المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – منبر: قد ينسى البعض أن الكومبس ليست مؤسسة سورية أو تونسية أوعراقية أو حتى عربية، وهي لا تتبع بطبيعة الحال أي جنسية أو بلد أو نظام أو حزب أو مجموعة من المجموعات التي تريد ان يكون لها بوق إعلامي يمجد بها ويدافع عنها
الكومبس – منبر: قد ينسى البعض أن الكومبس ليست مؤسسة سورية أو تونسية أوعراقية أو حتى عربية، وهي لا تتبع بطبيعة الحال أي جنسية أو بلد أو نظام أو حزب أو مجموعة من المجموعات التي تريد ان يكون لها بوق إعلامي يمجد بها ويدافع عنها
وقد يغيب عن بال هؤلاء أننا شبكة إعلامية سويدية ناطقة بالعربية والسويدية، هدفنا خدمة المجموعة اللغوية العربية التي تعيش هنا، لما فيه خدمة المجتمع السويدي ككل، لأننا حينما نتوجه لأي ناطق بالعربية هنا نتوجه له لأنه جزء من المجتمع السويدي الجديد، مع أننا نحترم خصوصيته وتميزه ضمن مجتمع سويدي متعدد الثقافات.
من المهم أن نُذَكر دائما أننا لسنا مطالبين بأن نسال أحد، أو نطلب الإذن من أحد فيما يتعلق بما نصنعه أو ننشره من مواد إعلامية، نرى أن من واجبنا نشرها، مع أننا نضع مسألة احترام عقلية وتفكير من يتابعنا بالدرجة الأولى، لأن عملنا ينطلق من واجبنا اتجاه رسالتنا الإعلامية الشفافة التي تنادي بضرورة أن يعرف الجميع وما يحدث وما يدور حولهم، نحن لا نسأل أحد لأننا ببساطة لا نستطيع إرضاء الجميع، ولأن هناك سبب آخر مهم جدا يتعلق بعقلية بعض المتلقين لخدماتنا، هؤلاء لديهم مشكلة في تقبل وهضم وجود وسيلة إعلامية ناطقة بالعربية يمكن أن تعمل وتنشط ضمن البيئة والقوانين السويدية
إلى جانب ما نتعرض له أحيانا من قبل البعض من قذف وذم واتهامات تصل إلى حد ممارسة الإرهاب الفكري علينا، وصلت الأمور لدى أحدهم إلى أن يتصل بنا ويستخدم أبشع ما يمكن أن تسمعه من ألفاظ لأننا وبحسب رأيه ننشر أخبار طائفية، وعندما حاول الزميل مستقبل المكالمة تهدئة المتصل لكي يفهم حجته، اتضح ان اعتراضه كان على خبر يتعلق بتقرير للأمن السويدي حول زيادة عدد “الجهاديين” الخبر الذي تناولته ولا تزال تتناوله الصحف ووسائل الإعلام السويدية، وكان لوم المتحدث واعتراضه وسبب غضبه، هو اختيارنا لمثل هذه الأخبار المثيرة والمحفزة على النقاشات الطائفية، كما يدعي
الزميل الذي تحدث مع القارئ المعترض، حاول أن يشرح له أن هذا الخبر يشغل الرأي العام السويدي ومن الطبيعي ان نشارك نحن في نشره والتفاعل معه، وإذا لم نفعل نكون قد ضللنا المتلقي وأخفينا عنه أمر هام قد يهمه كما يهم أي فرد من أفراد المجتمع. لكن المتصل الغاضب رفض الاقتناع أو مجرد الاستماع، وهددنا بأنه سيرفع ضدنا قضية، بسبب نشرنا الخبر وبسبب نشر تعليقات طائفية عليه من قبل بعض القراء
انتبهوا كيف يحاول البعض، أن يستغل وجود قوانين ديمقراطية في بلد ديمقراطي لكي يمنع ويحد من حرية الصحافة وحرية الرأي، في بلد يعتبر حرية الرأي والصحافة من أهم أسس ديمقراطيته! للأسف هناك من يعتقد أن الخوف من البلل قد يمنع الناس من الاستحمام، وأن وجود تعليقات طائفية كريهة على الفيسبوك قد يمنعنا من ممارسة عملنا الصحفي، أو يمنع الناس من التفاعل مع الانترنت اجمالا. ولا ننسى طبعا أن سبب نجاحنا المتواضع إلى الآن هو رضى وقبول وتشجيع الأكثرية لنا
ونحن عندما نقرر استضافة شخصية عامة، على وسائلنا الإعلامية، لا ننظر إلى انتماء هذه الشخصية السياسي والايديولوجي والعرقي، بقدر نظرتنا إلى أنه ينتمي إلى هذه المجموعة التي نستهدفها، أو إلى أنه يرتبط بموضوع يخص أو يفيد هذه المجموعة، إضافة إلى أن هدف ومحتوى اللقاء معه يتعلق بإنتاجه الفكري والثقافي او المهني.
ومن الطبيعي أننا لا نستضيف المجرمين والقتلة وقاطعي الطرق على أنهم شخصيات عامة بل يمكن أن نستضيفهم مثل هؤلاء ضمن تحقيقات معين لخدمة هدف التحقيق الصحفي، وبنفس الوقت يصبح اتهام شخصية عامة بتهم عشوائية وجائرة، أمر يدخل بعدم فهم طبيعة المجتمع الجديد الذي استقبل مثل هؤلاء ممن يسارع إلى توزيع التهم. إضافة طبعا إلى المسألة القانونية أو المأزق اللاأخلاقي الذي يضع أصحاب الاتهامات أنفسهم به
نتمنى أن نتعود أكثر على حقائق المجتمع الجديد الذي ننتمي له الآن، والتي من أهم صفاته عدم إلغاء الآخر، ونتعود على التغيرات التي رافقت انتقالنا إلى هنا، نتمنى ألا يلغي أحد الآخر، لمجر اختلافه معه بالرأي، نتمنى ألا ننقل مشاكلنا وتناقضاتنا وخلافاتنا معنا إلى هنا، وننقل كل ما هو إيجابي ومشرق ومشرف ورثناه من حضارة بلداننا، نتمنى أن نختلف ولكن ألا نشتم ونهدد ونتهم لكي نوصل رأينا للآخر، نتمنى أخير أن يفهم الجميع ويتفهموا دور الكومبس الإعلامي في المجتمع السويدي، من خلال فهم طبيعة الإعلام في السويد وفهم المجتمع السويدي اجمالا، ولأننا لا نرغب في تعليم أو تلقين أحد، يهمنا فقط أن نوضح ونكشف وننشر ونتابع ونبحث عن المعلومة المفيدة