المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقال رأي: تبدأ الأحد الإنتخابات البرلمانية السويدية وهي واحدة من أهم الإنتخابات التي تشهدها السويد بسبب تقارب فرص الفوز فيها بين كتلة الحكومة الحالية التي يقودها الحزب الإشتراكي الديمقراطي و كتلة المعارضة بالإضافة لحزب اليمين العنصري السويدي الديمقراطي .
هي المرة الأولى التي أكتب فيها عن الإنتخابات السويدية علماً بأن التصريحات و الآراء حولها بدأت بالتداول منذ أكثر من ستة أشهر و خاصة بين الجموع الأجنبية الوافدة إلى السويد و تحديداً متحدثي العربية .
انقسم متحدثي العربية في آرائهم كما العادة إلى فريقين ، فريق يدافع عن الحزب الإشتراكي الديمقراطي ( سوسيال ) و فريق يشارك حزب اليمين المتطرف الرأي بل و يدافع عن هذه الآراء و كل ذلك كان في متناول المتابعة عبر وسائل التواصل و تحديداً بين تعليقات الناشطين في صفحة الكومبس الإخبارية السويدية بالعربي .
أتفهم موقف البعض الداعم لحزب ستيفان لوفين رئيس الحكومة الحالية و أيضاً أتفهم رأي البعض الذين لم يحصلوا بعد على فرصة العمل وهم في حكم القانون يتقاضون رواتب الإعانة من مديرية الشؤون الإجتماعية ( سوسيال ) لذلك يجدون خطر كبير في فقدان الإشتراكي الديمقراطي للسلطة مما يجعل مستقبلهم مجهول و ربما سيء .
ما لم افهمه ولم أجد له تفسيراً هو مناصرة البعض من أصول عربية و مشرقية و خاصة السوريين و العراقيين لحزب سفاريا ديمكراتنا ، كيف يمكن أن تناصر من يجاهر بتطرفه و عنصريته و أنت لاجىء في بلد قَدِمت إليها و السبب الأول الذي إدعاه صاحب الرأي هنا العنصرية بحقه في الدولة التي هرب منها !
العديد من مسيحيي الشرق الأوسط يناصرون هذا الحزب لمواقفه الرافضة للإسلام وهذا بحسب قرائتي هو الفخ الذي لا يدركون حجمه و أن شعارات هذا الحزب حتى تصريحات قيادته تأتي في سبيل الدعاية الإعلامية الإنتخابية لا أكثر . يكفي أن أورد لصاحب هذه الأفكار مثال واحد كفيل بأن تفكر به جيداً لتدرك بأن السياسة تديرها العقول و السياسة ترسم وفق المصالح و المثال كان ترامب الذي وصل البيت الأبيض رئيساً من خلال حملة انتخابية كان شعارها لا للإسلام و بعد توليه القيادة نجده اليوم حبيب المسلمين و خاصة أهل مكة .
في الأمس و عبر تصريح مضحك بالنسبة لي لكنه صفعة باردة لكُثر قال رئيس الحزب السويدي الديمقراطي ( سفاريا ديمكراتنا ) جيمي أوكيسون : الأجانب ليسوا سويديين حتى الذين حصلوا على الجنسية السويدية و بحكمه أولادهم الذين ولدوا في السويد و هو يعني بأنه ضد كل أجنبي حتى الذي قَدِمَ إلى السويد منذ ثلاثين عاماً و عمل فيها و قدم لها و لإعمارها ضرائب عمله فهو ليس بالسويدي و الهوية السويدية التي يحملها هي ورقة لا أكثر !!
نتمنى أن يتعظ البعض بعد كلمة و تصريح آوكيسون هذا ، أن ينزع من دخله الحقد لأن التطرف حقد أعمى ، قاتل في أحياناً كثيرة ومن يريد العمل في السياسة فالسويد بلد فيه أحزاب كثيرة متعددة و ما يؤسفني في هذه الأيام أننا حتى هنا بتنا في اختيارنا أمام سيء و أسوء .. السيء هو الحزب الديمقراطي الإشتراكي المهمل الذي و بشكل دائم يمتهن سياسة رفع الضرائب و التراخي الأمني و ازدياد الجريمة و هذا ما بات يزعج المواطن السويدي و الأسوء الحزب العنصري الذي لا يقل في حقده عن داعش .
اليوم سأتوجه لصناديق الإنتخابات .. سأعطي صوتي لحزب البيئة ، فمنذ قدومي إلى السويد حتى اليوم تعجبني كثيراً السياسة المتبعة لحماية البيئة و رغم أن هذا البلد قاسي مناخياً إلا أن فيه مناظر جميلة جداً .. يستحق فيها من يعمل لأجل البيئة صوتي فهو يعمل لصالحي اليوم و لأجل سلامة طفلتي في المستقبل .
ميشيل برخو
مقالات الرأي تعبر عن أصحابها وليس بالضرورة عن الكومبس