادي)، قال ( وان قبلتها )، خجلت الأم فلم تنطق بكلمة، نظرت إلى زوجها كي ينقذها من الورطة.


صبي له من العمر 15 عاماً، سأل أمه إن كان يحق له ضمن الشرع الإسلامي الذي يحرص على الالتزام به و بكل تفاصيله أن يصادق بنتا،.


يقول الأب وهو كاتب وصحفي ويدرك ضرورة التوازن بين قيمنا والقيم الجديدة في المجتمع الذي يعيش فيه المراهقين ( إن معالجة الأمر يجب أن تكون مختلفة، لا يمكن منعهم، فهي غريزة وحاجة والقانون معهم، عليَّ أن اجعل ابني أن لا يفعل شيئا يراه تجاوزا على الدين لأنه حينها يهدم بل وينسف ما هو الأكثر تأثيرا في سلوكه الايجابي، نصحته بان يتصل بالشيخ حسين فضل الله بعد أن أوضح له بوجود مخرج لقضيته ) وحينما سألته عن سر لجوءه لمكتب الشيخ كوسيلة لتوجيه سلوك ابنه وهو العلماني حد التطرف، أجاباني بكل عفوية وصدق ( الدين ضرورة لابد منه كي نواجه من خلاله الكم الهائل من المؤثرات السلبية التي تتخذ أشكالا اجتماعية مقبولة بل ومقوننة وبالأخص إذا ما كان الفقه مواكبا لظروف العصر ومحللا للنص في سياق ظرفه التاريخي والاجتماعي)

( ب د ) يتصل بالشيخ حسين فضل الله:- ( الو، عمو آني اسمي ب د وعمري 15 عام، أعيش في المهجر، مسلم واصلي ولا أريد أن ازني واخسر ديني، بابا يقول إن الإسلام يضع الحلول لكل المشاكل، أصدقائي يقولون لي أنت شاذ لأنك لا تملك صديقات وهذا يزعجني ولكني أخاف ربي أكثر، ماذا افعل؟ ) هذا جزء من حوار جرى بين ب د مع مكتب الشيخ حسين فضل قبل وفاته كما يرويه زميلنا، وعن الحلول يقول انه بدا يناقش ابنه بعد اتصاله بمكتب الشيخ عن شروط زواج المتعة وبالذات مسالة البلوغ والنضوج حيث قال لابنه ( انك بالغ عمرا وناضج عقلا بدليل اتصالك وبحثك عن طريقة تحل مشكلتك وفق مفاهيم ما تؤمن به) خرج ب د من تناقض كان يعيشه وأزمات نفسية كانت تعصف به وحالة عداء عاشه مع مجتمع جديد ولد فيه ولكنه كان مصرا على إبقاء جذر الوطن من خلال النص الديني. و هناك أمور لا يمكن السيطرة عليها.


المشكلة تبدأ من عدم معرفة أولياء الأمور بالقوانين والتقاليد المتحكمة والموَّجهة للمجتمعات الجديدة إضافة إلى فشل اغلبهم في خلق حالة توازن بين ما يؤمنون به وما يفرضه المجتمع الجديد،.

لتنتظر عاما كي تبلغ الثامنة عشر:- المشكلة تبدأ من عدم معرفة أولياء الأمور بالقوانين والتقاليد المتحكمة والموَّجهة للمجتمعات الجديدة إضافة إلى فشل اغلبهم في خلق حالة توازن بين ما يؤمنون به وما يفرضه المجتمع الجديد، النتيجة تكون في بعض حالاتها مؤلمة بل وخروجا مطلقا وتطرفا بكل معانيه حتى ضمن السائد والمتعارف عليه في المجتمعات الغربية كما يقول ( ق ق ) الذي عاش أحداث عائلة شرقية في القسم الغربي لألمانيا، يقول ق ق انه كان شاهدا على خلافات زوجية بين زوج وزوجة حول حدود حرية ابنتهم، كانت الزوجة تقول إنها ولدت هنا، هي ابنة هذا المجتمع ولا يمكننا فرض تقاليدنا عليها، أما الزوج فكان محافظا ويريدها كما هن بنات أخوته في الوطن، تطور الخلاف بين الزوجين وكانت الفتاة تستغل خلافهما وتلجا للشرطة حينما يمنعها الأب من الخروج مع أصدقاءها حيث كانت تغيب لأيام عديدة. يقول ق ق ( حينما كنت اكلم زميلي بالظروف الجديدة والاحتمالات التي يجب أن يضعها المهاجر في حساباته كان ينفعل ويقول ( لو كانت بعمر 18 عاما لكان الأمر فيه وجهة نظر، عمرها 17 عاما) فيجيبه ق ق كما يقول ( اعتبرها 18 عاما وتقبل الأمر، إن كنت تعتبر المشكلة محصورة بمعدود الأشهر وليس بحدود الحرية) انفصل الزوجان واقتنع الأب بان يكون لابنته صديق واحد يعرفه بدلا من أن يبقى يضرب أخماس الشك بأسداس تعدد العلاقات وتعاقبها فيمجتمعات لها عاداتها وتقاليدها الخاصة بما فيها نظرته للحب والعلاقة بين الجنسين.

المقال يعبر عن رأي كاتبه، وليس بالضرورة أن يتوافق مع رأي الكومبس

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon