المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – خاص: ( 8, 9, 10, 11, 12 – 12 ) عشرات الآلاف من اللاجئين وصلوا إلى السويد في الأشهر الأخيرة، من بينهم كثيرون جاؤوا من الشرق الأوسط. ينس ميكلسن وحسين العلوي من صحيفة “Sydsvenskan ” تواصلا مع عدد منهم لمعرفة المزيد عن هؤلاء، سكان السويد الجدد. لكن من هم هؤلاء؟ كيف كانت حياتهم قبل أن يصلوا إلى هنا؟ من خلال التعاون بين “Sydsvenskan ” وشبكة الكومبس الإعلامية، يتم نشر هذه المادة المترجمة الى اللغة العربية:
عصمت لباد، 46 عاماً، مدرس موسيقا، درعا، سوريا
الإقامة في مالمو. “درستُ الموسيقا في بيت العود العربي بالقاهرة لمدة 8 سنوات، ثم أنشأت مدرستي الخاصة لتعليم العزف على العود في درعا، فأنا متخصص بالعود. ذلك الشعور.. مجرد الجلوس لوحدي والعزف والاستمتاع في الفقاعة.. من الصعب وصفه. وكنت دوماً أقول إنه لو كان عمري يتألف من 100%، فإن 80% منه هو العود. العود بالنسبة لي هو سلاح من أجل التطور والتقدم. عندما ركبت قارب الموت عبر البحر المتوسط أعطاني المهربون انذاراً أخيراً، الثياب أو الآلة، فألقيت الثياب في المياه وأخذت العود معي، بعد أن غلفته بالأكياس ولصقته كي لا تدخله المياه. قد يبدو الأمر مضحكاً، لكني اعتقدت أنه حتى لو مت فإن صوت العدد مجدداً قد يستمر بمنح السعادة للآخرين
أوديت نصير، اللاذقية، سوريا
كنت مديرة العلاقات العامة ومحللة مالية في أحد المصارف بدمشق. وكنت أنا من أقرر ما إذا كنا سنقرض الأموال أو نمنح الائتمان للشركات. ولم يكن هناك الكثير من الوقت لعمل آخر، لكني أخذت دروساً خاصة في الاوبرا. أنا أحب الغناء. المعلمة، التي كنت محظوظة بأنني أخذت دروساً لديها، عملت في بيت الأوبرا بدمشق. تمثلت وسيلتها بأن أتعلم الغناء الكلاسيكي من أجل غناء شيء آخر لاحقاً. لكني تعلقت بالكلاسيكي. توصلت إلى نوطات مثل الميزوسوبران، لكن المعلمة قالت إنه يمكنني أن أكون سوبرانو لو تدربت كثيراً. كل شهرين ولمدة خمسة عشر عاماً، كنت أنظم مسيراً وتجوالاً عبر سوريا، من الشمال إلى الجنوب، ومن الغرب إلى الشرق. ولقد رأيت الأرياف وجميع المدن، لكن عندما أرى المنازل المدمرة في سوريا أشعر كأنها منزلي، شقتي. وكل شخص متضرر كأنه من عائلتي. في السويد، أرغب بالعمل في مجال التمويل المصغر، أي منح القروض للأشخاص لتتاح أمامهم الفرص ليكونوا رجال وسيدات أعمال. أرغب بإضافة شيء: لن يندم السويديون على أنهم استقبلوا لاجئين من سوريا. سيشعرون أنهم محظوظون. وفي وقت ما سيرون أن قرارهم كان حكيماً
راتب راميش، كابول، أفغانستان
“عزفت على الجيتار الكهربائي مع فرقة الروك White Page، كنا أربعة شباب درسنا الموسيقا الكلاسيكية الأفغانية سوية لمدة 8 سنوات. وكنا ثاني فرقة يتم إنشائها في أفغانستان، وأقمنا العديد من الحفلات، لكن لم نتمكن أبداً من العزف علناً، لأن موسيقاً الروك في أفغانستان تدعى بموسيقى الشيطان. وهي ممنوعة.
أول حفلة أقمناها في السفارة الأمريكية في كابول، كنت متوتراً، حيث عزفنا أغاني لفرقتي Green Day وميتاليكا. لقد أحبونا، ثم ساعدونا على تنظيم حفلات أخرى. أما الآن فنحن أصدرنا أربع أغاني خاصة وأقمنا حفلات في دول عديدة. أكبرها في مهرجان الروك في الهند. وأحد أعضاء الفرقة عزف في الولايات المتحدة الأمريكية والتقى بجون كيري في البيت الأبيض.
قدمت أنا وأعضاء الفرقة إلى السويد سوية، لكنهم أعيدوا إلى سويسرا لأنها كان أول دولة نزورها في أوروبا. اتفاقية دبلن قتلت حلمنا، فأنا نشأت مع هؤلاء الشباب، ومن الصعب جداً العيش دونهم”.
مصطفى ورانا السلطان مع طفلتهم ألما من دير الزور سوريا
مصطفى: “أن تكون مهندساً يعني أن تكون فناناً. وعندما يحصل الشخص على أيدي حرة فإنه يتمكن من تطوير فنه ومعرفته. لقد بنيت مسجداً وكنيسة أرثوذوكسية ومدرسة خاصة. إن رؤية الناس تتدفق إلى البناء الذي رسمته وبنيته هو شعور لا يوصف. وأكثر شيء أفخر به هو المدرسة الخاصة التي أُنهيت عام 2010، حيث كان لها تصميماً خاصاً لتحمل العواصف الرملية ونظام تبريد خاص للتعامل مع الصيف الحارق. وفي كل مرة أضع لمساتي الأخيرة على أحد التصماميم أريه لزوجتي، وعندما لا أرى السعادة في عيونها، لا أشرع بالبناء. وحينما شاهدت المدرسة قالت إنها تأمل أن تبدأ ابنتنا دراستها هناك قريباً. أما الآن فإن الكنيسة والمدرسة مدمرتين بالكامل. المدرسة كانت مبنية بشكل جيد ومنخفضة ومحمية حتى استخدمها الجيش كمقر له. أما جبهة النصرة واصلت إطلاق النار عليها وقصفها، وفي النهاية اقتحموها بدبابة، وشاهدنا على التلفاز كيف سحبوا جثث القتلى في قاعات المدرسة، حتى أبكانا المشهد”. رانيا (مديرة قسم في مكتب البيئة بدير الزور): “أرغب فقط بشكر السويد على كرم الضيافة، شكراً لكم
مير مغمس، 10 سنوات، مخيم اليرموك، سوريا
تشاجر للتو مع صبي أخذ دراجته الهوائية دون أن يطلبه منه
أمير: “تعلمت الضرب في ليبيا. أعلم أنه ليس أمراً جيداً، وأنا أكره العراك. لكني كنت مجبراً، لأنني تعرضت للضرب اليومي من قبل الأطفال الذين عرفوا أنني من سوريا، ضربوني ومزقوا قميصي. حاولت ضربهم لكنهم ضربوني أكثر. لكنني أصبحت أفضل. ضربت أحدهم مرة، ثم أصبح الأمر أسهل قليلاً. لا أتذكر أبداً البلدان التي مررت بها. أنا فلسطيني الأصل، بالرغم من أنني ولدت في سوريا ووالدي أيضاً، لكن جَدّي ولد في فلسطين. ركبنا قارباً صغيراً إلى إيطاليا، في البداية كنت خائفاً، لكن عندما شاهدت الدلافين تقفز أمامنا وخلفنا وإلى جانبنا، شعرت بالهدوء.
للإطلاع على النص الأصلي بالسويدية يرجى النقر على الرابط التالي
http://www.sydsvenskan.se/skane/foreflykten-pa-arabiska/