عندما نفرق بين شرطي أبيض وآخر ملون

: 2/7/16, 10:30 PM
Updated: 2/7/16, 10:30 PM
عندما نفرق بين شرطي أبيض وآخر ملون

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – زاوية (ولكن): بعض التعليقات على خبر سعي الحكومة السويدية إلى توظيف المزيد من ذوي الأصول الأجنبية في سلك الشرطة، ومع أن جزء منها لا يخلو من الظرافة والهضامة وخفة الدم، (ولكن) للأسف تثبت مرة أخرى أننا على أقل تقدير نجيد جلد الذات، لا داعي أن نقول أننا عنصريون أو أننا لا نفهم ولا نريد أن نستوعب مبادئ وتركيبة هذا المجتمع الذي نعيش به، لا، نكتفي بموضوع “جلد الذات”
الغريب أن من يجلد ذاته بهذه الطريقة لا يكتفي بمعاقبة نفسه وعدم منحها فرصة للشعور بالمساوة التي أنعم المجتمع عليه بها، بل يريد أيضا احباط الآخرين معه. وبدل أن يقف إلى جانب القوى التي تناضل بلا كلل ولا ملل للدفاع عنه يختار الوقوف بالجهة الخطأ.
لم تخلق قوانين المساواة والحرية والديمقراطية في بلد مثل السويد بين ليلة وضحاها، هذه النعمة التي نعيش بها الآن كلفت المجتمع عشرات بل مئات من السنين ودروس التاريخ، فلا يعقل أن نأتي نحن لكي نساهم في إعادة التاريخ إلى الوراء، وننشر بين أنفسنا وبين المجتمع آفة الكراهية والعنصرية حتى إذا كانت بطريقة ساذجة.
عندما تريد الشرطة توظيف المزيد من الأجانب هذا يعني أن تجربة توظيف القليل منهم كانت ناجحة وأن جهاز الشرطة يجب أن يعكس بتركيبة عناصره البشرية، تركيبة المجتمع نفسه.
السؤال هو هل سنميز مثلا بين شرطي أبيض وأشقر وبين آخر بملامح أجنبية؟ هل يتجرأ أحدنا مثلا على محاولة رشوة الثاني أو عدم احترامه ومهابة الأول والانصياع له؟ للاسف الكلمات المعدة لهذه الزاوية استنذفت..نلقاكم بخير

زاوية #ولكن يومية يكتبها أحد المحررين بشبكة #الكومبس

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.