المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
لم يؤد انضمام حزب كاديما بزعامة شاؤول موفاز إلى حكومة بنيامين نتانياهو، للاستغناء فقط عن الانتخابات المبكرة التي كانت ستجرى في شهر سبتمبر المقبل، بل أدى أيضاً إلى منح رئيس الوزراء قدرة استثنائية على التحرك دون أي خشية من شركائه في الحكم.
لم يؤد انضمام حزب كاديما بزعامة شاؤول موفاز إلى حكومة بنيامين نتانياهو، للاستغناء فقط عن الانتخابات المبكرة التي كانت ستجرى في شهر سبتمبر المقبل، بل أدى أيضاً إلى منح رئيس الوزراء قدرة استثنائية على التحرك دون أي خشية من شركائه في الحكم.
فقد أصبح نتانياهو الآن رئيساً لائتلاف عريض يضم أغلبية برلمانية تصل إلى أربعة وتسعين عضواً في الكنيست، وهذا ما يعطيه حرية واسعة خلال العام والنصف الباقيين من عمر البرلمان، كما أن الفئات المنضوية تحت الائتلاف ستجد صعوبة شديدة إذا أرادت التهديد بحجب الثقة عن حكومة نتانياهو.
وكما تقول صحيفة "هآرتس" في افتتاحية ناقشت الجوانب الإيجابية لخطوة التحالف بين كاديما والليكود، فإن على نتانياهو أن يقرر كيف سيمضي الوقت المتبقي من ولايته. فهل سيواصل إجراءاته الاستفزازية تحت مظلة الائتلاف المريح أم سيعمل على تنفيذ وعد أطلقه العام 2009 بالتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين ورسم حدود نهائية لدولة إسرائيل؟
لقد أمضى نتانياهو السنوات الثلاث الماضية وهو يتعلل بأن مسيرته الدبلوماسية يعيقها شركاؤه السياسيون في اليمين المتطرف وأعضاء بارزون من حزبه "الليكود" ممن عمقوا توجهاتهم اليمينية. وكما يعلم الجميع متفائلين كانوا أم متشائمين فإن حكومة نتانياهو لم تعمل أبداً على تقدم العملية السلمية مع الفلسطينيين، بل ركزت جهودها على توسيع المستوطنات ودخلت في معارك سياسية مع الإدارة الأميركية مما أدى إلى ازدياد عزلة الحكومة على الساحتين الاقليمية والدولية.
وفي الأسابيع الأخيرة تصاعدت الضغوط على نتانياهو عندما أمرت المحكمة العليا بإخلاء سكان مستوطنتين عشوائيتين بنيتا على أرض خاصة يملكها فلسطينيون، دون أن يعني ذلك بالطبع أن بقية المستوطنات شيدت على أرض غير مسروقة. وطلب اليمين من حكومة نتانياهو ألا ترضخ لقرار المحكمة وأن تضفي "الشرعية" على الموقعين.
وطالبت الافتتاحية رئيس الحكومة الآن بعد انضمام حزب كاديما إليه، بتنفيذ أمر المحكمة والعمل على العودة إلى التفاوض مع الفلسطينيين الجاهزين لذلك بقيادة محمود عباس، دون مراوغات أو اختلاق اعذار ومبررات.
لدى نتانياهو الآن ثمانية عشر شهراً لتحريك عملية السلام الراكدة بدل التركيز على إيران وقضايا ثانوية، فإسرائيل بحاجة إلى السلام أكثر من حاجة الفلسطينيين، وعلى رئيس الحكومة أن يعي ذلك قبل فوات الأوان.
مازن حماد
عن "الوطن" القطرية