المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات: السويد دولة أوربية باتت مقصدا لغالبية السوريين الذين يحلمون بوطن بديل عن وطنهم الذي يتهالك أمام أعينهم بسبب تلك الحرب المجنونة. يبحثون فيه عن الطمأنينة والسلام والعمل وعن أبسط حق للانسان، ألا وهو حقه في الحياة بكرامة دون خوف.
هكذا كان الطرف الاول في المعادلة وهو الطرف السوري الحالم، أما الطرف الاخر فهو الحكومة السويدية والمجتمع السويدي، إذ أن الحكومة تقوم بكافة التزاماتها المنصوص عليها في المواثيق والقوانيين الدولية تجاه اللاجئين والوافديين اليها رغم الضغوط والاعداد الهائلة والمتزايدة.
السويديون بدورهم بدوا منفتحيين على الوافدين اليهم، وللثقافة الجديدة التي دخلت الى مجتمعهم، لكن رغم مساعدة الحكومة وتقبّل المجتمع مايزال بعض اللاجئين يعانون من عدة مشاكل منها صعوبة التأقلم في المجتمع الجديد واعادة بناء حياتهم من الصفر اضافة الى الانتظار الذي يطول احيانا في مراكز الايواء (الكامب) وضمن حياة مشتركة مع اشخاص غرباء ومن جنسيات متعددة تنعدم فيها الخصوصية اضافة الى آثار الحرب ورحلة اللجوء الشاقة والخطرة في بعض الاحيان والتي انهكت نفوسهم.
لكن برأيي الشخصي فأن أفضل طرف باستطاعته تقديم المساعدة للقادميين الجدد، هو الوافد القديم الذي بات على معرفة بالقوانين، وتأقلم بعض الشيء في مجتمعه الجديد، هؤلاء الاشخاص يستطيعون أن يكونوا خير سند يخفف من أثر الغربة عن اخوانهم اللاجئين الجدد، فهم يدركون إحساس هؤلاء، وقد مروا بذات التجربة ومن الممكن ان يجنب الوافدين الجدد الوقوع في الاخطاء والمطبات التي لاغنى عنها ويستطيعون تقديم الدعم المعنوي لهم عن طريق زيارتهم ومشاركتهم همومهم ومخاوفهم وقلقهم ومحاولة ايصال صوتهم للجهات المعنية.
في نهاية المطاف علينا مساعدة أنفسنا قبل طلب المساعدة من الاخرين، فإن الفترة التي تقارب السنة مثلا، هي فترة لا تخلو من المصاعب فهي ولادة جديدة نمحي بها كل ماسبق في بلاد قدمت لنا كلاجئين فارين من هول الحرب دعما لم تقدمه لنا دول الجوار لطالما اعتبرناها دولا شقيقة اضافة الى مقومات للحياة لم تقدمها لنا اوطاننا في فترات السلم ايضا فواجب علينا ان نقابل هذا الدعم بالامتنان وترك الانطباع الايجابي والمتحضر اينما كنا والشكر على أقل تقدير.
دياري ملا