سيرة إيفرت سفِنسون بقلم رشيد الحجة

: 4/15/14, 7:05 PM
Updated: 4/15/14, 7:05 PM
سيرة إيفرت سفِنسون بقلم رشيد الحجة

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

مقدمة:

لا أدري من أين أبدأ الحديث عن رجل نذر،ولايزال، جزءاً كبيراً من حياته، زاد عن أربعة عقود، من أجل الحق والعدل لفلسطين والفلسطينيين دون كلل أو ملل أو تعب أو خوف من أية عواقب، خاف منها الكثيرين غيره، خاصة عندما كانت الساحة السويدية الرسمية والشعبية مرتعا للحركة الصهيونية وأفكارها ومؤيديها.

1925 – …..

مقدمة:

لا أدري من أين أبدأ الحديث عن رجل نذر،ولايزال، جزءاً كبيراً من حياته، زاد عن أربعة عقود، من أجل الحق والعدل لفلسطين والفلسطينيين دون كلل أو ملل أو تعب أو خوف من أية عواقب، خاف منها الكثيرين غيره، خاصة عندما كانت الساحة السويدية الرسمية والشعبية مرتعا للحركة الصهيونية وأفكارها ومؤيديها.

وخير ما أبدأ به بالحديث عن هذه الرجل هو ترجمة لبعض اعترافاته التي دونها على شكل تمهيد لكتابه الأخير الذي صدر في عام 2012، الإعترافات التي تلخص تطور وتحول مواقفه ومواقف معظم السويديين ومن كل فئاتهم السياسية والأكاديمية والإعلامية تجاه قضية فلسطين عبر العقود الفائتة، فيقول إيفرت سفنسون:

"في عام 1953 أي بعد إعلان دولة إسرائيل بخمس سنوات، وست سنوات بعد صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947 القاضي بتقسيم فلسطين، وبناء دولتين على أرضها، الأولى للعرب والأخرى لليهود…لقد كان تعاطفي يومئذ كاملاً لجانب إسرائيل. فالحرب العالمية ومذابح هتلر ضد اليهود كانت قريبة لنا تاريخيا وجغرافيا. فقد قُتل منهم ستة ملايين، أغلبهم في أفران الغاز. لقد كان الأمر مكروها وفظيعا وغير مفهموم، لقد مثلت النازية أعلى درجات أشكال العنصرية.

إذا فاليهود قد لوحقوا وعُذبوا كثيرا جدا. والآن سيحصلوا على دولة لهم. أما العرب فقد قاموا بغزوهم يومئذ. وكانت تلك هي الحرب الأولى بينهم، أي في عام 1948.

حتى الذين لم يتدخلوا يومها في الأمور العامة في السويد أُعجبوا بإسرائيل. فالإسرائيليين مثلا قد زرعوا أرضهم والبندقية على أكتافهم، وجعلوا من الصحراء حديقة ورود. بدأت الرحلات إلى البلد المقدس بالتدريج، واليهود كانوا شعب الله المختار. وكان لديهم الحق الإلهي. هكذا كان الجو العام في السويد.

لكني قد فهمت فيما بعد بأنه كان للعرب الحق في عام 1947 عندما صوتوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار التقسيم، وضد إعطاء اليهود قسما كبيرا من فلسطين. فالبلد لم تكن فارغة من السكان كما كان يُقال. هذا ولم يكن العرب من قام بملاحقة وقتل اليهود، وليس هم من ذبح ستة ملايين منهم، وإنما من قام بهذه الأفعال هي دول أوربا المتحضّرة – ألمانيا. في حين أن العرب قد استقبلوا الهجرات اليهودية الأولى كلاجئين.

ومن بين مافهمته أيضا بأن القوات المسلحة اليهودية (الأرغون وشتيرن ) هي من بدأت أعمالها الإجرامية. فالمذابح ضد الفلسطينيين جعلت الناس يهربون فزعا. وتم على إثرها إنشاء المخيمات لهم في لبنان والأردن وسوريا، وبنى اليهود دولتهم على أساس قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة.

الإختلافات كانت كبيرة جداً. لقد وجد أبناء إبراهيم الخليل انفسهم في نزاعات مميتة فيما بينهم"

وفي الحقيقة تتطابق هذه الأقوال وإلى حد بعيد لما يكتبه الحزب الإشتراكي الديمقراطي، الذي ينتمي إليه إيفرت سفنسون، على صفحات الإنترنيت بخصوص موقفه من القضية الفلسطينية، ويُذكر مثلا:

" في العقود الأولى من وجود إسرائيل كان الكثيرين من أبناء حزبنا يقفون إلى جانب الدولة اليهودية التي تشكل وطنا لشعب مضطهد وملاحق، وفي مزارعه الجماعية "الكيبوتزات" شاهدنا التطبيق الصحيح للرؤيا الإشتراكية. فإسرائيل نشأت في عام 1948 بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولها الحق بأن تكون ضمن حدود آمنة ومعترف بها. لكن وبعد حرب عام 1967 واحتلال إسرائيل للكثير من الأراضي العربية ومن بينها الضفة الغربية وقطاع غزة بدأ الرأي العام السويدي ينحرف عنها حتى داخل الإشتراكيين الديمقراطيين، حيث لا يحق للدولة اليهودية أن تحتل أراض

الفلسطينيين، وليس لديها الحق في سياسة التمييز التي تمارسها ضد الفلسطينيين داخل حدودها. إذاً وبعد حرب عام 1967 أخذ الكثيرين المواقف المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني كونه طرف اساسي في النزاع… نعم إن النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني هو نزاع صغير جغرافياً، إلاّ أنه مركزي للصراعات القائمة في الشرق الأوسط".

من هو إيفرت سفنسون

إقترب إيفرت سفنسون من عامه التسعين وقد ولد بتاريخ 16 حزيران/يونيه من عام 1925 في مدينة صغيرة تقع على الساحل الغربي من جنوب السويد وتدعى "كونج إلفِن"، وتتبع لمحافظة إيلفسبوري. عمل في بداية مشوار حياته كمزارع بسيط حتى العام 1943 حيث عاد للدراسة ليتخرج كباحث إجتماعي في العام 1950، وانتقل لأشهر قليلة لتعلم دورات تثيقيفية دينية ولغوية في العاصمة البريطانية لندن.

دخل سفنسون معترك الحياة السياسية ضمن حزب الإشتراكيين الديمقراطيين، ويسمى أحيانا بحزب العمال، وهو أكبر الأحزاب السويدية على مدى مائة وعشرين سنة. أصبح سفنسون عضوا في المجلس البلدي في مدينة كونج إلفِن في النصف الأول من الخمسينات. ثم تدرج في حزبه ليتم انتخابه عضوا في البرلمان السويدي في عام 1957. بقي سفنسون شاغلا مقعده هناك لمدة 34 عاما، أي حتى العام 1991. هذا وأصبح سفنسون عضوا أساسيا ولفترة طويلة في اللجنة التنفيذية لقيادة الحزب.

كانت نشاطاته داخل البرلمان متنوعة، فابتدأ إيفرت باختصاصه العلمي، أي عضواً فاعلاً في اللجنة البرلمانية للشؤون الإجتماعية في البرلمان، ليقوم بإعداد الدراسات المتعلقة بالقرارات والقوانين المختصة بأمور العائلة ومسائل الدعم والتمويل للشعوب الفقيرة. ثم انتقل سفنسون ليكون عضوا فاعلا في اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية، وخاصة فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني. ولم يكتف بعمله لفلسطين داخل البرلمان السويدي بل كان أحد الشخصيات المحورية في الحزب الإشتراكي الديمقراطي والمستشار المقرب من رئيس الحزب السابق المغدور أولوف بالمه، وخاصة في الشأن الفلسطيني.

كما ولعب إيفرت سفنسون دورا هاما على المستوى العالمي والأوربي، حيث شغل مقعداً لفريق الأمم المتحدة المتخصص في مؤتمر الأمن للإتحاد الأوربي. وكان أيضا عضوا في الفريق السويدي للمجلس الأوربي منذ 15 آذار من عام 1989. وكان لهذا الرجل الدور السويدي الفاعل في الحوار البرلماني الأوربي- العربي الذي بدأ أعماله بعد أن استخدم العرب سلاح النفط في حرب تشرين/أكتوبر من عام 1973، الحوار الذي توقف بعد غزو العراق للكويت.

لم يكن سفنسون برلمانيا فحسب، بل كان رئيسا لتنظيم "برودرسكاب" الأخوة، وهو التنظيم المسيحي داخل الحزب الإشتراكي الديمقراطي. التنظيم الذي لعب دور المحرك بما يخص القضية الفلسطينية داخل الحزب وداخل منظمات الأخوة على المستوى الأوربي.

كما كان سفنسون فاعلا قويا على مستوى حركات التضامن اللاحكومية مع الشعب الفلسطيني وهو من قام مثلا بتشكيل رابطة الصداقة السويدية – الفلسطينية ، الرابطة التي لعبت دور مجموعة الضغط "اللوبي" الفلسطينية داخل البرلمان السويدي لتقابل بأعمالها ماكانت تقوم به مجموعة الضغط الإسرائيلية داخل البرلمان ذاته، وهو من شارك في جمعية "باخرة إلى غزة". وأخيراً يعتبر إيفرت سفنسون كاتباً وصحافياً.

كتاباته

لم يكن إيفرت سفنسون، أدامه الله، الذي يقترب عمر من التسعين، مزارعا ومناضلا سياسيا في حزبه وفي تنظيمات تضامنية أخرى، بل كان كاتبا لعدد كبير من المقالات التي كان من بينها مايتعلق بالقضية الفلسطينية وخاصة على

صفحات مجلة "السياسة والمعتقد" التابعة لمنظمة الأخوّة. كما ويعتبر إيفرت سفنسون مؤلفاً لعدد من الكتب الإجتماعية والسياسية.

صدر أول تلك الكتب في نهاية الخمسينات من القرن الفائت، ليتحدث عن "الإشتراكية الديمقراطية والتعليم الديني". أما كتابه الثاني فقد تناول " القانون الجديد لرعاية الأطفال". وكان له كتابه الأخير عام 2010 في مجال التطبيق الإشتراكي في السويد تحت عنوان "طريق الخروج من الفقر" استعرض فيه المائة عام الأخيرة من تاريخ السويد والحركات الشعبية في إطار المساواة والعدالة الإجتماعية.

أما عن فلسطين فكان له الكتاب الأول في العام 1983 تحت عنوان "شعبين وقطعة أرض في فلسطين". الكتاب الذي تم تطويره وتعديله عبر السنين عدة مرات، ليخرج به سفنسون بعد رحلته الأخيرة، التي قام بها إلى بيت لحم ورام الله والقدس في شهر أيار/مايو سنة 2012. جمع الكتاب بين دفتيه 350 صفحة تحت عنوان" الطريق إلى فلسطين" وصدر عام 2012. تحدث سفنسون في هذا الكتاب عن مسيرته الشخصية مع القضية الفلسطينية التي ابتدأت مع زيارته الأولى لفلسطين في العام 1197. وقد ازدادت معارفه وتبلورت من خلال عشرات الزيارات، التقى من خلالها مع كافة شرائح المجتمع الفلسطيني في معظم أماكن تواجده، المخيمات والقرى والمدن. وكان الباب الأول من الكتاب تحت عنوان " من خلال نظّاراتي" ليحكي فيه عن يوميات عايشها بنفسه على الأرض الفلسطينية، داخل مايسمى بالخط الأخضر وخارجه. وقف الرجل على الحواجز الكثيرة التي بنتها قوات الإحتلال الإسرائيلي على أراضي الضفة الغربية لتفصل القرى والمدن الفلسطينية عن بعضها البعض، ووقف امام جدار العزل العنصري، وسار في الشوارع المبنية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، المخصصة لليهود المستوطنين. كما التقى سفنسون مع الإسرائيليين بكافة فئاتهم الحزبية. ولم ينس سفنسون من تضمين كتابه عن مسألة سرقة إسرائيل للمياه الفلسطينية، واضطرار الفلسطنيين من شراء مياههم من المحتلين الإسرائيليين. ويقول مستنتجا بأن الجريمة الإسرائيلية تمس كافة جوانب حياة الإنسان الفلسطيني.

فالكتاب يعتبر أيضا سيرة ذاتية مشى فيها إيفرت سفنسون مايزيد عن أربعة عقود من الزمن. حيث جمع الكثير من التقارير التي كتبها عن زياراته، غير محصورة العدد إلى فلسطين، وعن لقاءاته ومشاركاته في الأجتماعات والمؤتمرات في الأمم المتحدة والإتحاد الأوربي والإشتراكية الدولية ومجلس الكنائس العالمي وعدد آخر من المنظمات المحلية والدولية. ودعى في هذا الكتاب إلى السلام والتعايش المشترك والمساواة بين اليهود والمسيحيين والمسلمين بكافة طوائفهم. فجميع هؤلاء هم حسب رأيه أبناء النبي إبراهيم الخليل، دون أي تمييز إثني. ويقول أحد المعلقين السياسيين في هذا الكتاب:" إن من يريد التعمق بمعرفة النزاع الفلسلطيني – الإسرائيلي عليه قراءة هذا المنجم الذهبي".

نشاطه البرلماني تجاه القضية الفلسطينية

لم يترك إيفرت سفنسون مجالاً من مجالات نشاطاته إلا وكان محاميا ومدافعا قويا عن حق الفلسطينيين

-في إقامة دولة مستقلة لهم مستندا إلى القرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة كقرار التقسيم رقم 181 الصادر بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر، الذي يدعو لبناء دولة فلسطينية على غرار الدولة اليهودية إسرائيل ويدعو إلى تدويل القدس،

-وفي تطبيق القرار الأممي رقم 194 الذي صدر في نهاية عام 1948 ليطالب بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم.

-وأخيراً في تطبيق القرار الدولي 242 الذي صدر في عام 1967 ويطالب إسرائيل بسحب قوات احتلالها من كافة الأراضي التي احتلتها، بما فيها القدس، عام 1967.

-ومن جهة ثانية عمل بعد أن بدأ يعرف الحقوق الفلسطينية على فرض تواجد الطرف الآخر في معادلة الصراع، أي الفلسطينيين، في المحافل الدولية، حتى يتمكن البرلمانيين السويديين وغيرهم من الإستماع لمطالب الفلسطينيين أنفسهم.

-وعمل على الإعتراف بالممثل الشرعي للشعب الفلسطيني "منظمة التحرير الفلسطينية". وكان سفنسون مثلا هو المحرك الأساسي لدعوة فاروق القدومي إلى السويد عام 1981 الزيارة التي مهدت فيما بعد لدعوة وزيارة القائد الفلسطيني ياسر عرفات إلى العاصمة السويدية ستوكهولم عام 1983 ولقائه مع قادة الأحزاب الإشتراكية الديمقراطية في دول الشمال الخمس، السويد والنرويج والدانمارك وفينلندا وآيسلندا.

-ومنذ البداية كان يعمل ويطالب ويتمنى بأن تكون المفاوضات المارتونية التي جرت وتجري بين الفلسطينيين والإسرائيليين أن تكون تحت مظلة الجمعية العامة للأمم المتحدة وليس على شكل مفاوضات ثنائية، لكنه لم ولن يكون ملكيا أكثر من الملك، بحيث وافق الطرفان المتنازعان على المفاوضات المباشرة الثنائية.

هذا وكانت أولى سجالات سفنسون في قاعات البرلمان السويدي مدافعا عن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ممتلكاتهم في يوم 26 كانون الأول/ ديسمبر من عام 1973حيث قال:

"إن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي عدة مناسبات منذ عام 1948، قد طالبت بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، لكن دون جدوى…إن هؤلاء الناس هم الذين وقعوا بين فكي كمّاشة في هذه النزاعات، وهم الذين دفعوا الثمن الأكبر خلال الزمن… صحيح بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أسست ماسمي بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وهذه بدورها لاتقدم الكثير لهؤلاء اللاجئين، وهذا أمر غير كاف."

وطالب سفنسون بعدها بزيادة حجم المساعدات التي تدفعها السويد للأونروا، ريثما تُحل قضية اللاجئين إستنادا إلى القرارات الدولية.

وكان سفنسون أول من طالب في البرلمان السويدي في تلك الفترة المبكرة بوطن وبهوية قومية للفلسطينيين، وذهب لأبعد من ذلك بحيث قام بتبرير الكفاح المسلح الذي لجأ إليه الفلسطينييون في نضالهم لتحرير أراضيهم من المحتل الإسرائيلي، بقوله:

"أنهم لم يجدوا، بعد مرور السنين الطويلة، حلا سلميا يضمن حقوقهم حتى اللحظة".

أما في معرض حواره ودفاعه في نفس الجلسات عمّا يُقال على لسان العرب بأنهم "سيرمون اليهود في البحر" فقد أتى سفنسون وللمرة الأولى في البرلمان السويدي على تسمية منظمات التحرير الفلسطينية فقال.

"من المؤكد بأن مثل هذه التعابير قد استخدمت في الدول العربية، وكذلك الأمر من قِبل بعض منظمات التحرير، التي يود البعض هنا تسميتها بشيئ آخر".

وفي العام 1974 عندما احتدم النقاش في البرلمان حول الموافقة السويدية لدعوة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية إلى مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة ليدلي بكلمته هناك، كان سفنسون ورئيس حزبه أولوف بالمه من أشد المدافعين عن حق ممثلي الشعب الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية في تمثيل الفلسطينييين وإسماع صوتهم للعالم. وصف سفنسون المنظمة يومئذ؛ بأنها تسعى للسلام وأنها ترضى بإقامة دولة فلسطين على أرض الضفة وقطاع غزة مستندا بذلك لما عرفه عن قرارات المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد في القاهرة عام 1974.

وكما نعلم فإن العام 1974 يعتبر عام منظمة التحرير الفلسطينية حيث نجحت، بعد اعتراف الدول العربية بها، لتكون ممثلاً شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني. تدحرجت بعدها كرة الإعترافات الدولية في التجمعات الدولية، الإسلامية منها كبداية، ومن ثم مجموعة دول عدم الإنحياز، وبعدها دول الكتلة الإشتراكية التي كانت تدور في فلك الإتحاد السوفييتي، وأخيرا حصولها على مقعد مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ومن بين ماحصلت عليه منظمة التحرير الفلسطينية في السويد، على أثر ذلك، وبفضل أولوف بالمه وإيفرت سفنسون، هو افتتاح مكتب إعلامي لها في العاصمة ستوكهولم وذلك في شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 1975، المكتب الذي تطور مع الزمن إلى بعثة دبلوماسية ومن ثم اليوم إلى سفارة فلسطين في السويد، بعد أن حصل الإعتراف الدولي بدولة فلسطين كعضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012.

ومما يود إيفرت سفنسون الحديث عنه ويكرره كمثال على عمله، في مساعدة الشعب الفلسطيني، داخل برلمان كانت أغلبية أعضائه تدور في فلك إسرائيل، أو على الأقل على الحياد، هو ماحصل معه في عام 1982 عندما قام بزيارة للبنان فيقول في مقابلة أجريتها معه وتم نشرها على صفحات مجلة الأفق بتاريخ 9 نيسان/ابريل عام 1987 :

" عندما شاركت بوفد حزبي لتلبية الدعوة التي وجهها رئيس الحزب الإشتراكي الديمقراطي – وهو عضو في الإشتراكية الدولية – في لبنان السيد وليد جنبلاط للحزبنا "الإشتراكي الديمقراطي" السويدي، بمناسبة مرور العام الخامس، في ربيع عام 1982، على مقتل والده كمال جنبلاط ورئيس الحزب السابق، عدت إلى السويد مزودا بمعلومات مثيرة وخطيرة. معلومات قمت بطرحها على البرلمان السويدي. كانت تلك المعلومات تفيد بأن إسرائيل ستقوم قريبا بغزو لبنان، وكان السؤال يومئذ؛ متى سيقوم الجيش الإسرائيلي بهذا الفعل؟ وليس السؤال؛ هل صحيح أن إسرائيل ستفعل ذلك؟ إستغرب زملائي في البرلمان السويدي من حديثي هذا وسخروا من تنبؤاتي تلك. لقد حصل معهم تماما مثلما حصل معي عندما تلقيت النبأ في لبنان واستهجنته، وهو بأن إسرائيل ستغزو قريبا لبنان لتصل حتى العاصمة بيروت. لقد استهجنت ذلك لأنني اعتقدت بأن إسرائيل وحسب المخطط الصهيوني القديم ستقوم باحتلال الأراضي، من جهة لبنان، حتى نهر الليطاني فقط، وليس أبعد منه. لكن وبعد أن حصل الغزو على الصورة التي شاهدناها جميعا جائني أحد الزملاء البرلمانيين ليقول لي: إيفرت أن ماتحدثت لنا به منذ اسابيع قليلة أصبح حقيقة واقعة، وهاهي إسرائيل تحتل حوالي نصف لبنان".

وبالطبع لمم تتوقف نشاطات إيفرت سفنسون البرلمانية عند ذلك التاريخ بل تابع دفاعه عن قضايا الفلسطينيين العادلة حتى خروجه من البرلمان في عام 1199

طين مجلة فلسفي تم نشرها ) فيحدثنا إيفرت سفنسون، في مقابلتي معه1( الحوار البرلماني العربي الأوربيأما عن الثورة، التي كانت تصدر في العاصمة القبرصية نيقوسيا، بتاريخ 4 تشرين الأول/أكتوبر من عام 1992 فيقول:

"وفيما يتعلق بالحوار العربي – الأوربي الذي بدأ بعد حرب تشرين الثاني/أكتوبر من عام 1973 وتعثر مابين الأعوام 1976 وحتى 1989، فقد كان لهذا الحوار في حقيقة الأمر أهمية كبيرة. لقد واصلنا مسيرتنا من خلاله على هدى وخطى قائد حزبنا، الراحل أولوف بالمه، ووزير خارجيته السيد ستين أندرشون، تجاه القضية الفلسطينية. ثم جاءت حرب الكويت التي عقّدت الوضعوتوقف الحوار.

ويمكنني القول بأن الحوار البرلماني العربي – الأوربي شكل نقطة اتصالات هامة بين الثقافتين السويدية والعربية، وكانت القضية الفلسطينية مسيطرة على الدوام في تلك الحوارات، إضافة إلى قضايا أخرى تم معالجتها. ففي البدايات تمت معالجة الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" حيث طالبت الدول العربية بزيادة المخصصات لتلك المنظمة. وللعلم فإن السويد تعتبر من أكبر الممولين الماليين للأونروا.

هذا وقمنا من خلال حزبنا بجهود أخرى هامة أيضا كانت على مستوى الإشتراكية الدولية (2)، لدعم قضية الشعب الفلسطيني على نطاق أوسع".

نشاطه ضمن "رابطة الصداقة السويدية – الفلسطينية"

بعد أن رأى سفنسون بأن الإسرائيليين وأحبائهم يسرحون ويمرحون داخل البرلمان السويدي، وبعد أن أصبح عضوا في اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية بتاريخ 7/11/1988، قام بالتواصل مع من يعرف بأنهم متفهمين إلى حد ما، ومن هم المؤيدون للحقوق الفلسطينية ومتفهمين للنضال الفلسطيني، ليقوم بتشكيل مجموعة ضغط سويدية داخل البرلمان مناهضة للوبي الإسرائيلي هناك. نجح سفنسون في جمع عدد من أعضاء البرلمان، أتوا من كافة الأحزاب اليمينية منها واليسارية، في رابطة سُميت برابطة الصداقة السويدية – الفلسطينية. تشكلت الرابطة رشميا بعد مرور أشهر قليلة على الإنتفاضة الفلسطينية التي اشتعلت في غزة في نهاية عام 1987. فتحت الرابطة أبوابها لغير البرلمانيين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في قضاياه العادلة – كان لي من بين هؤلاء شرف العضوية في المجلس الإداري.

قام سفنسون على الفور بترتيب رحلة ميدانية لأعضاء الرابطة لإطلاعهم على الواقع ومن ثم بلورة معارفهم عما يعانيه الشعب الفلسطيني على أرض الواقع، ليس فقط في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل قام الوفد بزيارة مدينة الناصرة التي كان يديرها حينئذ المناضل الشاعر توفيق زيّاد، الذي أطلع الزائرين على أوضاع بلديته التي تحصل على ميزانية لاتزيد عن ربع ماتحصل عليه الناصرة العليا اليهودية، التي قامت على أراض مصادرة من أملاك الناصرة العربية. كما قام زياد بأطلاعهم على وجود لاجئين فلسطينيين داخل وطنهم ويحملون الجنسية الإسرائيلية، ويُمنعوا من العودة إلى قراهم التي لاتبعد عن الناصرة سوى كيلومترات قليلة كبلدة صفورية – كما ورافقني في زيارتي إلى مسقط رأسي مدينة صفد بتاريخ 2/11/1989، أي بعد أن طردنا منه في قبل 41 عاما عام 1948، عضو برلماني من حزب البيئة، ليشاهد مأساة الشعب الفلسطيني التي تجسدت عندما رآني أقف أمام بيتنا الذي تسكنه عائلة يهودية من أمريكا.

هذا ولم يسلم زوار تلك الرحلة أنفسهم من قصف إسرائيلي عليهم أثناء زيارتهم لمدرسة للإناث في مخيم بلاطة في مدينة نابلس. وكان من أهم نتائج تلك الزيارة أن وقفت الرابطة مجيئ الطيران الإسرائيلي العال برفقة رجال أمن إسرائيليين إلى ستوكهولم وذلك اعتبارا من عام 1990.

لم تتوقف الرابطة منذ نشأتها عن العمل التضامني مع الشعب الفلسطيني كان آخرها مؤتمر القدس الذي عقد في ستوكهولم برعايتها وبالتعاون مع تنظيمات فلسطينية شعبية في ربيع 2013.

لقد تابع سفنسون في رئاسة هذه الرابطة لدورات عدة، وقد توقف عن رئاستها في مؤتمرها السنوي الذي عقد في شهر آذار من العام 1220، لكنه بقي فاعلا فيها رغم تقدمه في العمر.

نشاطه ضمن منظمة الإشتراكيين الديمقراطيين المسيحيين في السويد، برودرسكاب "الأخوّة"

إن تربية إيفرت سفنسون الدينية وتوجهاته الإشتراكية جعلت منه مناضلا من أجل حقوق الناس والتساوي، والتضامن فيما بينهم، مهما كانت خلفياتهم رجالا كانوا أم نساءا، فقراء أم أغنياء، عمّالا وفلاحين ومتوسطي الحال. وفي مقابلة أجريتها مع إيفرت سفنسون بتاريخ 4 تشرين الأول/أكتوبر من عام 1992، لصالح مجلة فلسطين الثورة التي كانت تصدر من العاصمة القبرصية، نيقوسيا، سألته فيها عن بدايات نشاطاته واهتمامه بالقضية الفلسطينية فقال:

"إن حكايتنا مع القضية الفلسطينية طويلة جدا، وقد كان طريقنا فيها شاق. ففي نهاية الستينات (3) أدخلنا، بموافقة كافة الأعضاء في منظمة الأخوة، التابعة للحزب الإشتراكي الديمقراطي، في برنامج عملنا على المستوى الدولي قضية فلسطين/إسرائيل حيث يهمنا هذا البلد كمسيحيين. فالجميع يحج إلى البلد المقدس، الأرض التي تعلمنا عنها الكثير منذ نعومة أظفارنا، من خلال الكتاب المقدس والنشاطات الكنسية الأخرى. إن قضية فلسطين قضية كبيرة ومعقدة وصعبة بنفس الوقت. ولايفوتنا بأن حزبنا يتمتع بعلاقات طويلة وأخوية مع حزب العمل الإسرائيلي وحركة المزارع الجماعية، الكيبوتزات.

لم تكن خبرتنا قوية بالواقع العملي لما يحدث على الأرض، فقمنا بزيارتين ميدانيتين لكامل المنطقة، إلى لبنان وسوريا والأردن ومصر وإلى إسرائيل. وكنا بمجموعنا أعضاءا في البرلمان السويدي. التقينا خلالها بممثلين عن تلك الدول. وقمنا بزيارة لمنظمة التحرير الفلسطينية في العام 1973. لقد أغنت هذه الزيارات خبراتنا ومعرفتنا عن القضية الفلسطينية. أعددنا على أثرها التقارير ونشرنا العديد من المقالات وأخرجنا الكتب، ومنها كتاب " الرأي العام المسيحي وقضية فلسطين" للدكتور سيجبرت أكسيلسون دحض فيه الفكر الصهيوني، وميزه عن الديانة اليهودية، ودعا لمناهضته. كما وأعددنا الندوات، وأثرنا الحوارات على المستوى البرلماني وعلى مستويات اخرى إعلامية وكنسية.

ثم جاء لقاء رئيس الحكومة السويدية ورئيس الحزب الإشتراكي الديمقراطي السيد أولوف بالمه مع قائد منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة الجزائرية بدعوة من الرئيس الجزائري يومئذ هواري بومدين. وكان لهذا اللقاء الأهمية الكبيرة في اقترابنا من الطرف الآخر، الفلسطيني، في الصراع الرئيس في الشرق الأوسط، الأمر الذي أدى، بعد جهود متواصلة ومكثفة لزيارة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في ربيع عام 1983 إلى العاصمة السويدية ستوكهولم. الزيارة التي سبقها جولات تحضيرية مع رئيس الدائرة السياسية وعضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية

السيد فاروق القدومي الذي زار السويد في عام 1981 بدعوة من منظمة الأخوة، حيث التقى بالحكومة السويدية ذات التكتل البرجوازي".

ولازالت هذه المنظمة تتابع نشاطها في القضية الفلسطينية على يد مسؤول العلاقات الخارجية فيها وهو السيد أولف كارميسوند، الشخص الذي كانت أطروحته في درجة الدكتوراه من جامعة أوبسالا في عام 2012 بعنوان "لاجئون أم عائدون، التبشير في ضوء القضية الفلسطينية".

هذا وقامت منظمة الأخوة حديثا من إصدار عدة كتب كان آخرها في عام تحت عنوان "إسرائيل وفلسطين؛ "ستون عاما في قلوبنا الحمراء" لمؤلفيه البروفسور أولف بياريلد، وأولف كارميسوند.

إشتراكه في العمل التضامني لكسر الحصار عن غزة

كان لهذا الرجل المسن جولة أخرى في دعمه للشعب الفلسطيني وهي المشاركة في قافلة الحرية التي أبحرت في صيف 2010، وكان من بين هذه القافلة الجزء السويدي، تحت إسم "باخرة إلى غزة" كان الغرض منها أولا كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وثانيا لفت أنظار العالم لما تقوم به إسرائيل من سياسة تجويع وقتل بطيئ لحوالي مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون في القطاع ومعزولين، في سجن كبير،عن العالم الخارجي كسجن، وثالثا توصيل بعض المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين هناك.

أراد إيفرت المشاركة في الحملة إلا أن عمره المتقدم كان سببا للمنظمين أن يرفضوا طلبه بركوب البحر والتعرض للمخاطر في ذلك العام. وبالفعل تعرضت تلك القافلة لاعتداءات وقرصنة الجيش الإسرائيلي في عرض البحر وفي المياه الإقليمية، وقتلت وجرحت العشرات من المشاركين في قافلة الحرية كان معظمهم من المتضامنين الأتراك.

أصر إيفرت سفنسون في العام التالي، أي في عام 2011 أن يكون احد المشاركين الفعليين، على ألاّ تبقى مشاركته نظرية على الساحة السويدية فقط. وكان له ذلك بحيث كان أحد الركاب على متن"باخرة إلى غزة: في نهاية شهر حزيران/يونيه. ويقول قبل البدء بعملية التضامن هذه:

" لو كان أولوف بالمه (4) اليوم على قيد الحياة لكان قد دعم الحملة التضامنية "باخرة إلى غزة". أنه والسيد ستين اندرشون (5) قد كانا منغمسين وبشدة في دعم الشعب الفلسطيني. إنني أعمل بذات الروح."

هذا ويرى سفنسون هذه الدعم ليس كواجب فقط وإنما كضرورة. ويقول:

"عليّ أن أفعل هذا من منطلق كوني مسيحي ومن قناعاتي السياسية أيضا، ومن أجل تحقيق العدالة. أني أرى بأنه من المهم الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن أشارك بهذه السفرة، أمرٌ أراه حق".

لم يكن الرجل خائفا مما قامت به إسرائيل في العام 2010 وقال: إني أنطلق من أن إسرائيل قد تعلمت درسا مما حصل في العام الفائت، واتمنى أن يكون تصرفهم حضاريا في هذه المرّة".

وبالطبع قامت إسرائيل من منع وصول القافلة مرة أخرى كما فعلت في العام الفائت لكن دون حدوث قتل أو جرح، بل سجن وطرد.

وبالحقيقة لم تتوقف نشاطات إيفرت سفنسون عند حدود الحزب بشقيه البرلماني، أو ضمن حركته الشعبية "الأخوة"، ولا حتى ضمن "رابطة الصداقة السويدية الفلسطينية"، ولا في إصدار الكتب حول القضية الفلسطينية، بل امتدت نشاطاته على المستويات الرسمية والشعبية من المشاركة في الندوات، وإلقاء المحاضرات، والمشاركة في التظاهرات المتخصصة بدعم الشعب الفلسطيني. أني أرى هذا الرجل بأنه فلسطيني حقيقي على الرغم من أنه ولد في السويد لأبوين سويديين ويحمل الجنسية السويدية.

هوامش

1-بعد اشتعال حرب تشرين الأول/أكتوبر من عام 1973 استخدم العرب فيها ماسُمّي بسلاح النفط. وقد تم من خلاله معاقبة الدول التي تتعاون وتؤازر إسرائيل في حربها ضد العرب. الأمر الذي دفع الدول الأوربية لإعادة النظر في علاقاتها مع العرب لأنهم كانوا، ولازالوا، بحاجة لمشتقات النفط في حياتهم اليومية، وبدأ الحوار العربي – الأوربي على إثرها.

2-لقد ساهمت السويد في إدخال منظمة التحرير الفلسطينية إلى المنظمة الدولية التي تسمى "بالإشتراكية الدولية" وكان يمثلها الأخ عصام السرطاوي الذي امتدت له يد الغدر واغتالته في يوم الإجتماع السنوي لهذه المنظمة في العاصمة البرتغالية عام 1983 مما دفع مندوب السويد في هذه المنظمة السيد برنت كارلسون لتناول الورقة التي كان السرطاوي ينوي قرائتها أمام المؤتمرين، وقرأها، مما أزعج شمعون بيريس المندوب الإسرائيلي في المنظمة.

3– أي بعد أن تكشف بأن إسرائيل لاتنوي تطبيق قرارات مجلس الأمن في الإنسحاب الكلي من الأراضي التي احتلتها في حزيران/يوليه من عام 1967، وفي وقت كان فيه إيفرت سفنسون يترأس التنظيم الشعبي " الأخوة" ضمن الحزب الإشتراكي الديمقراطي، التظيم الذي بقي فيه حتى عام 1986. ثم أصبح رئيساً لحركة الأخوة في منظمة الإشتركية الدولية مابين الأعوام 1983 وحتى 2003، وبقي منذئذ على رأسها كزعيم فخري حتى يومنا هذا.

4-السيد أولوف بالمه كان رئيس الحزب الديمقراطي السويدي. وكان من أشد المتعاطفين مع الشعوب الفقيرة والمظلومة والتي تقع تحت الإستعمار أو الإحتلال كما هو الشعب الفلسطيني. وكان بالمه قد دعى قائد منظمة التحرير الفلسطينية إلى السويد عام 1983. الدعوة التي يُعتقد أن كلفته حياته على يد مجهولين حين كان خرجا من دار عرض سينما في العاصمة ستوكهولم متوجها هو وقرينته ليسبيت بالمه إلى محطة مترو الأنفاق، ومنها إلى بيته دون أية حراسة.

5-كان ستين اندرشون، مع إيفرت سفنسون، من أهم شخصيات الحزب التي لعبت دورا كبيرا في القضية الفلسطينية كمستشارين في الشؤون الخارجية للسيد أولوف بالمه، وحتى بعد ممات بالمه. وشغل أندرشون منصب وزير الخارجية السويدية لسنوات طويلة قبل وفاته.

المراجع:

-وثائق عن إجتماعات وحوارات البرلمان السويد الخاصة بالقضية الفلسطينية

-كتاب " شعبين وقطعة أرض في فلسطين" لمؤلفه إيفرت سفنسون صدر في عام 1983

-كتاب " الطريق إلى فلسطين" لمؤلفه إيفرت سفنسون صدر في عام 2012

-كتاب "إسرائيل وفلسطين؛ ستون عاماً في قلوبنا الحمراء" لمؤلفيه البروفسور أولف بياريلد، والدكتور أولف كارميسوند.

-مجلة "الأفق" الفلسطينية التي كانت تصدر من قبرص، العدد الصادر بتارخ 9 نيسان/أبريل من عام 1987

-مجلة "فلسطين الثورة" التي كانت تصدر من قبرص، العدد الصادر بتاريخ 4 تشرين الأول/أوكتوبر من عام 1992

-مقالات صحفية عديدة كان قد كتبها إيفرت سفنسون

-الموقع الإلكتروني "ويكيبيديا"

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon