المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات الرأي: تحت عنوان شاهد من غزة قدّم، وعلى مدى ساعتين، بها الصحافي السويدي فريد إيكبلاد، الذي هو عضو في حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني، شهادته أمام حشد من الشباب السويدي في مدينة أوبسالا في ليلة أمس الأحد.
قسم إيكبلاد محاضرته إلى ثلاث أجزاء أرفقها بصور وأفلام قصيرة ليقوي شهادته. الشهادة التي أدلى بها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبحث بالجرائم التي ارتكبتها إسرائيل أثناء عدوانها الأخير على قطاع غزة في العام الفائت 2014.
الجزء الأول وتناول الصعوبات التي واجهها الشاهد حتى وصوله إلى القاهرة ومنها إلى غزة عبر جزيرة سيناء ومعبر رفح. ثم برر المتحدث عن سبب اختياره للذهاب إلى قطاع غزة بقوله بأن لديه أصدقاء أعزاء على قلبه من غزة من جهة، وأنه تابع أثناء طفولته مشاهداته لما يحصل في غزة أثناء الإنتفاضة الأولى، وقال بأن صورة الطفل محمد الدرة الذي قتل بدم بارد على أيدي مايسمى بجيش الدفاع الإسرائيلي وإصابة أبيه، لاتفارق خياله حتى اليوم. “لقد كان من واجبي أن أكون هناك لأقدم نوعا من المساعدة العملية لهذا الشعب المظلوم، وفضلت ألا أبقى في السويد لأجتر الكلام فقط.”
الجزء الثاني وكان عن فترة تغطي فترة الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة بعد وصوله هو إلى هناك بأيام قليلة. هذا وقد أفاد إيكبلاد بأن إسرائيل هي التي بدأت الحرب من خلال اعتقالاتها لمئات الفلسطينيين واغتيال البعض الآخر قبل رد الصواريخ التي أرسلت من قطاع غزة كردا على أفعال إسرائيل العدوانية.
كانت وحشية تلك الحرب باعتبار إسرائيل لبعض الأحياء، كالشجاعية، مناطق عسكرية عدوة، وعمدت على قلبها رأسا على عقب لتصبح ركاما فوق أهلها الذين لم يتمكنوا من الفرار في تلك اللحظات. لم توفر إسرائيل حتى المشافي وسيارات الإسعاف من القصف جواً وبحراً وبراً. لقد كانت حرب تطهير عرقي، لخص هذا الشاهد كلامه. ومن الجدير بالذكر هنا بأن إيكبلاد أحضر للمستمعين عددا من الحوادث التي شاهدها بأم عينه وبكاميرته، مثل قصف الأطفال الأربعة على شواطئ غزة وإعدامهم. ثم أفاد المتحدث بأنه أصيب شخصيا وسال دمه حين كان في مشفى بيت حانون الذي تعرض للقصف، وأنه كان على تواصل مع الصحافة السويدية والدولية لنقل مشاهداته ومعايشاته للأحداث.
الجزء الثالث وتحدث فيه فريد إيكبلاد عن جرائم الحرب التي مارستها إسرائيل وأتى بأربعة أمثلة:
الأول- كيف تم ضرب مشفى الوفاء المتخصص بإعادة تأهيل الجرحى والمعاقين وتحويله بكامله إلى ركام.
الثاني- كيف ضربت إسرائيل مشروع سفينة غزة التي كانت ستنقل رمزيا بعض المنتجات في قطاع غزة عبر البحر إلى المدن الأوربية لكسر الحصار من الداخل. وشرح بأن غواصين إسرائيليين خربوا السفينة من الأسفل لتأتي طائرات الأباتشي الإسرائيلية لتلقي قنابلها على السفينة وتحرقها بشكل كامل قبل أن تبحر بأيام قليلة.
الثالث- كيفية بدء القصف من الدبابات على مشفى بيت حانون بتخريب خزان مياهه على السطح، ومن ثم قصفه على عدة مراحل أصيب المتحدث على إثرها بجروح غير قاتلة أثناء محاولاته لإنقاذ المدنيين ونقلهم بسيارات الإسعاف. وأضاف واصفا كيفية لامبالاة الخارجية السويدية عندما تواصل معهم وأخبرهم بما يحصل معه ومع سته متضامنين دوليين آخرين كانوا في هذا المشتفى، وكيف حملوه مسؤولية قراره بالذهاب إلى غزة.
الرابع- وأخيرا شرح وعرض فيلما عن الكيفية التي اغتيل بها مرافقه، وأمام عينه، سالم شمالي، دون أن يستطيع التقدم إليه وإنقاذه بعد أن اصابته الطلقات الأولى. وكانواحينها بطريقهم للبحث عن بقايا أهل سالم في الشجاعية. وفي طريقهم هناك كان لهم بالمرصاد القناص الإسرائيلي من على سطح الأبنية التي أحتلها هذا الجيش، القناص الذي تابع إطلاق النار حتى فارق سالم شمالي الحياة وذلك في يوم 14 تموز/يوليو 2014.
رشيد الحجة – كاتب وصحافي فلسطيني مقيم في أوبسالا