المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – خاص: ( 3, 4, 5, 6, 7 – 10 ) عشرات الآلاف من اللاجئين وصلوا إلى السويد في الأشهر الأخيرة، من بينهم كثيرون جاؤوا من الشرق الأوسط. ينس ميكلسن وحسين العلوي من صحيفة “Sydsvenskan ” تواصلا مع عدد منهم لمعرفة المزيد عن هؤلاء، سكان السويد الجدد. لكن من هم هؤلاء؟ كيف كانت حياتهم قبل أن يصلوا إلى هنا؟ من خلال التعاون بين “Sydsvenskan ” وشبكة الكومبس الإعلامية، يتم نشر هذه المادة المترجمة الى اللغة العربية:
محمد مارديني، دمشق، سوريا
عملت كمسؤول عن تقنية المعلومات والاتصالات في مقر المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة في دمشق. عملي كان يتمثل بإعداد تقارير حول وضع اللاجئين، وإصدار الإحصائيات بشكل شهري وسنوي.
إن سياسة اللجوء الأوروبية هي عبارة عن نفاق فقط، حيث ينسى أن 5% فقط من اللاجئين يأتون إلى أوروبا. لطالما تلقت سوريا العديد من اللاجئين، وحتى قبل الحرب، ففي العام 2010، تلقت سوريا 1,5 مليون لاجئ من العراق فقط.
أما الآن فإن عشرة ملايين سوريا نازحين في بلدهم. تركيا تلقت 2,2 مليون لاجئ، لبنان 1,5 مليون، الأردن ومصر تلقوا 700 ألف لاجئ لكل منهما. في سوريا، لدينا طريقة أخرى لرعاية اللاجئين، فقد جعلناهم جزءاً من العائلة، بغض النظر عما إن كانوا أخوة من اليونان أو الشيشان أو أفغانستان أو الصومال أو الجزائر أو لبنان. وخلال الحرب الأهلية اللبنانية اهتممنا بالعديد من اللبنانيين، وأعددنا كل شيء بدءاً من السكن وانتهاءً بالطعام.
إن السويديين أناس جيدون ويعملون بجد، لكن الحكومة غير قادرة على توفير منازل وتتحدث عن مخيمات. أما حزب سفاريا ديموكراتنا يستعمل وسائل الإعلام لنشر البروباغاندا عن كيفية قيام اللاجئين بتغيير الثقافة السويدية والاقتصاد.
إن الناس لم تهرب من أجل الحصول على المعونة، بل أغلبهم متعلمون جيداً ويمكنهم العمل، لكنهم يحتاجون إلى القليل من الوقت للتعرف على البلد. إن وضع اللاجئين في خيم أمر غير جيد، فهم بذلك لا يندمجون وسيشعرون بالكره تجاه المجتمع.
وعندما اقترحت مفوضية اللاجئين على سوريا أن تبني مخيمات للاجئين العراقيين رفضت القيادة السورية، قائلة بإن اللاجئين لن يعيشوا في مخيمات، فهم بشر مثلنا، وسيعيشون بيننا.
عملتُ حتى العام 2014، لكن بعد ذلك لم تعد تتمكن مفوضية اللاجئين من حمايتنا، فالعديد من زملائي قتلوا واختطفوا، وخلال عامين هربت 5 مرات. فالأمم المتحدة لم تعط موظفيها أي ميزة، فاضطررنا للهرب عبر الطرق الصعبة كالآخرين. لقد هربت من أجل النجاة، وفقدت عملي وأحلامي وعائلتي مثل الجميع.
باميلا أبيجا، كامبالا، أوغندا
حياتي كانت اجتماعية ومثيرة ومختلفة جداً عن حياتي الحالية. تدربت مع الفريق الأول للسيدات في رياضة الركبي بأوغندا، وبعد كل تمرين كنا نجلس سوية في النادي ونتناول “البيرة” ونتحدث.
لم أشارك في أي مباراة شخصياً لكن الركبي كانت حياتي. أنا أحب تلك الرياضة. إنها قاسية وتبني الشخصية والقوة الذهنية والجسدية.
كنت مكتئبة في أول فترات قدومي إلى السويد، فأنا قدمت من حياة محمومة واجتماعية إلى حياة بإيقاع منخفض. لكن الآن الوضع أفضل، لدي بعض الأصدقاء ونخرج أحياناً للمقاهي.
شاركت في تدريب للركبي هنا في مالمو، لكن لم أعد أبداً، ربما لأن توقعاتي كانت متفائلة جداً.
محمد عجاج، فلسطيني سوري، دمشق، سوريا
قدمت إلى السويد أربع مرات في السابق، بين عامي 2000 و 2007، للمشاركة في مؤتمرات طبية مختلفة. وحينها طلب مني زملائي السويديين والدنماركيين أن أطلب اللجوء هنا، لكني قلت لهم إنه حتى لو حصلت على كرسي الملك فإنني لن أطلب اللجوء أبداً.
كنت أملك كل شيء في سوريا. استقرار ومستشفى خاص في دمشق. سيارات ومنازل وعائلة وشبكة معارف. لا أرغب بالتبجح، لكن هناك كان لدي غرفة نوم بمساحة 125 متر مربع. أما الآن أعيش مع ابني في غرفة بستة أمتار مربعة في Nydala.
عملت في المستشفى الذي أملكه كمسؤول عن قسم الأمراض النسائية. بين عامي 2012 و 2014 استخدمت المستشفى كلها كمركز إسعافي. أجريت عملية لمهندس كهرباء أصيب برصاصة في صدره. لم يكن هذا تخصصي، لكنني كنت مجبراً على إنقاذ حياته.
لقد كان حلم والدي أن أفتتح مستشفى في تلك المنطقة بالذات، بسبب وجود العديد من الفقراء فيها، الذين لم يتمكنوا من الحصول على الرعاية الصحية. استخدمت كل ما أملكه وما جمعته من عملي في أوروبا من أجل بناء هذا المستشفى، الذي عملت فيه زوجتي السابقة والحالية وأبنائي. في السنوات الأخيرة تعرضنا لإطلاق نار من الطرفين. الطوابق العلوية مدمرة بالكامل، أما الباقي أصبح مثل بيت الأشباح.
زلوح حبش، حلب، سوريا
أنا ثائرة على سلطة الرجال. وبدأت معركتي ضد زوجي. وانفصلنا بعد عشرة أعوام. أرغب بالتحدث عن تربية الأطفال، فهم يجب أن يحصلوا على تربية أكاديمية، ولا تجوز معاقبتهم أو ضربهم أو تعريضهم للضغط النفسي.
لدي أربع بنات وربيتهم بطريقة ليبرالية من أجل حمايتهم من الهيمنة الذكورية ودعمهم حتى لا ينتهي بهم المطاف تحت سلطة الرجال. فمن دون الرجال، سأعيش بكل الأحوال بشكل أفضل. أنا امرأة قوية.
حسن وعبير الرفاعي، وابنتهم سيدرا وابنهم ليث، دمشق، سوريا
مكان الإقامة في مالمو. حسن: “عملت كخبير بصري، وكان لدي متجري الخاص في دمشق. الحياة كانت جيدة، كان لدينا منزل وسيارة وعمل، والأطفال ذهبوا إلى مدرسة خاصة. الأسابيع كانت مليئة بالروتين، لكن عطلتنا كانت كل جمعة، وكنا نذهب خارج المدينة إلى المناطق الطبيعية، حيث كنا نلتقي بالعائلة والأصدقاء، ونجلس على العشب ونشوي الطعام ونستمع إلى الموسيقا ونرقص وندخن النرجيلة”. عبير: “كان لدي متجر لأدوات التجميل في مركز تجاري بدمشق، حيث كان يأتي العديدون ونتحدث ونتناول القهوة. كان لدينا حياة اجتماعية، وكنا نلتقي دوماً بأصدقائنا ونتحدث، ونحل مشاكل بعضنا حتى نضحك عليها لاحقاً. لن أنسى أبداً تلك اللحظات، فهي كفيلم جيد، فنحن لا ننسى الأفلام الجيدة. لم أكن لأترك سوريا أبداً لولا أطفالي. فمدرستهم تعرضت للقصف مرتين، وأخرجناهم من الرماد وغسلنا جروحهم وحاولنا إزالة الشظايا، ثم قررنا الهروب.
للإطلاع على النص الأصلي بالسويدية يرجى النقر على الرابط التالي
http://www.sydsvenskan.se/skane/foreflykten-pa-arabiska/