المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
لماذا يلجأ الإنسان، الى التملق للآخرين؟
التملق يعني ”مسح الجوخ” كما يقال في بلاد الشام؟
فإذا كان هذا الإنسان، سواء كان ذكراً أم أنثى، يملك هذه القدرة، على التفنن بتغيير لون جلده، وطي لسانه طيّات تُبدع في الكلام المعسول، لإرضاء الحاكم او المسؤول أو حتى رّب العمل، لماذا لا يضع نفسه في المكان الصحيح، ويتعب على حاله، ويقدم ما يُثبت نفسه وإنتاجه حتى لا يُهين نفسه لهذه الدرجة؟
هل “العلّة” فيه، أم بالطرف الآخر الذي يُحب أن يُحيط نفسه بالمتملقين؟
التملق ليس فقط صفة اجتماعية قبيحة تُعبر عن نفسيات ضعيفة فحسب، بل تدمر الأوطان والأعمال وتزرع في شخصية الإنسان “الممسوح جوخه” أمراض السلطة والوهم بمكانته الحقيقية في عيون الآخرين.
منصات السوشيال ميديا، مليئة اليوم بفنون “مسح الجوخ”، وأكثر الأشخاص الذين يُبدّعون فيها هم العاملون في حقل الصحافة والإعلام والمحسوبون على الشعر والكّتاب، و”القلمچية” الذين يكتبون المديح بأنواعه لمن يدفع لهم، أو يُديم نعمتهم، سواء في المنصب أو الوظيفة!
كثيرون يضعون “لايك” على منشورات لا يقرؤونها! أحدهم وصف مقالاً بصفات الثناء والمديح ولم يكن قد مرّ على نشر البوست دقيقة!
لو قارنّا على سبيل المثال، بين بائعات الهوى، والمتملقين (ماسحي الجوخ)، سنرى الظلم الذي لُحق تاريخيّاً ببائعات الهوى، لأنهن يبعن أجسادهن، وإنسانيتهن وهن على الأغلب مضطرات لذلك، بينما ماسحو الجوخ يُخّربون الأوطان والسلطان، ويفسدون صانعي القرار، ويتعلقون بالأذيال، ويؤسسون لبيئة فاسدة ترفض التطور والتقدم، وهم ليسوا مجبرين على ذلك!
يا أخي/ أختي.. خلاص بقى.. بيكفي مسح جوخ وتملق. فاحترام الذات فضيلة!
التملق في سطور
يوجد تعريفات عدة للتملق في القواميس الغربية، فقد عرف القاموس البريطاني التملق على أنه: “الإفراط في المديح، والإطراء غير الحقيقي”.
كما عرّفت موسوعة لاروس الفرنسية التملق على أنه: “محاولة لإرضاء شخص ما من خلال الثناء المفرط”، كذلك عرفته موسوعة إغورا (agora) الفرنسية على أنه: “ثناء كاذب ومبالغ فيه موجه إلى شخص ما، بهدف لفت الانتباه”.
“يعيش المتملق على حساب من يستمع إليه”. الشاعر الفرنسي جان دو لافونتين (Jean de La Fontaine).
نزار عسكر
مقالات الرأي تُعبر عن أصحابها وليس بالضرورة عن الكومبس