المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – خاص: تتزايد معدلات الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بشكل مستمر في أغلب أنحاء العالم وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفقا لإحصاءات العام 2021 يبلغ عدد المصابين من البالغين أكثر من 73 مليون شخص، حيث يتزايد عدد المصابين باطراد نتيجة السمنة ونمط الحياة التي تتسم بالخمول.
قام عدد من الباحثين في جامعة لوند بدراسة الأمراض الأيضية لدى المهاجرين العرب، وتوصلوا إلى أن عدد المصابين بمرض السكري من النوع الثاني لدى المهاجرين العرب يبلغ ضعف عدد المصابين به من أصل سويدي، وأن المصابين من العرب والعراقيين تحديداً يصابون بالمرض في سن مبكرة، حيث أن لديهم عامل وراثي، وهو كون المصابين في الأغلب لديهم أقارب من الدرجة الأولى بنفس التشخيص.
تشير الأبحاث أيضاً إلى أن المصابين بداء السكري من النوع الثاني من المهاجرين العرب لديهم نسب منخفضة من هرمون الأنسولين، إضافة إلى انخفاض في فعالية هرمون الأنسولين مقارنة بالذين هم من أصل سويدي.
يُعْرَفُ الأنسولين بأنه هرمون يفرزه البنكرياس ويتحكم في الجلوكوز الذي هو عامل غذائي مهم لخلايا الجسم. والنقص في إفرازات الأنسولين ومفعوله يؤديان إلى عدم امتصاص خلايا الجسم للجلوكوز بطريقة كافية مما يؤدي الى ارتفاع نسبته في الدم مما يعرض الشرايين إلى اضرابات تؤدي أيضاً إلى خلل في نسب الدهون في الدم وأمراض الكلى والقلب والشرايين.
قامت البروفيسورة لويس بنَّت، وهي أيضاً مختصة في أمراض الباطنة وطب الأُسرة بالتعاون مع مجموعة من الباحثين، بإصدار عدة نتائج ومعلومات عن الأمراض الأيضية لدى المهاجرين العرب بعد إجراء الأبحاث والاستقراء من خلال جمع المعلومات عن نحو ألف شخص من مواليد العراق في السويد. من ضمن النتائج التي توصلوا إليها أن معدلات السمنة ونمط الحياة الأقل نشاطاً لدى العراقيين هي الأكثر مقارنة بالأشخاص من أصل سويدي.
وقامت الدكتورة والباحثة نادين فاضل ظاهر وهي من مواليد العراق وبناء على نتائج البروفيسورة بنَّت وتحت إشرافها بجمع هذه الإحصائيات وإصدار أبحاث نتج عنها أن معدل إفراز الأنسولين لدى المهاجرين من أصل عراقي الذين لم تتم إصابتهم بعد بمرض السكري هي أقل من معدلات إفرازات الأنسولين مقارنة بالأشخاص من أصل سويدي، والنتائج تشير أيضا إلى أن السمنة تلعب دوراً رئيسياً في انخفاض معدل إفراز الأنسولين.
كما أن سبب فعالية الأنسولين لذوي الأصول العربية قليلٌ أيضاً رغم عدم إصابتهم بعد بمرض السكري وهذا يشير إلى أن نسبة خطر الإصابة به عالية جداً إن لم تكن هناك محاولات كثيرة مركزة للوقاية منه. هذه النتائج تشير أيضاً إلى عوامل جينية لدى المهاجرين العرب ليست معروفة بعد، ولكن فريق البحث ما زال يحاول التوصل إلى نتائج تساعده في معرفة العوامل التي تجعل المهاجرين العرب من أكثر الجاليات المصابة بمرض السكري من النوع الثاني. فرغم أنه مرض يمكن الوقاية منه باتباع الحمية الغذائية وممارسة الأنشطة الرياضية نجد أن عدد الإصابات في تزايد وليس لدى البالغين فقط بل أيضاً لدى الأطفال الذين يعانون السمنة المفرطة.
وتحاول الباحثتان نشر التوعية لدى الجالية العربية من خلال عملهما مع مرضى السكري وأيضاً عبر إلقاء المحاضرات ومواصلتهما البحث في هذا المجال.
د. نادين فاضل ظاهر
اختصاصية الباطنة والغدد الصماء وباحثة في مجال الاضطرابات الأيضية في جامعة لوند