قوانين اللجوء الجديدة هل هي فعلاً منصفه للاجئين؟

: 4/8/16, 2:08 PM
Updated: 4/8/16, 2:08 PM
قوانين اللجوء الجديدة هل هي فعلاً منصفه للاجئين؟

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – مقالات الرأي: منذ توافد اللاجئين على البلاد الأوربية وخاصةً السويد شاهدنا الكثير من القوانين التي صدرت وكل همها الحد من تدفق اللاجئين، ولكن هل فعلاً هذا الأمر سيكون منصف لهؤلاء الذين تقطعت بهم السبل وكان كل همهم أن يكونوا في دولة آمنة ليحافظوا على أرواحهم وأرواح عائلاتهم من القصف والتفجيرات والقتل والدمار في معظم هذه الدول العربية .

اعتقد ان الأمور لن تكون سهلة على اللاجئين وهم كل يوم يسمعون هذه القرارات وأصبحوا يتذمرون لأن كل شخص لديه هم كبير يفكر به، وخاصةً وهو جالس لفترات طويلة من الانتظار فالبعض يريد أن يلمّ شمله مع عائلته التي تركها خلفه خوفاً من أمواج البحر والبعض الآخر يريد أن يلتقي بأبويه وآخرين يريدون أن يعرفوا مستقبلهم الغامض وما الذي سيحصل له وخاصةً بعد صدور هذا القانون الجديد وهو كما قالت عنه بعض الأحزاب السويدية إنه يمزق عائلات اللاجئين.

ونحن إذ نشاهد هذه التغييرات نقول لماذا تطبق هذه القوانين على اللاجئين الذين هم فعلاً دخلوا إلى أرض السويد وليس للذين ما زالوا خارجها وحتى تكون فعلاً منصف وتطبق القوانين الدولية والإنسانية التي تؤمن بها يجب أن تطبق هذه القوانين على الأشخاص الذين ما زالوا خارج السويد ويحدد بتاريخ لاحق ويكون ساري المفعول وفق هذا التاريخ لأن هذا القانون الجديد ليس له أي تأثير فيما يتعلق بمسألة تحديد عدد اللاجئين الذين سيأتون للسويد ولكن تأثيره الأكبر سيكون بالدرجة الأولى بهؤلاء اللاجئين الذين هم بالفعل موجودين في السويد وبعد تحديد الوقت لهذا القانون سيكون هؤلاء الأشخاص الذين لم يأتوا بعد إلى السويد على معرفة تامة بهذه القوانين الجديدة ويترك الخيار لهم بالمجيء من عدمه لطلب اللجوء في هذه الدولة أو غيرها أما الأشخاص الذين دخلوا السويد وهم ينتظرون الاندماج مع المجتمع لم يقترفوا ذنباً لمعاقبتهم بمثل هذه القوانين والتي نعتبرها مجردة من الإنسانية وأيضاً هم حطوا الرحال هنا وهم يتأملون أن يكون لهم مستقبل جيد وليس مهددين من كل الجوانب فمن جانب الحرمان من لقاء عائلاتهم وآخر الإقامة المؤقتة وأصبح هذا الشخص يفكر بالعودة إلى بلده والمخاطرة بنفسه وعائلته في ظل الحروب والمضايقات التي يعرفها الجميع . فأرجو أن يعاد التفكير في هذه القرارات ومنح فسحه من الأمل لهؤلاء الأشخاص الذين تركوا كل شيء لغرض حماية أنفسهم وأطفالهم من الموت المحتوم للمجىء إلى هذه الدول لا لشيء سوى أنهم يقدرون الإنسانية فلا تخذلوهم لأنهم يحملون هماً كبيراً وليس هيناً أن يتركوا بلدانهم إذا ما كانت الظروف أقوى منهم، ونتمنى للجميع حياة سعيدة والتوفيق والنجاح .

صادق حسن الناصري

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.