المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
لم أدْرِ، والسوْسانِ قَد أوفى علَى / ساقٍ يَميلُ مِن الزّبرْجَد أغْيَدُ
أَبِذابِلٍ مِنْ فِضّةٍ مَسْبوكَةٍ، أمْ … أنْمُلٍ تُومِي إليْكَ بِهِ يَدُ
قصيدة للشاعر الأندلسي “ابن الأبار البلنسي” يصف فيها زهرة سوسن، بِلُغَة تفيض عذوبة
هي نفحة من نفحات لغتنا العربية أهديها لكم في عيدها، وأزيد فأقول:
++اللغة، كما جاء في كتاب (سر الفصاحة) “لابن سنان الخفاجي”:
((اللغة تُجمع على لغات وَ لغين وَ لغون. وقد قيل في اشتقاقها أنها مشتقة من قولهم: لغيت بالشيء إذا أولعت به وأغريت به.
وقيل: بل هي مشتقة من اللغو وهو النطق. ومنه قولهم: سمعت لواغي القوم أي أصواتهم.
ولغوت أي تكلمت. وأصلها على هذا لغوة على مثال فعلة)).
++وقد انقسم علماء اللغة العربية في أصل لغتهم هل هي توقيف، أي إلهام رباني؟ أم هي اصطلاح أو توافق أو مواضعة، أي صناعة بشرية؟ …
++ ويقول “ابن سنان الخفاجي”: ((اللغة عبارة عمّا يَتواضع القوم عليه من الكلام، أو يكون توقيفاً … والصحيح أن أصل اللغات مُوَاضعة وليس بتوقيف)).
+ أما “ابن فارس” فقد جاء في كتابه (الصاحبي): ((أقول إِنّ لغة العرب توقيف)).
ومن باب الاستطراد، أُورد نُبذًة مما جاء في كتابه أيضاً:
((باب القول فِي أصول أسماء قِيسَ عَلَيْهَا وأُلحِقَ بِهَا غيرُها:
كَانَ الأصمعي يقول: أصل “الورِد” إتيان الماء، ثُمَّ صار إتيانُ كلِّ شيء ورْداً.
و”القرَبَ” طلبُ الماء. ثُمَّ صار يقال ذَلِكَ لكل طلب، فيقال: “هو يَقْرَب كذا” أي يطلبه و”لا تَقْرب كذا”.
ويقولون: “رَفَعَ عَقِيرَتَهُ” أي صوته، وأصل ذَلِكَ أن رَجُلاً عُقِرَتْ رجله فرفعها وجعل يَصيحُ بأعلى صوته فقيل بعد ذَلِكَ لكل من رفع صوته: رفع عقيرته.
ويقولون: “بَيْنَهما مسافة” وأصله من “السَّوف” وهو الشم. ومثل هَذَا كثير…))
++ومن أجمل ما قيل في الغزل، هذان البيتان للعالم النحويّ المشهور “نفطويه” :
غَنج الفتور يجول في لحظاتِه … والورد غضَّ النبت في وجناته
وتكلّ أَلسنةُ الورى عن وصفه … أو أنْ ترومَ بلوغ بعض صفاته
++ وجاء في كتاب (روضة المحبين ونزهة المشتاقين) “لابن القيّم الجوزية”:
((الباب الأول في أسماء المحبة: لمّا كان الفهم لهذا المسمى أشدّ، وهوبقلوبهم أعلق، كانت أسماؤه لديهم أكثر، فوضعوا له قريبا من ستين اسما وهي:
المحبة، العلاقة، الهوى، الصبوة، الصبابة، الشغف، والمِقة، والوجد، والكلف، والتتيم، والعشق، والجَوى، والدَنَف، والشجو، والشوق، والخلابة، والبلابل، والتباريح، والسدم، والغمرات، والوهل، والشجن، واللاعج، والاكتئاب، والوَصب، والحزن، والكمد، واللذع، والحرق، والسهد، والأرق، واللهف، والحنين، والاستكانة، والتبالة، واللوعة، والفتون، والجنون، واللمم، والخبل، والرسيس، والداء المخامر، والود، والخلة، والخلم، والغرام، والهيام، والتدليه، والوَلَه، والتعبّد.
وقد ذُكر له أسماء غير هذه، وليستْ من أسمائه وإنما هي من موجباته وأحكامه، فتركنا ذكرها))
معن حيدر