فوبيا الشرق من الغرب

: 7/20/15, 11:38 AM
Updated: 7/20/15, 11:38 AM
فوبيا الشرق من الغرب

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – مقالات الرأي: قرأتُ اليوم مقالةً لاحدهم يصفُ فيها شرعنة بعض القوانين في البلدان الغربية غير المتلاقية مع مبادئ امتنا وتشريعاتها. وقد وصفَ الكاتب تلك التشريعات بأنها الشعرة التي ستقسم ظهرَ البعير مسدلاً الستار على كثيرٍ من الامور التي يجهلها البعض.

اقدرُ ما قرأت عن الرعب القادم من الغرب ولكن إليكم مقالتي ورأي بهذا الخصوص.

لا يختلفُ اثنان بقباحةِ ما قرأت وبعدهِ عن طباعٍ ومفاهيم تجذرت فينا ولكن سؤالٌ قليلُ الكلمات كبيرُ المعاني يطرحُ نفسهُ بقوة ويقول لماذا نتركُ كل حضارةِ الغرب ونلحقُ الضار الفاسدَ منها ولماذا اعتدنا ان نشاهدَ نصفَ الكأس الفارغ فقط؟

اعدادٌ كبيرة من شباب امتنا اصبحوا اليوم يعيشونَ في بلدانٍ غربية أخاذةٍ حتى النخاع، منهم من ترك وطنهُ ليكمل دراستهُ الجامعية كحالي تماماً ومنهم من خرج طلباً للرزق والعيش الكريم نظراً للأحداث الاستثنائية التي تمرُ بها المنطقة بأكملها, ومنهم من سعى وراء الامتيازات التي تقدمها هذه البلدان للمقيمين فيها ولكن الشيء المشترك بيننا جميعاً هو بأننا نشاهد هنا التطور الكبير على جميع الاصعدة والنهضة الشاملة التي وصلت اليها هذهِ الدول عداكَ عن القوانين المسنونة من اجل رفاهية الانسان بكل جوانب حياته. فلربما يكون هؤلاء الشباب الذين وصلوا إلى هذهِ البلدان واطلعوا على الجانب المشرق من هذهِ الحضارة همّ الامل المتبقي لهذه الامة و عود الثقاب الوحيد القادر على انارةِ مشعلها من جديد.

ليس الرعب كما اسلفت هو الشيء الوحيد المنتشر هنا على العكس تماماً هو اقلُ ما يشاهد و النادرُ ايضاً، والواجب علينا ليس تأطير الحضارة بأكملها بإطارها السلبي فقط والنظر من خلف الاصبع فهنالك اشياء يستحيلُ تجاهلها وعلينا مواكبة الجيد النافع فيها.

هنا تشعرُ ان للوقتِ معنى يستثمر في كل زمانٍ ومكان وان للأخلاقِ مدارس متنوعة ليس فقط المرعبُ منها هو المنتشر.

الخوف من الشيء بدرجة منخفضة أمر سوي و أنا لستُ بصدد الدفاعِ عن الغرب ولكن بكل بساطة ابحثُ عن الايجابيات واحاولُ بيانها وتطويرَ افكارها ووضعها حيز التنفيذ لكي نستفيدَ منها في “نهضةِ امةٍ يتيمةٍ تأمرَ القاصي والداني عليها”.

تتمةٌ صغيرةٌ لما بينت احبُ التنويهَ فيها إلا ان اشهر عشرة علماء تأثيراً في التاريخ الحديث هم غربيون وبأن اشهر عشرة كتب تأثيراً في تاريخ البشرية هم من تأليفٍ غربي إلا اذا استثنينا مقدمة ابن خلدون.

فأينَ نحنُ من ذلك؟!

بقلم: أحمد برغوث


المقالات المنشورة في الكومبس تعبر عن رأي كُتابها وليس بالضرورة عن رأي الكومبس

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon