المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – خاص: تسعى القوى اليمينية المتطرفة إلى بذل كل جهودها من أجل الربط بين تزايد أعمال العنف والإرهاب، مع تدفق موجات أكثر من اللاجئين، ولا تدع هذه القوى، مع كل ما تملكه أحيانا من تأثير على بعض وسائل الإعلام، أي حادثة عنف أو إرهاب صغيرة كانت أم كبيرة أن تمر دون تكرار قائمة المخاطر المزعومة على أمن المجتمع وسلامته بل وعلى نقاءه وعلى إمكانية تغيير قيمه وثقافته، حسب ما تعودنا سماعه من أبواق اليمين المتطرف.
ضمن فعاليات أسبوع ألميدالين، خصص زعيم الحزب المعادي للمهاجرين جيمي أوكيسون أكثر من ثلاثة أرباع خطابه لتصوير أن السويد واقعة فعلا تحت خطر العنف والإرهاب، بعد تزايد استقبالها للاجئين، وحاول الخطاب دغدغة مشاعر السويديين الوطنية، من خلال التصدي لخطر تغيير هويتهم وثقافتهم وحضارتهم، حسب قوله.
إلى أي حد يمكن أن ينجح مثل هذا الخطاب في زيادة شعبية التيارات اليمينية المتطرفة؟ سؤال يمكن أن يذكر جميع من هم حريصون على المجتمع السويدي وسلامته بضرورة تحمل المسؤولية، على الجميع تقع مسؤولية التصدي لانتشار المد العنصري والأفكار العنصرية، وهناك وفي كل يوم ما يؤكد سلامة المجتمع السويدي ودور القوى الحريصة على بقاءه بعيداً عن التجاذبات العنصرية، ومن هذه الأمثلة موقف عدة فنانين أعلنوا انسحابهم من المشاركة في حفل ضمن مهرجانات الصيف، بعد أن علموا أن حزب سفاريا ديموكراتنا يقف وراء تنظيم هذا الحفل بعد أن كانت قد أعطت موافقتها على المشاركة، خاصة أن زعيم الحزب جيمي أوكيسون سيلقي هناك خطابه الصيفي.
موقف مشرف من فنانين ومشاهير أعلنوا نأيهم عن هذا الحزب وأفكاره المتطرفة منهم مغني فرقة Black Ingvars ماغنوس تينغبي الذي صرح لجريدة يوتيبوري بوستن أن فرقته تحب أن تغني فقط للمعجبين بها، ولا ترغب في أن تساعد حزب سفاريا ديموكراتنا في دعاياته السياسية.
فنانون آخرون أعلنوا أيضا انسحابهم لنفس السبب منهم Ash R و Jan Johansen الذي قال إنه يفضل البقاء في المنزل على أن يشارك في حفل يقف وراء تنظيمه الحزب المذكور.
وقبل أن يستغل اليمين المتطرف التجاوزات التي تحدث باسم اللاجئين، علينا أولا كلاجئين وقادمين جدد وقدامى أن لا نقع بأخطاء يمكن استغلالها لصالح الدعاية التي تطليها أحزاب اليمين المتطرف، ومع علمنا وقناعتنا بأن المجتمع السويدي يرفض الأحكام المسبقة والعقاب الجماعي، إلا أن الاستغلال السياسي لأخطائنا هو فعل مستمر يغذي الدعاية العنصرية.
لا أحد يخطأ عندما يوازي بين فعل مسيئ وسيئ يقوم به أحد أبناء المهاجرين بالضواحي وبين ما يقوم به العنصريون من ردود فعل مصطنعة عنيفة كانت أم تحريضية، لأن المستهدف بهذه الحالة أو تلك هو تشويه قضية الاندماج والحفاظ على وحدة المجتمع السويدي وتعدديته الثقافية
التحذير من القيام بأعمال قد يرتكبها بعض المراهقين هو واجب على كل أهل أو جهات مدنية حتى لا يجري استغلالها و اتخاذها ذرائع. ولا ننسى أننا في دولة قانون وأن الشرطة هي وحدها الموكلة بالبحث بأي قضية مختلف عليها.
ارتفاع وتيرة الاستياء بين طالبي اللجوء بسبب قرارات الهجرة الجديدة
على صعيد آخر يستطيع المتابع للتعليقات التي يكتبها البعض من طالبي اللجوء على صفحات التواصل الاجتماعي ومن بينها صفحة الكومبس أن يرصد حالات يأس واستياء كبيرة تتحول في عدة مرات إلى موجات سخط على السويد والحكومة السويدية.
ومع أن هذه القرارات كانت بالفعل غير منصفة للعديدين إلا أن الحل لا يأتي بالسخط والشتائم وعبارات الندم بالمجيئ إلى السويد، والنظر بشكل سوداوي إلى الأمور، القرارات الجديدة وبحسب ما قامت عدة جهات بتفسيره، يعطي المجال للجميع بأن يثبتوا أنفسهم وبأن يحصلوا على إقامات دائمة، وحتى معاملات لم الشمل لم يجري إغلاقها نهائياً، بل تحدثت مصلحة الهجرة عن صعوبات في الإجراءات ولكن يبقى الأمل موجودا لدى أي شخص يمكن أن يطلب لم شمل لأسرته.
رئيس التحرير
د. محمود الآغا