المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – منبر: يصدر هذا العدد من جريدة الكومبس الورقية، تزامنا مع عدة أحداث ومناسبات دينية وسياسية واجتماعية، تزيد من حرارة صيف السويد الباردة هذه الأيام، منها مناسبة شهر رمضان المبارك، والجدل الفقهي بين مدارس وطرق ومذاهب تجتهد من داخل أو خارج السويد حول اصدار فتاوي تناسب وتراعي خصوصيات الجغرافيا والمكان للشمال الأوروبي، جدل أخذ وتيرة عالية هذه السنة مع حلول الشهر المبارك في منتصف الصيف، حيث تبقى الشمس في المتوسط أكثر من 21 ساعة في كبد السماء.
ولكن الخصوصية الأكثر أهمية التي ركز عليها معظم رجال الدين المسلمين، هي اتخاذ هذا الشهر مناسبة لإثبات أن الإسلام والمسلمين هم جزء من المجتمع السويدي، وأن الإسلام هو دين التسامح وقبول الآخر والتعايش مع الجميع بعد أن تزايد خطر الإسلاموفوبيا واستغلال تصرفات وسلوك جهات محسوبة على هذا الدين لتخريب العلاقة بين مكونات المجتمع السويدي.
أسبوع ألميدالين، مناسبة سنوية هامة تبدأ في نهاية شهر حزيران/ يونيو في جزيرة غوتلاند. شبكة الكومبس تشارك للمرة الأولى بهذه المناسبة مباشرة من عين المكان. التحضير لهذه المشاركة مستمر على مدار أكثر من شهر، التعاون مع مؤسسة تعليمية كبيرة مثل ليرنيا في إيصال صوت الأجانب وخاصة الناطقين بالعربية تجربة هامة وتستحق التكريس والتطوير.
مقابلات مع وزراء ومسؤولين وتقارير إعلامية تغطي وتتفاعل مع هذه التظاهرة السياسية الأهم في السويد منذ أواخر ستينيات القرن الماضي.
أحداث اجتماعية ساخنة أيضاً، سجلها قلم الكومبس في هذا العدد شهدتها الجاليات العربية في السويد، ثلاثة مواضيع تتعلق بسحب الأطفال من ذويهم، مواضيع قد تعطي فكرة عن ما قد يكون ربما أخطاء وسوء فهم تقع به العائلات الشرقية إلى درجة يفقدون معها أطفالهم. لحظات من الندم وشعور بالظلم وعدم الانصاف، ترافقت مع ما سجله زملائنا في تقاريرهم وهم يرصدون هذه الظاهرة.
من جهة ثانية، تأثير ما يحدث في بلداننا من صراعات وحروب وأحداث دامية، لا شك ينعكس علينا جميعا، عدم متابعة الكومبس لهذه الأحداث خبريّاً من منطلق بعدها عن دائرة اهتمامنا المتركزة على السويد، لا يمنع تناولها كظاهرة تأثير على سلوكنا وتصرفاتنا بل على تفكيرنا أيضا من زاوية نراها مهمة جدا، زاوية التصالح مع الواقع الجديد والتأقلم مع حقيقة وجودنا في مجتمع سويدي يحترم الخصوصيات الفردية والفكرية والدينية لكنه يمنع نقل الأحقاد وأسباب الكراهية والتعصب إلى بيئته الجديدة، لكي لا نضحك على أنفسنا ونتصرف مثل من قام بشراء بطاقة قطار لكنه لم يسافر عليها، لأنه أراد معاقبة القطار والسخرية منه.
رئيس تحرير شبكة الكومبس: د. محمود صالح آغا