المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات الرأي: تعتمد السويد على عدة مرتكزات أو ثوابت في تنفيذ خطة تبدو أنها خليط من مناعة القطيع وتأخير انتشار الفيروس قدر الإمكان ، وتوزيعه بالتتالي على مساحة السويد الكبيرة ، وهذا يجعل الخط البياني لانتشار الاصابات مائلا ومسطح القمة وبالتالي يتمكن القطاع الصحي المصاب بنقص الكادر الطبي المزمن احتواء الاصابات الى حد ما.
ويسمح بالتعلم التدريجي عن ماهية المرض ، ويعطي فرصة اكبر لتحقيق مناعة القطيع ،ويقلل الخسائر الاقتصادية الى حدودها الدنيا. تعتمد السويد في تنفيذ هذه الخطة على نقص الكثافة السكانية ، والتزام الشعب بنصائح فريق العمل، ومقررات الحكومة المستندة الى رأي فريق عمل من الخبراء ، والوعي عند غالبية الناس ، والمبادرة الذاتية في تطبيق سياسة التباعد الاجتماعي.
بعض الملاحظات على هذه الخطة: _
عدم وصول المعلومات عن كيفية التعامل مع المرض بالوقت المناسب وباللغات الام الى تجمعات المهاجرين الكبيرة. مما ادى الى زيادة انتشار الاصابات وزيادة الوفيات بين جموع المهاجرين الضعاف صحيا اصلا ، واستمرار المهاجرين بممارسة عاداتهم بالتجمعات الكبيرة في مختلف المناسبات
_ التعامل مع دور رعاية المسنين مع المعرفة المسبقة بخطورة المرض على المسنين
_ عدم توفر المستلزمات الطبية للجمهور( الكمامات والمعقمات….) أمر يثير الدهشة والتساؤل.
_ عدم وجود خطة واضحة للاستفادة من الخبرات الكبيرة في المجال الصحي لدى المهاجرين رغم الحاجة الماسة لهم في هذه الظروف في ضوء النقص الموجود في الكادر الصحي.
في ضوء ما تقدم نرى ضرورة مضاعفة الاهتمام في دور رعاية المسننين، وبتجمعات المهاجرين خاصة في المناطق التي لم ينتشر بها المرض بكثرة بعد ، وتوفير مستلزمات الوقاية من كمامات وكحول طبي ، والزام الناس في اماكن الازدحام خاصة بارتداء الكمامات ،واشراك منظمات المجتمع المدني في عملية التوعية والدعم ، كما انه من المناسب ايجاد خطة سريعة للاستفادة من الخبرات الطبية المتاحة لدى المهاجرين.
إن طريقة تعاطي السويد مع هذه الازمة تنم عن وجود تفهم عميق للواقع الصحي والاجتماعي والجغرافي ، وتظهر بعد نظر للعبور الى المستقبل باقل الخسائر، وتشير الى وجود رجال علم وسياسة يعملون بشكل دؤوب وقادرين على تحمل المسؤولية. وستكون هذه الخطة في المستقبل منارا لطالبي العلم للتعمق في دراستها والاستفادة منها ودراسة اسباب تعثرها احيانا. وما علينا نحن القاطنين في السويد حاليا إلا الالتزام بتوجيهات اصحاب العلم والخبرة وبقرارات الحكومة التزاما مطلقا للمساعدة في انجاح الخطة والعبور للمستقبل باقل الخسائر، خاصة إننا نواجه تجربة جديدة لا يستطيع احد الحكم عليها الان مهما كان مبحرا في العلم ومالكا للخبرة .
ولا توجد خطة قادرة على منع الخسائر البشرية والاقتصادية و يعمل الجميع على ابقائها في الحدود الدنيا. واخيرا إن هذه الخطة تسير على حافة الهاوية بدقة وبنجاح كبير وتحتاج الى سرعة في اتخاذ القرار في الوقت المناسب ، مع قناعتي بنجاح هذه الخطة بدرجة لا يمكن التنبؤ بها حاليا، وذلك بتضحيات الكادر الطبي المضاعفة ، وبجهود علماء السويد وباحثيها ، واعتمادا على وعي الشعب وتعاونه ريثما يتم التوصل الى لقاح فعال. السلامة للجميع.
Dr-khldoun Salek
طبيب سوري مقيم في السويد