ماذا لو اختفى المهاجرون جميعاً؟

: 2/8/17, 2:08 PM
Updated: 2/8/17, 2:08 PM
ماذا لو اختفى المهاجرون جميعاً؟

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

مقالات: قد يكون ضرباً من ضروب الخيال كتابة سيناريو أو توقع ما يمكن أن يحدث لو أختفى المهاجرون جميعا من السويد، الفكرة بحد ذاتها تثير فضول أي إنسان وتدفع بخلايا عقله إلى التفكير والتخيل. وما أن تفكر بالسؤال حتى تستغرب أو تبتسم قائلا: هذا مستحيل !!!

فماذا سيحدث لو رحل عن السويد جميع المهاجرين واستفقنا غداً من دونهم؟

اليوم لم يفتح رضوان (45 سنة) شركة حوالاته المصرفية الواقعة في منطقة شارهولمن، التي أسسها عام 2006، هو لم يأت إلى السويد بحثاً عن مال أو عمل، بل هرب من حرب عنيفة، حاملاً معه كل ما يملك من مدخرات، حال الكثير من الشركات والمحال التجارية والمطاعم والمقاهي التي يديرها المهاجرون.

هذا وغاب الكثير من الموظفين عن أداء واجبهم الوظيفي، ومع اقفال الكثير من المهن الحرة والصغيرة وبيع الخدمات المختلفة، توقفت عجلة الاقتصاد السويدي حائرة أمام الصدمة وأدى التوقف المفاجىء للسوق الى صعوبة كبيرة لوجود حل لامتصاص هذه الأزمة بالسرعة المجدية والمطلوبة.

بالمقابل وقف توماس (60 سنة) حائراً في إحدى قاعات المستشفيات باحثاً عن طبيب يشكو له اوجاعه العظمية، فلم يجده.

فالمهاجرين بحسب الإحصاءات يشكلون ربع العاملين في مجال الطب والرعاية الصحية، وتقدر نسبة الأطباء المهاجرين في بعض التخصصات نحو 50 بالمئة، ويعتبر ذلك نتيجة طبيعية لحالة وأوضاع اللاجئين في العالم منذ حوالي عشر سنوات.

اما عدد سكان السويد سيعود الى ما كان عليه سابقاً، أي أقل من عشرة ملايين نسمة، فارتفاع نسبة السكان في الآونة الأخيرة يعود الى عاملين:الاول، زيادة نسبة الولادة من عشرين ألف إلى خمسة وعشرين ألف سنوياً، لأن الاعتقاد السائد في أوروبا، أن خصوبة المرأة المهاجرة أعلى بكثير من معدل خصوبة المرأة الأوروبية.

ويشكل ارتفاع معدل الهجرة من خمسة وأربعين ألف إلى سبعة وثمانون الف سنوياً العامل الثاني، حيث بينت دراسة مكتب الإحصاء المركزي “س سي بي” ان 77 بالمئة من معدلات زيادة السكان تتعلق بما يسمى فائض الهجرة.

سياسياً، سيكون لأحزاب اليمين المتطرف فرصة نحو تغيير حقيقي في انتخابات 2018، مع غياب المهاجرين، سواء على مستوى البلديات أو البرلمان وصولاً للرئاسة. غياب أصوات هؤلاء المهاجرين التي تصب عادة لصالح الأحزاب اليسارية والإجتماعية، التي تتبنى حقوقهم وتدافع عنهم، سيفسح المجال للأحزاب العنصرية أن تحصل على أصوات تساعدها أو تقضي عليها، مع حلول برامج انتخابية مختلفة كلياً.

خلاصة القول، قد يوافق البعض على هذا السيناريو ، وقد يرفض البعض الآخر الفكرة كلياً، علماً ان الموضوع لم يشمل كل الصعد، وما كان هذا المقال الا لإبراز أهمية وجود المهاجرين، وتأكيداً لاحتضان المجتمع السويدي بغالبية اطيافه لهؤلاء المهاجرين، وتكريس القوانين السويدية، مثل قانون سوق العمل، والمواطنة والحياة المدنية، فرص أفضل لاندماج المهاجرين ومساعدتهم في تأسيس حياة جديدة في المجتمع، تأكيداً على إعطائهم حقوقهم كونهم جزء من نسيج هذا المجتمع العريق، ليكون لهم دوراً اساسياً ومشاركا لبناء المجتمع السويدي بدافع الشعور والإحساس بالانتماء للسويد كوطن يعيش فيه، لقد شكل هذا التكامل ما بين المهاجرين والسويديين نموذجاً انسانياً للحضارة البشرية يحتذى به للتعايش بسلام واستقرار وطمأنينة.

عرمتى

المقالات تعبر عن رأي أصحابها وليس بالضرورة عن الكومبس

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.