لغتنا الجميلة …

: 12/22/20, 11:25 PM
Updated: 12/22/20, 11:25 PM
لغتنا الجميلة …

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

لم أدْرِ، والسوْسانِ قَد أوفى علَى / ساقٍ يَميلُ مِن الزّبرْجَد أغْيَدُ
أَبِذابِلٍ مِنْ فِضّةٍ مَسْبوكَةٍ، أمْ … أنْمُلٍ تُومِي إليْكَ بِهِ يَدُ
قصيدة للشاعر الأندلسي “ابن الأبار البلنسي” يصف فيها زهرة سوسن، بِلُغَة تفيض عذوبة
هي نفحة من نفحات لغتنا العربية أهديها لكم في عيدها، وأزيد فأقول:

++اللغة، كما جاء في كتاب (سر الفصاحة) “لابن سنان الخفاجي”:
((اللغة تُجمع على لغات وَ لغين وَ لغون. وقد قيل في اشتقاقها أنها مشتقة من قولهم: لغيت بالشيء إذا أولعت به وأغريت به.

وقيل: بل هي مشتقة من اللغو وهو النطق. ومنه قولهم: سمعت لواغي القوم أي أصواتهم.
ولغوت أي تكلمت. وأصلها على هذا لغوة على مثال فعلة)).

++وقد انقسم علماء اللغة العربية في أصل لغتهم هل هي توقيف، أي إلهام رباني؟ أم هي اصطلاح أو توافق أو مواضعة، أي صناعة بشرية؟ …

++ ويقول “ابن سنان الخفاجي”: ((اللغة عبارة عمّا يَتواضع القوم عليه من الكلام، أو يكون توقيفاً … والصحيح أن أصل اللغات مُوَاضعة وليس بتوقيف)).
+ أما “ابن فارس” فقد جاء في كتابه (الصاحبي): ((أقول إِنّ لغة العرب توقيف)).
ومن باب الاستطراد، أُورد نُبذًة مما جاء في كتابه أيضاً:
((باب القول فِي أصول أسماء قِيسَ عَلَيْهَا وأُلحِقَ بِهَا غيرُها:
كَانَ الأصمعي يقول: أصل “الورِد” إتيان الماء، ثُمَّ صار إتيانُ كلِّ شيء ورْداً.
و”القرَبَ” طلبُ الماء. ثُمَّ صار يقال ذَلِكَ لكل طلب، فيقال: “هو يَقْرَب كذا” أي يطلبه و”لا تَقْرب كذا”.
ويقولون: “رَفَعَ عَقِيرَتَهُ” أي صوته، وأصل ذَلِكَ أن رَجُلاً عُقِرَتْ رجله فرفعها وجعل يَصيحُ بأعلى صوته فقيل بعد ذَلِكَ لكل من رفع صوته: رفع عقيرته.
ويقولون: “بَيْنَهما مسافة” وأصله من “السَّوف” وهو الشم. ومثل هَذَا كثير…))

++ومن أجمل ما قيل في الغزل، هذان البيتان للعالم النحويّ المشهور “نفطويه” :
غَنج الفتور يجول في لحظاتِه … والورد غضَّ النبت في وجناته
وتكلّ أَلسنةُ الورى عن وصفه … أو أنْ ترومَ بلوغ بعض صفاته
++ وجاء في كتاب (روضة المحبين ونزهة المشتاقين) “لابن القيّم الجوزية”:
((الباب الأول في أسماء المحبة: لمّا كان الفهم لهذا المسمى أشدّ، وهوبقلوبهم أعلق، كانت أسماؤه لديهم أكثر، فوضعوا له قريبا من ستين اسما وهي:
المحبة، العلاقة، الهوى، الصبوة، الصبابة، الشغف، والمِقة، والوجد، والكلف، والتتيم، والعشق، والجَوى، والدَنَف، والشجو، والشوق، والخلابة، والبلابل، والتباريح، والسدم، والغمرات، والوهل، والشجن، واللاعج، والاكتئاب، والوَصب، والحزن، والكمد، واللذع، والحرق، والسهد، والأرق، واللهف، والحنين، والاستكانة، والتبالة، واللوعة، والفتون، والجنون، واللمم، والخبل، والرسيس، والداء المخامر، والود، والخلة، والخلم، والغرام، والهيام، والتدليه، والوَلَه، والتعبّد.
وقد ذُكر له أسماء غير هذه، وليستْ من أسمائه وإنما هي من موجباته وأحكامه، فتركنا ذكرها))

معن حيدر

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.