المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
السويد – خاص: رفض الإمام محمود خلفي رئيس المركز الإسلامي في السويد، إتهام تقرير، لمؤسسات إسلامية في السويد، بأنها تتبع تنظيم الإخوان المسلمين. التقرير أنجزته وقدمته سلطة الطوارئ وحماية المجتمع، إلى الحكومة السويدية.
ووفقا لمؤلفي التقرير، فإن شبكة تتبع للإخوان المسلمين، ناشطة في البلاد منذ أواخر السبعينات، عملت على الترسيخ لتواجدها تدريجيا من خلال تزايد أعداد المهاجرين، كما وصف التقرير نشاط هذه الشبكة بأنه يرمي إلى إنشاء مجتمع مواز يخالف مبادئ المجتمع السويدي.
الإمام محمود خلفي والذي يشغل أيضا رئيس المجلس السويدي للأئمة اعتبر هذا التقرير بمثابة تحريض على الأقلية المسلمة وخرق للسلم الأهلي ضمن المجتمع السويدي.
وأوضح أن عمل المؤسسات الإسلامية في السويد هو لتقديم الخدمات للجالية وهو عمل يقوم على التعاون مع مؤسسات أخرى غير إسلامية أيضا، منها التعاون الرائع مع الكنيسة السويدية، واعتبر أن استخدام التقرير لعبارت مثل: الإخوان والأسلمة هو للكيدية وللتطبيل ولتعميم الأحكام المسبقة، حسب وصف الإمام.
الكومبس وللتوضيح سألت الإمام محمود خلفي سؤالين:
الكومبس: هل تعتبر ربط بعض المؤسسات الإسلامية بالإخوان المسلمين هو “تهمة”؟
الإمام محمود الخلفي: التيار الإخواني موجود في السويد كأفكار، إلى جانب أفكار تيارات إسلامية مختلفة مثل التيار السلفي والصوفي والتبليغي وغيرهم، وهي مرجعيات فكرية، وهناك وئام بينهم، التقرير قدم الفكر الإخواني بطريقة مخيفة وكأن التعاطف مع هذا الفكر جريمة، وهو قدم كلمة “إخوان” دون إعطاء معنى للمصطلح.
نحن نعتبر أن هذا التقرير يعتبر جريمة ضد المجتمع السويدي، واعتداء صارخ عليه.
الكومبس: ولكن هل توافق على تصنيف هذه المؤسسات الإسلامية التي ذكرها التقرير بأنها تتبع للإخوان المسلمين؟
نحن نتحفظ على هذا التصنيف، بل نقول وبكل وضوح وصدق بأننا لا نتبع لا الإخوان في مصر ولا في تونس ولا في أي دولة عربية، ونحن لا نتبع كائنا من كان، ولا يوجد لدينا أي ارتباط عضوي أو تنظيمي في الخارج، نحن يحكمنا دستورنا الذي هو في إطار القانون السويدي، نحن نتبع كهيكلية فقط لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، ولكن هذا لا يمنع وجود أشخاص لهم ميول وأفكار تتبع تيارات دينية مختلفة داخل هذه المؤسسات.
الإمام محمود خلفي سيظهر قريبا على تلفزيون الكومبس لاستكمال الحوار.
المزيد عن التقرير
بتكليف من الحكومة السويدية قامت سلطة الطوارئ وحماية المجتمع (إم إس بي) بإنجاز دراسة بحثية من حوالي 30 صفحة حول تاريخ وتواجد الإخوان المسلمين في السويد، وبعد عدة أيام على نشر التقرير قام حوالي عشرين منظمة وشخصية سياسية بانتقاده ووصفه بانه غير موضوعي. ومما جاء بالتقرير:
الإخوان المسلمون منظمة ناشطة في السويد منذ عام 1970. ثبت هذا من خلال تقرير قدم إلى سلطة الطوارئ وحماية المجتمع. ووفقا لمؤلفي التقرير فإن البعض من حركة اليسار وحزب البيئة “كان بمثابة دعم علماني” للشبكة الإسلامية.
لا يوجد تاريخ واضح لتأسيس جماعة الإخوان المسلمين في السويد. ولكن وفقا لدراسة، تمت بطلب من سلطة الطوارئ وحماية المجتمع (إم إس بي)، فإن الشبكة ناشطة في البلاد منذ أواخر السبعينات، وتم الترسيخ تدريجيا من خلال الهجرة. ومن بين مؤلفي التقرير ماغنوس نورل الباحث في الإرهاب وسياسة الأمن.
وفقا للتقرير يمكن تتبع آثار الإخوان المسلمين في السويد في الكتيبات المنشورة عن الإسلام من الثمانينات، على سبيل المثال يوجد في الكتيب “فهم الإسلام” موقف الشبكة الإيديولوجي الكلاسيكي.
يكتب مؤلفو التقرير: “أن الكتيب يتضمن كل الأفكار التي عرفت بها الجماعة عن نفسها، كما يصرح عن الأسلوب الذي ينبغي استخدامه من أجل تحويل المجتمع إلى الاتجاه الإسلامي”. ومن بينها أنه يجب السيطرة على الفتيات بشدة ويجب على المسلمين اتباع قواعد تختلف عن تلك التي يتبعها المواطن العلماني.
“وكذلك تشجيع المنظمات الإسلامية في البلاد من أجل حشد قواتها في حملة إسلامية وطنية، والمفهوم هو أن نشر الإسلام واجب ديني”.
انتقادات باحثي الدين للتقرير
ما يقارب من 20 باحثا في الدين انتقدوا التقرير من بينهم آندرش آكفلت، جيني بيريلوند، يوهان كاتو، ماتياس غارديل، وسيمون سورغينفري.
وقد كتبوا في رسالة مفتوحة قائلين: “يبدوا أن الدراسة تفترض أن الإسلام السويدي متجانس وأن المسلمين السويديين في إطار المجتمع السويدي المدني في طريقهم لإنشاء مجتمع مواز في صراع مع مجتمع الأغلبية الذي يتحلى بقيم ممقوتة وينبغي إسقاطه”.
ينقلب النقد على الصورة التي يرسمها التقرير للحركة الإسلامية على أنها قوة متماسكة ومنظمة ولكن في نفس الوقت غامضة.
كتب الباحثون “أن هذه مزاعم لم يذكر لها دعم تجريبي. وبكل بساطة لا توجد مراجع للمعلومات المهمة”.
ويرون أنه من الخطورة وصف جماعة الإخوان المسلمين على أنهم ” أساسا منظمة معادية للديمقراطية، عنيفة وهدامة للمجتمع” – كما أن ذكر أسماء الأشخاص والمنظمات الإسلامية في السويد يضعهم محل الشك.
الإخوان : “هيكل مخفي بشكل أو بآخر”
يعني مؤلفو التقرير أن سياسة التعددية الثقافية لحركة اليسار وحزب البيئة كانت على مدى سنوات بمثابة دعم علماني لجماعة الإخوان المسلمين. “من خلال تقديم مشكلة الإسلاموفوبيا دون تمحيص، على أنها هي الحاسمة للمسلمين – وفي الوقت نفسه نفي وجود الإسلام السياسي – يدعم الكثيرون التفكير الشمولي للإخوان المسلمين”.
تريد جماعة الإخوان المسلمين أن يتبع الفرد الدولة. الهدف النهائي هو دولة قائمة على الشريعة.
يقال أن الشبكة في السويد منظمة من خلال مجلس مكون من أكثر من عشرة أشخاص. وفقا للتقرير فإن الرابطة الإسلامية تأسست في السويد في التسعينات بطريقة تعطي ميثاق منظم علني لإدارات الإخوان المختلفة. تنفي الرابطة انتمائها إلى جماعة الإخوان المسلمين ولكن لا تنفيها كمصدر إلهام.
يكتب مؤلفو التقرير “أن جماعة الإخوان المسلمين تمثل هيكل مخفي بشكل أو بآخر للغرباء، وتظهر على أنها شبكة عالمية وأخوة روحية أكثر من أن تكون منظمة بالمعنى السويدي للكلمة”.
اتهام بتسرب ملايين الضرائب إلى غير محلها
وفقا للتقرير فقد تسربت الملايين من الضرائب السويدية التي يدفعها السكان في السويد إلى الفرع السويدي للمنظمة الإسلامية.
” استطاعت جماعة الإخوان المسلمين على مر السنين، من خلال عدد كبير من المنظمات إقامة مركز مهيمن للغاية ضمن الحاصلين على الدعم الحكومي أي ما يسمى الجزء المسلم في المجتمع المدني”.
يدور الأمر حول المساعدات التي تدفعها الدولة للمنظمات على سبيل المثال المساعدة الحكومية للمنظمات الدينية ومساعدة منظمات الأطفال والشباب وصندوق الإرث العام وكذلك المساعدات الإقليمية والبلدية.
اسم التقرير “الإخوان المسلمين في السويد”، ألفه ماغنوس نورل، بمساعدة آيه كارلبوم وبيير دوراني.
قسم التحرير