المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
قصة قصيرة
قبل سنة فكرت أرتبط، تعبت من حياة العزوبية والتنقل ومحاولات الارتباط بين رجل إلى أخر، أغلبهم رجال كانوا في الواقع سهلين، ويمنحون لي كل شيء ببساطة. لذلك قررت أتواصل مع بعض أقربائي في العراق، وسألتهم أن يرشحوا لي رجل ملتزم ومستور ووسيم وابن عائلة، وفضلت ان يكون عمره صغيرا حتى أربيه على يدي، وفعلا قام أهلي بإرسال بعض الصور إلى أن وقع اختياري على زكريا.
وجدت بصورة زكريا، الشاب الأسمر، عيونه بني فاتح وشكله محبوب جدا ومملوح، عريض “المنكعين شلولح”، بعد أن أعطيت الموافقة الأولية أرسلت صورتي لعرضها على العريس، وطبعا المرأة لا يعيبها سوى جيبها فرغم انفي الطويل. يبدو ان العريس تغاضى عن طول أنفي، لاهتمامه بالجوهر أكثر من المظهر
ذهبت في رحلة قصيرة الى العراق لأتمم جميع الإجراءات واتعرف على عريسي الوسيم، الحق يقال ان قلبي رفّ له من أول نظره وَمِمَّا زاد اعجابي به براءته الشديدة، لقد وبدا لي جليا انه عديم الخبرة بالتعامل مع النساء بتاتا، فقد ارتبك وأحمر خجلا عندما مسكت يده وأخبرته.
– انت تعجبني جدا زكريا … احمرت وجنتيه خجلا، وبسرعة خرج من الصالة مما أتاح لي رؤية قوامه الممشوق من الخلف.
صممت أن يتم كل شيء بسرعة لأتمكن من البدء بمعاملة لم الشمل بسرعة وبالتالي يستطيع القدوم إلى السويد لنبدأ معا حياة أسرية ناجحة مع رجل خلوق لم يتلوث بممارسات بلد مثل السويد، حيث الرجل تطلع عينه اول ما يبلغ.
اشترطت على زكريا ان لا يكمل دراسته ليس لأنني معقدة او متشددة لا سامح الله ولكن دور الرجل لا يمكن أن يأخذ دور المرأة.
لم أقصر مع العريس ولا مع أهله بالمهر وتجهيزات الزفاف، اشتريت له ساعة ذهب ومحبس وسلسال للرقبة، وعطور فرنسية غالية وبعض الملابس الداخلية. وحقق حلمه هو بالحفل الذي اراده طوال عمره ومرت الشهور ووصل زكريا الى السويد.
بالبداية كانت الحياة سعيدة وكلانا متلهف للأخر، رغم أني شككت في اول ليلة لزفافنا، ان الرجل لا يمكن أن تكون هذه تجربته الأولى، ولكن تغاضيت وفكرت بنبل وشهامة، وقررت أن أستر على الشاب، واسكت خصوصا أني صرفت مبلغ ليس بالقليل، ولكن بعد فترة تغير زكريا بشكل متسارع.
أصر على دخول المدرسة بحجة تعلم اللغة السويدية وهناك بدأ يختلط برجال مطلقين، وتأكدت انهم يقرون برأسه ويعلموه على حقوقه في السويد وانه ليس بحاجة ليعيش حياته مع شخص لا يحبه حقا، لأن الدولة ستؤمن له العيش كريما في حال انفصل، وتمادى الموضوع بمظهره غير اللائق وغير المقبول اجتماعيا أبدا.
بدأ يلبس القمصان ويفتح أكثر من ثلاث أزرار ويسوي جسمه برونز ويتعطر بطريقة مبالغة لدرجة ان كل النساء كانت تشتهيه بمجرد أن يمر بقربها!
حاولت ان أحل الموضوع بشكل سلمي وطلبت منه أن يترك المدرسة مقابل راتب شهري أمنحه له. لكنه تمرد، ورفض، واشتد الخلاف بيننا، ولم أسيطر على أعصابي فمسكته من شعره لينهار بعدها ويقول انه شعر بالإهانة ويطلب الطلاق!! تخيلوا من مجرد جرة شعر ينسى كل ما فعلته لأجله! الآن هو في بيت الرجال المعنفين ولا أستطيع الوصول اليه، ولا شي يشفي غليلي منه.
ساعدوني ماذا افعل! ما الذي يريدونه هؤلاء الرجال يا ألهي
ألا يكفي كل الحقوق التي أخذوها
لن أمنحه ورقة الطلاق لو يموت وابقيه “معلگ” ومستحيل أخليه يبقى بالسويد ويحصل ع الإقامة براسي.
بقلم زينب وتوت