عفوا للتذكير فقط نحن نعيش في السويد

: 6/28/17, 10:39 AM
Updated: 6/28/17, 10:39 AM
عفوا للتذكير فقط نحن نعيش في السويد

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – زاوية (ولكن): عفوا للتذكير فقط نحن نعيش في السويد

تماما كما نحاول أن نعتاد على طقس ومناخ وقوانين وأعراف البلد والمجتمع الذي انتقلنا للعيش به مجبرين أو مخيرين، يجب أن نعتاد هنا، على تناول وقراءة وتتبع صحافة من نمط جديد ومغاير كلياً لما تعودنا عليه في بلداننا.
مشكلتنا الأبدية مع مجموعة قليلة من متابعي الكومبس، أننا نختلف معهم على جوهر وأسس مفهوم الصحافة والإعلام، في مجتمع وبلد مثل السويد.
فنحن لسنا بوقا إعلاميا لأحد ولا حتى للحكومة السويدية ولا لمؤسساتها.
ما يهمنا فعلا أن نحاول ونكرر المحاولة تلوى المحاولة، لترسيخ مفاهيم الصحافة السويدية بين هذه المجموعة بشكل خاص، ليس عن طريق التلقين والتعليم والإرشاد، فنحن لا ندعي أننا نتفوق بالفهم والمعرفة على أحد، نحن نقوم بواجبنا فقط. ومن خلال التأكيد على دورنا في نقل ما يجري بالمجتمع، بكل شجاعة وصدق وأمانة، ومن خلال البحث عن الحقيقة وتقديمها للجميع.
ولتسهيل فهم هذا الخلاف يمكننا ملاحظة المشاهدات التالية:
– ضمن هذه المجموعة التي نختلف معها، هناك من يستخف بالعمل الذي نقوم به، فقط لأننا نقدم هذه الخدمة الإعلامية باللغة العربية. ولأن أسماء الزملاء العاملين معنا هي أسماء عربية أو شرقية.
السبب أن لدى هؤلاء تصور ان: كل ما هو عربي أو شرقي يجب التشكيك به أو التقليل من شأنه، وأن كل ما هو غربي أو أوروبي فهو غير قابل للنقاش.
-وهناك من يتصور أن المجتمع السويدي أرقى وأسمى من أن تأتي صحيفة ناطقة بالعربية لتنتقده، ولا يشفع لهذه الصحيفة أنها سويدية. وهم بالأصل لا يعرفون أن نوع الصحافة الذي ننتهجه نحن لا يختلف عن نهج الصحافة السويدية بشكل عام، والتي تعتمد أسلوب “النقد المجتمعي” وهذا الأسلوب هو لتصحيح ومراقبة الأحداث ونقدها حتى لا تستشري وتتحول إلى ظواهر خطيرة تهدد المجتمع.
هذا بالإضافة إلى عقدة النقص التي يحملونها والتي تجعلهم عبيدا في بلد يناضل من أجل أن يكون كل سكانه سواسية وفي بلد يريدهم أن يكونوا به أحرارا.
– وهناك من هو على النقيض من ذلك، فهم يعتبروا أن أي نشر أو استعراض لحدث ما سيئ ، هو فرصة لهم لكي يتشفوا بالمجتمع ويثبتوا لأنفسهم وللآخرين، أن السويد ومجتمعها على خطأ.
– الجزء الأخطر في هذه المجموعة هم من لا يقرأ أو يشاهد ما ننشره، بشكل كامل، ولا يعطي فرصة لنفسه لكي يستنتج مغزى ما تقوم به الصحافة في بلد مثل السويد. لأنه ببساطة يعتمد على العناوين أو يقرأ فقط المقدمة التي نضعها على الفيسبوك.

مناسبة هذا الحديث هو بعض التعليقات على فيديو الشاب الذي نشرته الكومبس اليوم (الثلاثاء) ووصف به تصرف أحد عناصر الشرطة بأنه تصرف عنصري، هذه التعليقات والتي تعود إلى المجموعة التي نختلف معها، تشرح عن نفسها بشكل واضح
فهناك من اعتبر نفسه مدافعا شرسا عن السويد وعن الشرطة السويدية ووصفنا بالدواعش، واستخدم أكثر المسبات والشتائم قبحاً بحقنا، وهناك من توعدنا برفع دعوة ضدنا لأنه اعتقد بأننا قمنا بوصف الشرطة بالعنصرية.
وهناك بالمقابل من عمم هذه الحادثة ليستنتج ان السويد عنصرية والشرطة عنصرية والشعب كله عنصري!!
بين هذين الرأيين المتطرفين، يزداد إيماننا بأن ما نقوم به هو للصالح العام، وأن ما نقوم به هو عمل صحفي، لأن مهمة الصحافة وكما نقول دائما هي الجري وراء الحقائق وعرض الأحداث بشفافية كما هي والأخذ بالرأي والرأي الآخر. ومن ثم ترك المتلقي بكل حريته بالحكم بنفسه وتقييم الأحداث والاستفادة منها.
المهم اننا نريد أن نطمئن الجميع بأن أفراد هذه المجموعة الذين يمارسون علينا الإرهاب بكل ما للكلمة من معنى، ويريدون اسكاتنا، لم يأثروا علينا ولم يجعلونا نفكر بأن نحيد للحظة عن هدفنا ومهمتنا، بل على العكس نحن نزداد إصرارا على المتابعة، على أمل أن يغيروا هم طريقة تفكريهم، أو على الأقل لكي يتذكروا بأننا نعيش في السويد.
بقلم رئيس التحرير
د. محمود آغا

#ولكن #الكومبس

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.