في بلد الاغتراب بصحبة مأكولاتكم التّقليدية ولكن… بنكهة جديدة

: 8/4/17, 12:20 PM
Updated: 8/4/17, 12:20 PM
في بلد الاغتراب بصحبة مأكولاتكم التّقليدية ولكن… بنكهة جديدة

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – مقالات: هل سافرتم لبلدكم الجديد برفقة مأكولاتكم ؟

هل نقلتم ثقافتكم عبر طعامكم ؟

هل سارعتم لتسألوا وتستفسروا عن المطاعم والمحلاّت العربية، وقمتم بشراء الخبز العربي والتّوابل العربية وتناقشتم حول أجود أنواع البرغل؟

هل أصبحت ال(Fika) إحدى الطّقوس الجديدة في حياتكم اليومية؟

هل مازالت الجبنة برفقة البطيخ (الجبس) تعلن حلول فصل الصيف؟

بين الجديد والقديم، بين التكيّف ومقاومة التّغيرات في نمط الطّعام تختلف وجهات النّظر وتتفق لتقيم جسراً يتواصل الإنسان من خلاله مع الآخرين .الأمر الذي يحمل انعكاساته على صحة الأشخاص البدنية والعقلية .

كثيرون منكم قطعوا المسافات الطويلة لينعموا بمذاق الشّاورما المحبب لديهم، حقيقة ليس السحر في أكلة الشّاورما بمقدار حنينكم وشوقكم لتشعروا أنكم تعيشون طقوسكم فحاولتم بشتى الطرق نقل مأكولاتكم لبلدكم الجديد ومزجتموها بكمّ الحنين والمشاعر القديمة وذكرياتكم الجميلة لتقدموها بكل حبّ ودفءٍ علّكم تشعرون أنكم في وطنكم وأنكم مازلتم حاملين هويتكم . إن الطّعام ليس مجرد مادة تحقق حالة الشّبع فقط لدى الإنسان وإنما هي تلك الصّورة عن ذواتنا وهويتنا التي ننقلها معنا أينما ذهبنا باحثين عن كل الطّرق لنجعل طعامنا بنفس الطّعم والنّكهة التي كان يختص بها في وطننا فكم من سيدة بحثت جاهدة عن البدائل لتجعل طعم القشدة مشابهاً لما تعودت عليه في بلدها؟ وكم من عائلة بدأت بصنع المعروك في شهر رمضان لتشعر أنها تعيش الحالة نفسها كما كانت سابقاً؟

-الاندماج بالمجتمع عن طريق الطعام:

تقول ريتا باريش وهي كاتبة ومدونة في مجال الثقافة والمطبخ ومتخصصة بالطبخات المنزلية السّورية المعدّة في دول الاغتراب:”من المهم تناول الطّعام الشّرقي في دول الاغتراب فهو أولاً إحدى العادات التي تعودنا عليها والتي لا نستطيع الخروج منها بسهولة ناهيك عن أن الطّعام يحمل ثقافة البلد ويذكرك بالجلسات القديمة كما أنه أحد طرق الاندماج بالمجتمع الجديد فعندما تقوم باستخدام المواد الغذائية السّويدية على سبيل المثال في طعامك وتعطيه طعماً لذيذاً ونكهةً مغايرة عن الطّعم الذي تعوّد السّويديون على تذوقه تكون قد أوجدت فسحة للتواصل مع الآخرين.”

كثيرون يأخذون المثل القائل “بيني وبينو خبز وملح” شعاراً لتوطيد العلاقات بالآخرين وتجاوز الحدود وكسر الحواجز ليصبح الطّعام القاسم المشترك بينهم. فكم من سويدي تذوّق التبولة وأحبّها وكم من مغترب تذوّق ال(köttbullar) وأحبّه؟

-الصّليب الأحمر يرحّب بالوافدين الجدد:

علاقة الطّعام بالمكان الجديد علاقة ذو اتجاهين فمشاركة الوافد الجديد المجتمع طعامه يساعد الوافد في الشّعور بالانتماء للبلد الجديد كما يساعد المجتمع في التعرّف على ثقافة الوافد، وللصليب الأحمر دور فعّال في ذلك حيث يقوم المتطوعون والوافدون الجدد في خلق فسحة جديدة تتيح لكلاهما الفرصة في التعرّف على ثقافة بعضهم البعض وتعزيز أواصر التواصل بينهم.

كثيرة هي النّشاطات التي تقيمها مراكز الصليب الأحمر في مختلف مناطق السّويد وإحداها كان النّشاط الذي أقامه الصّليب الأحمر في منطقة (Farsta) حيث كان نشاطاً اجتماعياً جمع المتطوعون في الصّليب الأحمر وطالبو اللجوء من العائلات في نفس المنطقة وقاموا بتحضير مأكولاتهم الشّرقية في مطابخ غربية، كان لهذا النشاط وقعاً وأثراً كبيراً في نفوس العائلات حيث كانت مشاعر الفرح طاغية على الجو العام وروح التّعاون واضحة بينهم وبين المتطوعين في الصّليب الأحمر.

لم تتوقف نشاطات الصّليب الأحمر هنا بل كان هناك نشاطاً ختامياً لمجموعة النساء في مدينة Karlstad فاجتمعت الأطعمة التّقليدية من أفغانية وسويدية وسورية وعطّرت المكان بروائح الزّعفران والبهارات والقرفة لتعلن عن تمازج ثقافات رائع.

المراجع عن الطعام، الهوية، الهجرة والاندماج على الرابط http://www.abwab.eu/author/ritabariche/

للتواصل مع أقرب مركز للصليب الأحمر على الرابط /

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.