المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقال رأي: سنحت لي الفرصة بالأمس وفي خضم ارهاق نهاية الأسبوع المتعب دراسيا ان اشاهد برفقة زوجتي العمل الفني مناطيد فوق بابل، والذي كان في صالة رويال بمدينة اسكلستونا.
لقد قرأت نقدا عن العمل بعد انطلاق افتتاحه في
ستوكهولم بالتزامن مع عطلة أعياد الفصح مما جعلني اهتم بتخصيص وقت لمشاهدته وجاءت
الفرصة لعرضه في مدينة اسكلستونا.
عزيزي القارئ انا لست ناقدا فنيا ولا مخرجا
سينمائيا بل طبيب ومهنتي تجعل لي نظرة مغايرة للأمور من جهة أخرى فلذلك لا تستغرب
ان قلت لك ان نظرتي الأولى لمشاهد الفلم التي بدأت بنشيد موطني قد اوحت لي ما يعالج
الفلم وهو الوطن.
قصة مرتضى تشبه قصصنا جميعا او تتقاطع معها في
اشياء كثيرة. مرتضى المهجر كما كلنا هجرنا و ترعرعنا في أرض بعيدة.
مرتضى المحب لوطنه كما كلنا نحب أوطاننا ونعلم
انها مهد للحضارات و مبتدأ كل شيء في الإنسانية. ان الفلم يحكي قصة حلم لمرتضى بأن
يرى وطنه معافى وان يبعث برسالة سلام توضح للعالم ان بابل ليست ركام او أوهام.
الفلم يبين اننا لسنا وحدنا من يريد السلام
ولسنا وحدنا من يريد لأوطاننا ان تتعافى من سقمها بل هناك اخوة لنا بالبشرية
يحزنهم حزننا ويمدون ايديهم ليكونوا معنا في ظروفنا وهنا أتحدث عن مجموعة الطيارين
بالمناطيد الذين اجتمعوا من شتى الدول الغربية.
هذه المجموعة أقدمت على مغامرة اعتبرها خطيرة
وترقى للجنون ولكن اشبهها بمغامرة الثائر بصدر عاري امام طغيان وبطش
حاكم وهنا تتجسد سلميتهم بأن يطيروا بمناطيدهم
في بلد يعد من أخطر بلدان العالم حسب التقييمات السنوية في وقتها.
سيدي القارئ ان البعد المغامراتي في الحدث الذي
اعتبره مرتضى حلم هو ان تطير التشكيلات فوق حدائق بابل المعلقة تحت تحدي انتشار
الأسلحة والميلشيات والخلايا الإرهابية النائمة. والأكثر من ذلك ان ترتسم البسمة
على وجوه الناس التي أتعبها الحزن والأسى على فقد عزيز او على مرار عيش. هنا عند
هذه اللحظة رأيت المناطيد وهي تعلوا فوق بابل ترسم للدنيا ان العراق كان ولا يزال
عظيما كما عهده في التاريخ.
بعد هذه التجربة تيقنت ان من شاهد الفلم ليس
كمن سمع عنه، تفاجأت بعد مشاهدتي للفلم بالنقد الذي كتب عنه وكأن الكاتب يصور
أحداث فلم اخر او حتى يتحدث عن مقطع يقوم بتحميله أحد الهواة المبتدئين على موقع
اليوتيوب بغية حصد اعجابات او مشاهدات. سيدي أدعوك لمشاهدة الفلم إذا لم تشاهده
لأنك في نقدك تتحدث عن شخصية مرتضى باسم اخر وهو منتظر ولم يذكر الفلم شيء عن شخصية
باسم منتظر.
كل
الإجلال والتقدير لرأيك ولكن ان ترى أن الأمر دعاية لشركة مناطيد عالمية فهذا
اعتبره عدم مشاهدة للفلم لأننا في منطقة الشرق الأوسم لم نصل لمرحلة الرفاهية لكي
تدعونا شركات عالمية لرؤية مناطيدها. ما كان عرضا للواقع بدون تحيز ومغامرة لناس
جذبهم سحر بابل ومالت قلوبهم اليها كما نتمنى ان تميل قلوب اهلنا في العراق لبعضهم.
د. نضال الحاج مصطفى
مقالات الرأي تعبر عن أصحابها وليس بالضرورة عن
الكومبس