المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – رأي: في أعقاب جائحة كوفيد-19، فات ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم التطعيمات الروتينية الحرجة، ما أدى إلى خلق فجوة كبيرة في تغطية التحصين العالمية. ودفع هذا الاتجاه المثير للقلق إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من جانب منظمات الصحة العالمية، بما في ذلك اليونيسف، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (Gavi)، ومنظمة الصحة العالمية، لمعالجة هذه القضية الملحة.
وقد خصصت مبادرة “اللحاق الكبير”، التي يقودها جافي، ما يقرب من 200 مليون جرعة من اللقاحات المنقذة للحياة لـ35 دولة منخفضة الدخل. ويهدف هذا الجهد، المدعوم بتمويل قدره 290 مليون دولار، إلى تطعيم ما يقرب من 50 بالمئة من الأطفال الذين فقدوا التطعيم أثناء الوباء. وقد تم بالفعل شحن 32 مليون جرعة إلى 13 دولة، ومن المتوقع شحن 10 ملايين جرعة أخرى بحلول نهاية يوليو.
وقال ثاباني مافوسا، المدير العام لتسليم البرامج القطرية في التحالف العالمي للقاحات والتحصين “بذلت البلدان المنخفضة الدخل جهوداً غير مسبوقة لتطعيم سكانها خلال جائحة كوفيد-19، لكن هذه الاستجابة الطارئة أدت إلى إجهاد أنظمتها الصحية”. “إن أولويتنا الآن ذات شقين: مساعدة البلدان على استعادة ما فقدته في تغطية التحصين الروتيني وبناء برامج تطعيم أكثر مرونة وإنصافاً للمستقبل.”
وليس هناك مبالغة في مدى إلحاح هذه المبادرة، فقد أدى الوباء إلى زيادة تفشي أمراض مثل الحصبة، مما سلط الضوء بشكل أكبر على الحاجة الماسة لسد فجوات المناعة. ومع ارتفاع عدد الأطفال الذين لم يتناولوا الجرعة الصفرية، تهدف هذه الجهود المتضافرة إلى إعادة التغطية التحصينية إلى مستويات ما قبل الوباء وتعزيز أنظمة التحصين طويلة الأجل.
الأطفال نبض مستقبلنا
الأطفال هم أغلى كنز يمكن أن يمتلكه المجتمع، ويمثلون وعد المستقبل وضمانه. إنهم يحملون بذور طبيعة مجتمع المستقبل التي تتشكل إلى حد كبير من خلال تصرفات وقرارات البالغين اليوم. ولذلك، يجب على المجتمعات أن تستثمر في صحة أطفالها، وتعليمهم، ورفاهتهم بشكل عام.
إن الحب الشامل للأطفال وطريقة معاملتهم ونوعية الاهتمام بهم هي جوانب حيوية في حياة المجتمع. يتطلب الحب الانضباط والشجاعة لتوجيه الأطفال نحو مسارات بناءة ومفيدة، وضمان نموهم ليكونوا أفراداً مسؤولين وقادرين.
إدراكاً للحاجة إلى التطوير المهني المستمر في مجال الرعاية الصحية، أطلقت أكاديمية CIMA الصحية منصة تعليمية عبر الإنترنت مخصصة لتطوير معايير الرعاية الصحية العالمية. تعمل الدورات الأكاديمية على تمكين الهيكل الصحي من ممرضين، ممرضات، أطباء و غيرهم من الطاقم الصحي ومديري الرعاية الصحية من اكتساب المهارات السريرية المتقدمة وتعزيز ممارسات تطعيم الأطفال المتفوقة.
تقدم الأكاديمية برنامج تطعيم شامل يغطي:
• تاريخ وعلم التطعيم.
• جهود التطعيم العالمية ودور مناعة القطيع.
• رصد وتقييم فعالية اللقاح.
• اعتبارات خاصة بالنسبة للقاحات لمختلف المجموعات السكانية.
• حقوق اللقاحات وإدارة البنية التحتية.
• قصص النجاح والتوقعات المستقبلية بشأن تكنولوجيات اللقاحات والتأهب الدولي لمواجهة الأوبئة.
تم تصميم دورات التطعيم التي تقدمها أكاديمية CIMA الصحية لتحويل تعليم الرعاية الصحية، وجعله متاحاً وتفاعلياً وعملياً. يمكن لمتخصصي الرعاية الصحية التسجيل في هذه الدورات مجاناً لتعزيز معارفهم ومهاراتهم، والمساهمة في تحقيق نتائج صحية أفضل للأطفال على مستوى العالم.
يمكن زيارة موقع أكاديمية CIMA الصحية من هنا.
تشكل الفجوة في التغطية بالتطعيم تحدياً يتطلب اهتماماً وعملاً فورياً. ومن خلال الاستثمار في صحة أطفالنا عبر برامج التطعيم القوية وتمكين المتخصصين في الرعاية الصحية من خلال التعليم المتقدم، يمكننا ضمان مستقبل أكثر صحة للأجيال القادمة. أطفالنا هم القلب النابض لمجتمعنا؛ ورفاههم هو مسؤوليتنا الجماعية. فلنتحرك الآن لسد الفجوة وتأمين مستقبل أكثر إشراقاً وصحة للجميع.
د. زياد الخطيب