المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – مقالات الرأي : أوقفتني تصريحات حزب سفاريا ديمواكرتنا ومطالبته الداعية الى طرد المسؤولين عن أعمال الفوضى والعنف في هوسبي، رغم ان تلك التصريحات ليس بالجديدة على سياسته، فالحزب واضح في أفكاره وطروحاته المعادية للأجانب، ويتحدث دائماً عن ان تكون عقوبة من يرتكب خطأ منهم بطرده من البلد! أتساءل الى أين سيُطرد السويدي عندما يخطأ؟
تصريحات سفاريا ديموكراتنا ليست مؤلمة أكثر من الأفعال التي يقوم بها البعض من شباب هوسبي وغيرها من المناطق المجاورة لها والتي شهدت موجة عنف خلال الأيام القليلة الماضية، فهم بأعمالهم هذه وبطريقة مباشرة يعملون على زيادة القاعدة الشعبية المساندة للحزب المذكور وان كانوا في الصميم، وأقصد الشباب معارضين لأفكار الحزب وأهدافه.
الأجانب يدعمون سفاريا ديموكراتنا في سياستهم. يالها من مفارقة.
من المغيض حقاً عداء سفاريا ديموكراتنا للأجانب وإعتبارهم المسؤولين عن الخطأ دائماً، فهم يستخفون بالإنسان وبحقه في العيش أينما أراد، لكن ما يغيظ أكثر إننا، نحن المهاجرون وبأفعال كالتي جرت في هوسبي نمنحهم شرعية، يحارب الكثير من السويديين من أجل عدم تحقيق ذلك لهذا الحزب.
أن يشهد المرء أعمال عنف في بلده، مثل: العراق، مصر، تونس، سوريا، ليبيا، فلسطين، الصومال، أرتيريا وغيرها أمر مألوف، فديارنا إعتادت الحرب لعبة، ان لم تجدها مع غريب، إختلقتها مع نفسها، لكن ان نشهد العنف في السويد ونحن لاجئون فيها، وان نمنح معادينا من الذين لا يرون فينا اُناساً بمستواهم، فأن الأمر أشبه بأن تتشاجر مع فرد من افراد عائلتك أمام من يتصيدون في الماء العكر.
ليس Cool (بمعنى الظرافة والتمييز بشيء)، ياشباب ما تفعلونه في هوسبي وغيرها من المناطق، ليس Cool أن تعززوا بفوضاكم هذه جماهيرية الأحزاب المعادية وتمنحوهم فرصة الحديث عن طردكم من البلد، مهزومين مستوحشين، وليس Cool أن تضعوا المهاجرين في قفص الإتهام الدائم.
الـ Cool ياشباب ان تثبتوا وجودكم بغير العنف، الـ Cool ان تقولوا للجميع بأنكم لا تقلوا شأناً عن أحد وبأنكم لستم من الغاب قادمين. الـ Cool ياشباب ان نقول للجميع بأن مصائب بلادنا علمتنا ان نتجرح مُرنا ومُركم.
سناء أحمد