هذا مقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يمثل موقف مؤسسة الكومبس الإعلامية. هل تريد نشر آراءك في الكومبس؟ أرسل مقالك إلى info@alkompis.com
الكومبس – مقالات: سيرة البروفسور السويدي يان باريمان 1933 – 1999: الصراع على المستوى الأكاديمي وقضية فلسطين
مقدمة
لم يقتصر العمل النضالي والتضامني السويدي من أجل فلسطين، بل كان في مناهضة الفكر الصهيوني وأفعال منتسبيه على أرض فلسطين وضد الشعب الفلسطيني أيضا. وكان البروفسور يان باريمان هو من أوائل المناضلين في هذا المجال، حيث بدأت نشاطاته الفكرية والتضامنية مع الشعب الفلسطيني منذ أوائل سبعينات القرن الماضي.
الكومبس – مقالات: سيرة البروفسور السويدي يان باريمان 1933 – 1999: الصراع على المستوى الأكاديمي وقضية فلسطين
مقدمة
لم يقتصر العمل النضالي والتضامني السويدي من أجل فلسطين، بل كان في مناهضة الفكر الصهيوني وأفعال منتسبيه على أرض فلسطين وضد الشعب الفلسطيني أيضا. وكان البروفسور يان باريمان هو من أوائل المناضلين في هذا المجال، حيث بدأت نشاطاته الفكرية والتضامنية مع الشعب الفلسطيني منذ أوائل سبعينات القرن الماضي.
يان باريمان
ولد يان باريمان في العام 1933 وكان رجل علم منذ نعومة أظفاره إلى أن وصل على أعلى المراتب العلمية. فقد حصل على درجة الدكتوراه في العام 1968 وكانت أطروحته في علوم المصريات. وفي العام 1975 حصل على مرتبة البروفسور في علوم تاريخ الديانات مع التخصص في منطقة الشرق الأوسط، وكان يعمل في جامعة أوبسالا. كما بدأ باريمان دراسة التقارب واللقاءات مابين الأديان والسياسة في عصرنا الحاضر. أشرف البروفسور يان باريمان على عشرات الأطروحات لدرجة الماجستير ودرجة الدكتوراه في مجال تخصصه. هذا وقد وكتب شخصيا عددا من المؤلفات كان من بينها كتابه " ليس من دون العرب، عن الدور العربي في ثقافتنا" الذي صدر في العام 1991. الكتاب الذي ضمن فيه باريمان تأثير العرب في العلوم، كالرياضيات والفلك والطب، والثقافات التي أسست لثقافات الغرب الحالية. ولم ينس باريمان بأن الثقافة المسيحية التي يعيش عليها مجتمعات الغرب والأميركتين هي من فلسطيني العربية. كما وأصبح الرجل عضوا بارزاً في الأكاديمية السويدية.
نشاطاته في مجال القضية الفلسطينية
1-لجنة دول الشمال للحفاظ على التراث والثقافة الفلسطينية
من خلال تخصصه اقترب يان باريمان من المجتمع الفلسطيني بادئا من منطقة الجليل والقدس في فلسطين، حيث تعرف على رجال الدين المسيحيين هناك. حصل الرجل من خلالها على معلومات كان تغيب عن أذهان الأوربيين. فبدأ هو وثلة من رجال العلم والفن في السويد وفي دول الشمال الخمس (السويد والنرويج، والدانمارك، وفينلندا، وآيسلندا)، وفي مقدمتهم عميد كلية علوم الدين في جامعة أوبسالا الدكتور سيجبرت أكسيلسون، والمخرج والمصور بيو هولمكفيست (1)، بدأوا بتشكيل لجنة تضامنية مع الشعب الفلسطيني تحت اسم "لجنة دول الشمال للحفاظ على التراث والثقافة الفلسطينية". اللجنة التي ناضلت من أجل تكريس الشخصية الفلسطينية، في كل جوانب تكوينها السياسية الثقافية والاجتماعية، بما فيها ثقافة الطعام وطراز اللباس. الشخصية التي حاولت إسرائيل، ولازالت، بمكوناتها العلمية والعسكرية، جاهدة لطمسها وإلغائها وتغييبها. ومن بين ما استند إليه أعضاء اللجنة في ذلك هو محاولات إسرائيل في التنقيب عن الآثار في طول وعرض أرض فلسطين وإصباغ الهوية اليهودية على كل ما تجده، ومنع علماء الآثار الدوليين من هذا التنقيب والبحث. وقامت اللجنة بإصدار كتب، وبدعوة شخصيات فلسطينية مثل الأب إلياس شكور من قرية برعم قضاء صفد إلى السويد وترجمة كتابه "أخوة الدم" إلى اللغة السويدية، الذي يحكي عن معاناة الفلسطينيين بعد قيام الدولة الإسرائيلية من طرد وتهجير وطمس للهوية الفلسطينية للأرض وللشعب.
وبعد المؤتمر الدولي الذي عقدته منظمة التحرير الفلسطينية في تونس في عام 1982، بعد أن سرقت إسرائيل محتويات مراكز الأبحاث والدراسات والتخطيط الفلسطينية أثناء غزوها لبيروت في نفس العام، تحولت لجنة دول الشمال على يد البروفسور يان باريمان والدكتور سيجبرت أكيسلسون، اللذان
حضرا مؤتمر تونس، لتشكل فرعا سويديا ل"جمعية التراث الفلسطيني"
2-الأرشيف السويدي الفلسطيني
وبما أن يان باريمان وأكسيلسون يشكلان شخصيتان اكاديميتان على مستواً رفيع ويؤمنان بأن البحوث العلمية والدراسات تحتاج إلى مراجع ومصادر موثوقة، ول ايمكن الطعن بها، توجّها لتشكيل ما سمي بـ"الأرشيف السويدي – الفلسطيني" ومقره مدينة اوبسالا الجامعية (2). المؤسسة التي جمعت آلاف الكتب والمخطوطات والوثائق السويدية والعربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، وكذلك الخرائط والصور والطوابع والآلات الموسيقية والقطع الفخارية وغير ذلك.
هذا وقد شارك البروفسور باريمان كعضو فاعل في "اللجنة المسيحية لنصرة الشعب الفلسطيني" منذ نشأتها في منتصف السبعينات، وحتى توقفها عن النشاط.
3-كانت اشغال باريمان كثيرة بحيث لم يستطع من التفرغ للعمل لفلسطين فقط. وشاءت الأقدار أن يتم استدعاء البروفسور باريمان للشهادة كخبير بشؤون الديانات، ومن بينها الدين اليهودي (3) في محاكمة أقيمت ضد إذاعة "راديو إسلام" ورئيس هذه المحطة الإذاعية السيد أحمد رامي باتهامه لاساميا ومحرضا ضد اليهود والديانة اليهودية في السويد من خلال إذاعته هذه. الشهادة التي أدلى بها باريمان في شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 1989.
ومن خلال تلك الشهادة دخل البروفسور يان باريمان في صراع فكري مع العلماء والمفكرين اليهود وأتباعهم، كونه برأيهم قد شوه الديانة اليهودية. الديانة التي لم يجرؤ أحداً في السابق من السويديين في تناولها بالتساؤل من جهة، ومن جهة أخرى فإن هذا الصراع وهذه الحرب ضد باريمان قد أصبحت مفتوحة وامتد لهيبها إلى الساحة الدولية، واعتبر باريمان على أثرها لاساميا، أي كارهاً لليهود. وبالطبع كان لباريمان أنصاره ومؤيدوه في رؤيته بأن الدين اليهودي وبعض رجال الدين اليهود يستخدمون عبارات توراتية في تبرير قتل الفلسطينيين الأغيار. من هنا يمكن القول بأن تأثير شهادة باريمان قد أدخلت المفكرين ورجال الإعلام في جدل فكري مكثف حول الدين اليهودي كما أصبح الحوار عالميا. لقد كان الحوار والنقد، حتى ذلك التاريخ، يسري ضد أفعال الدولة الإسرائيلية وجيشها دون التطرق للفكر الديني الذي يقف وراء تلك السلوكيات.
تعرض البروفسور باريمان إلى حملة تشويه وتشهير شرسة على إثر تأكيده للمعلومات التي أوردها رامي عن اليهودية، المعلومات التي اقتبسها رامي نفسه من كتاب التوراة. وقمت شخصيا على إثرها بلقاء صحفي موسع مع باريمان – تم نشر مادته على صفحات "مجلة فلسطين الثورة بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير من عام 1992 – ولأهمية هذه المقابلة أعود لاقتباس جزء يسير منها (4).
فلسطين الثورة (ف ث): هل لك أن تصف لنا الحملة التي تتعرض لها منذ إدلائك بشهادتك بخصوص ماورد في إذاعة "راديو إسلام"؟
باريمان:إنها حملة غير عقلانية البتة. لقد تمت بعدّة وسائل، ووصلت إلى عدة مستويات، وإليك بعض منها:
على المستوى الشخصي؛
-فقد تلقيت حتى الآن عشرة رسائل، ثلاثة منها كانت تحتوي على تهديدات مباشرة، أما الباقي منها فاحتوت على شتائم فقط.
-تم الاعتداء علي شخصيا حين كنت أحضر معرضاً في كولتور هوسيت "بيت الثقافة" في ستوكهولم بتاريخ 6 تشرين الأول/أكتوبر في عام 1991، وشتموني باقذع الكلمات وطردوني من هناك، أنا وزميلة لي، وهي أستاذة في جامعة أوبسالا.
على المستوى المحلي؛
-بدأت على المستوى الإعلامي حملة تشهير وتشويه واسعة، وخاصة في الصحف التي يسيطر عليها الصهاينة بشكل أو بآخر، مثل "يوديسك كرونيكا" و "داجين" "أوبسالا نيّا تيدنينج". لقد استخدموا أقوالا نسبت إليّ دون قولي لها في قاعات المحكمة، وإنما كلمات كانت قد وردت في إذاعة "راديو إسلام" وتم تفسيرها من طرفهم على أنها أقوال معادية لليهود، فكيف للقارئ العادي أن يعرف بحقائق الأمور.
– وفي مكان عملي فقد كتب رئيس حاخامات اليهود في السويد السيد مورتين بيرو وآخرون لجامعة أوبسالا، التي أعمل بها، مدعين بأنني غير أهل للتدريس هناك، وطالبوا بطردي من الجامعة، وزعموا بأنني معاد للسامية.
– وفي الأوساط العلمية والحركات الشعبية يحاولون منعي من المشاركات الثقافية أو العلمية. فعندما قمت مثلا، وبالتعاون مع معاهد التثقيف العمالي "آ بي إف" لإقامة معرض ثقافي تحت عنوان "ليس بدون العرب" وأصدرنا كتابا بهذا الخصوص يحكي عن الحضارة والثقافة العربيتين ليرافق المعرض، اتصل أحد الصهاينة لإقناع الرئاسة بمنعي من هذه المشاركة متهمين باللاسامية. ومثال آخر هو مافعله عضو البرلمان في السويد ممثلا ل"حزب الشعب" واسمه هوكان هولمباري، الذي عمل على تشكيل لجنة برئاسته لمحاربة اللاسامية في السويد. اتصل هولمباري ب "ناشونال إنسيكلوبيديا" لمحاولة إبعادي منها، كوني أحد أعضاء مجلس إدارتها. وكان قد شاركه في طلبه هذا عضو البرلمان، عن حزب الشعب أيضا، السيد يان إيريك فيكستروم، لم يجد الإثنان آذان صاغية من باقي أعضاء البرلمان السويدي.
على المستوى الدولي؛
-لم يكتف هؤلاء بحملتهم على مستوى الساحة السويدية لإسكاتي وإخافة غيري من تناول إصلاحات التوراة، ومعرفة كيفية تطبيقها على الواقع من قبل بعض اليهود. لقد وسعوا حملتهم من خلال اتصالاتهم بشبكاتهم على المستوى الدولي. فوصلت إلى إدارة جامعة أوبسالا رسائل عديدة، ومن دول متنوعة تطالب بطردي من الجامعة. لقد وصلت مثلا من الولايات المتحدة الأمريكية رسالة خطها البروفسور ياكوب نيوسينر، ومن سويسرا رسالة كتبها البروفسور جان ألبيران، ومن أستراليا رسالة من البروفسور إيفان سوسه، ومن إنجلترا رسالة من حاخام مدينة برمنغهام المدعو سالمون، وهو معروف برئاسته لمركز الدراسات اليهودية/المسيحية، المركز الذي أنشأ في العام 1987 لمناهضة مركز الدراسات الإسلامي/المسيحي المؤسس في عام 1976. ومن الجدير ذكره هنا بان مدينة برمنغهام تحتوي على ثمانين جامعا إسلاميا. وللأسف الشديد لم تحتو أي من الرسائل هذه على أساس علمي في مطالبها، بل استندت جميعها لما تم نقله إليها على ألسنة الصهاينة من السويد.
هذا وقد طرح السيد بير آلمارك رئيس الوزراء السويدي السابق، وهو كاتب معروف وصهيوني أكثر من الصهاينة اليهود أنفسهم، طرح ومن خلال مقابلتين على شاشة التلفزيون الإسرائيلي هذا الموضوع مهاجما إياي ومدعيا بأنني واحد من الأمثلة عن المعاداة لليهود في السويد.
واسمح لي أن أعقب هنا، بأن كل تلك الحملات، التي حصلت، ولازالت تدور لن تثني عزيمتي عن إظهار الحق ونصرة المظلوم. فأنا لا أكره أحداً يهوديا كان أم مسلماً أم غير ذلك. لقد كانت شهادتي كخبير علمي ليس إلاّ. وأنا لا أتحدث في تلك الإذاعة المسماة "راديو إسلام" مثلا. لكنني أكدت على أن هناك فقرات في كتاب التوراة قد تم ترجمتها وتطبيقها من قبل بعض الحاخامات اليهود في فلسطيني، أمثال ليفينغر وكاهانا وآفيدان وغيرهم.
وللعلم فإنني سأتابع دعواي القضائية ضد من ألحق بي الضرر الجسدي والمعنوي، بسبب الاعتداء الذي حصل ضدي في المعرض المذكور، وطردي من المكان بتاريخ 6 نشرين الأول/أكتوبر من عام1991. وكما تعلم بأنه لا يحق لأحد في السويد من ملاحقة أو أذى من يدلون بشهاداتهم امام القضاء.
-أما ردود فعل جامعة أوبسالا التي أعمل بها منذ عام 1964 فكانت الوقوف إلى جانب الحق والعدل والعلم، ولم يروا بأنني قد قمت بخطأ ما في شيء. لذا قررت إدارة الجامعة إغلاق هذا الملف، وعدم الأخذ بأي من الرسائل الموجهة إليها.
كما وأصدرت كلية علوم الدين كتابها السنوي عن علوم التبشير باللغة الإنجليزية، وتم توزيعه عالميا، وكنا قد كتبنا فيه عن القضية هذه لشرح الحقيقة. وللعلم فقد وصلني عدد من رسائل التأييد والدعم من مختلف أنحاء العالم، تضمنت استنكارا شديد اللهجة لما يقوم به الصهاينة في حملتهم ضدي، ومنها رسالة برمنغهام. كما وصلني رسائل دعم وتأييد من زملاء لي في كل من جامعة ستوكهولم وجامعة لوند.
ف ث: ألا يعتقد يان باريمان بأن الصهاينة ومن معهم قد خسروا خسارة كبيرة في إثارة هذه الضجة؟
باريمان: لقد كان من الأفضل لهم أن يعترفوا بأن تفسير وتطبيق بعض إصحاحات التوراة تتولاه فئة قليلة من علماء الدين اليهودي في فلسطين. وثانيا بألا يخلطوا بين الصهيونية وأفعالها في الشرق الأوسط وبين اليهودية كديانة. إنهم إذا فعلوا ذلك فإنهم يُحمّلون كل يهودي في العالم بأجمعه ذنب ما تقترفه أيادي الصهاينة في فلسطين. فهم يقولون بأن كل معاد للصهيونية هو معاد لليهود، وهذا الكلام لا أساس له من الصحة.
وكما قلت أنت، أقول؛ لقد أدخلوا الحوار السويدي في مرحلة جديدة لم يعتدها المفكرون السويديّون حول هذا الأمر. ففي الحقيقة لقد أدخلت هذه المادة الآن في عملية التدريس في الجامعات. فقد كنا سابقا نقوم بتدريس الأفكار النظرية والمثالية في الديانات، أما الآن بدأنا ندرس كيفية تطبيق هذه الديانات بنصوصها على أرض الواقع، هذا من جهة، وبدأنا نُدرّس عن الطوائف والفرق المختلفة في هذه الديانات (اليهودية والمسيحية والإسلام)، والطرق التي تتبعها هذه الفرق في تطبيقها للنصوص على أرض الواقع، وفي السياسة الراهنة من جهة اخرى.
وأضيف: في الحقيقة فإن الصهاينة ومؤيديهم أدخلوا أيضا طابعا جديدا علينا في السويد في مسألة كيفية وطبيعة الحوار، وهو عدم الموضوعية.
هذا وقد رأى بعض المحللين السياسيين بأن الصهاينة قد وقعوا كما يقول المثل "غلطة الشاطر بألف" بحيث كانت ادعاتهم غير مبنية على أسس علمية، مما أوقعهم بشر فعلتهم، وانتشر الحوار العلمي حول ما ورد في كتاب التوراة وكيفية تطبيقه من بعض رجال الدين اليهودي في قتل الأغيار، الفلسطينيين، على أسس دينية إضافة إلى أسس سياسية، وهي مغلوطة أيضا.
وبقي الرجل يعاني من ملاحقات اللوبي الصهيوني في السويد وفي العالم لفترة امتدت لما يقارب عقداً كاملاً من الزمان، حيث كان يحدثنا بين الفينة والأخرى عما يواجهه، إلى أن توفي في العام 1999.
بقلم الكاتب والصحفي المقيم في السويد: رشيد الحجة
هوامش
1-سيتم التطرق وتخصيص دراسة لأشخاصهم وأعمالهم في سبيل فلسطين أيضا.
2-كنت شخصيا والدكتور سيجبرت اكسيلسون قد قمنا بزيارة قائد منظمة التحرر الفلسطينية السيد ياسر عرفات في مقر عمله في العاصمة التونسية تونس وذلك في العام 1985. طرح يومها أكسيلسون على الأخ ياسر عرفات فكرة إنشاء الأرشيف السويدي/ الفلسطيني والدور الذي سيلعبه على المستوى الأكاديمي ليكون مصدرا للمراجع والكتب للدارسين والباحثين السويديين في الشأن الفلسطيني. بارك عرفات الخطوة وأقيم الأرشيف وبمساعدة مادية من مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في ستوكهولم، لدفع إيجار مقر المكتبة "الأرشيف" فقط.
3- كان الشاب المغربي أحمد رامي قد أنشأ محطة إذاعة محلية في مدينة ستوكهولم سميت ب"راديو إسلام"، وذلك في منتصف الثمانينات من القرن الماضي. وكان رامي يهتم بنشر تعاليم الدين الإسلامي من جهة ويحارب الصهيونية وإسرائيل ويفكك مزاعمهم حتى وصل به الأمر لإنتقاد الدين اليهودي الذي برأيه يحرض على قتل من هم غير اليهود. رفع اللوبي الصهيوني في السويد دعوى قضائية على أحمد رامي وعلى محطة إذاعته. طالب رامي، على إثرها، من المحكمة الابتدائية بسماع شهادة خبراء ليؤكدوا ما يقوله عن اليهودية واليهود، وكان من بين من شهد معه مؤكدا أقوال رامي هذه، البروفسور يان باريمان.
هذا وأكد باريمان، على سبيل المثال بأن ماورد في التوراة (ترجمة قريبة أو بما معناه): "عليك إبادة الذاكرة المتعلقة بالعمالقة، على أن يختفوا من على وجه الأرض". ويقول باريمان في المحكمة: " من الوضح جدا من أن لدى اليهود ما يسمى ب "ميتزفا" التي تفيد بأن اليهودي يحق له قتل غير اليهودي. وهذه الميتزفا يتم تطبيقها وعلى نطاق واسع استنادا إلى قواعد الهلكا".
4-للأمانة والوفاء لهذا الرجل بعد وفاته، أقول حسب خبرتي به كإنسان، رافقته بمسيرة تضامنه مع الشعب الفلسطيني في اللجنة المسيحية لنصرة الشعب الفلسطيني وفي مؤسسة الأرشيف السويدي الفلسطيني، بأنه إنسان مسالم يؤمن بالعلم لأبعد الدرجات وينحاز له في مواقفه. لم يكن باريمان كارها لأحد بل كان محبّا للجميع ويتمنى السلام للجميع وناضل من أجل أن يستعيد الفلسطينيون حقوقهم ويعيشوا بسلام إلى جانب من رغب القدوم إلى بلدهم.
مراجع
-كتاب " السويد والقضية الفلسطينية، الجزء الأول" للباحث رشيد الحجة، صدر عن مؤسسة الشرق برس في رام الله عام 1913.
-المجلة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية "فلسطين الثورة" في عددها الصادر بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير من عام 1992.
-موقع ويكيبيديا الإلكتروني
-عدة مقالات صحافية سويدية