المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس : يعني أن تلامس قدمك ترابا لم تمتزج يوما بجسدك، أن تتنفس هواءاً لم تعتد عليه رئتك، أن يرفرف فوق بيتك علم لا تشبه ألوانه لون علمك أن تداعب أحلامك أفكار لم تكن يوما مصدرا أملك .. أن تتكلم لغة لم تخالط سابقا فمك، أن تتفوه بأشياء لا ترضي إلا غيرك، وختاما أن تحمل هوية لا تشبه هويتك.
أن تكون لاجئاً .. يعني أن تعيش على مفترق طرق بين الماضي والمستقبل .. أن تقف حائرا هل تتقدم خطوة أو ترجع خطوة .. أن تنتظر نصرا أم تبني مجددا بيتا .. بيتا لا يشبه بيتك لا تجد به دفئا أو حتى سكينة، فهو محطة تقف عليها منتظرا من يقلّك إلى عالم جديد أو يعيدك إلى أدراج وطنك .. محطة يلفح بها الهواء من كل اتجاه.
إن سطعت عليك الشمس أحرقتك وإن أمطرك الغيم أغرقك .. ستبقى تائها بين دفاتر الذكريات وجدار المستقبل لا يعنيك إذا مررت على درب فلم تعبده يوما أحلامك ولم تعبره يوما ذكرى لحبيب أو صديق أو حتى عدو.. يا عزيزي الغربة سجن من خمس نجوم ترى فيها النجوم كم هي جميلة لتخفي مرارة الحقيقة، لكنها ليست إلا نجوم في منتصف الظهر ..لا تنظر إليّ بأني جاحد نعمة أو فاقد لقيمة الحياة، لكن من وطأت قدمه ثراءً باردا تعشّق في جسده شتاء قارص.. وتجمدت في عروقه نبع أحلامه إلى أن يعود مجددا إلى ذاك الوطن الذي صنع منه ذاك الجسد ونفخ فيه روح محبة لمن شاركه ألوان ذلك العلم ..
طارق باش