المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – زاوية (ولكن): احتفل رفاق ليف بعيد ميلاده الـ 88 الاحتفال المتواضع جمع بضعة أشخاص من بينهم زوجته إيزابيل وأشخاص من أعمار وجنسيات مختلفة، كانت سعادة ليف واضحة على معالم وجهه المتورد باللون الأحمر، مع ابتسامة جميلة لا تفارق محياه. بعد توزيع قطع (التورتة) مع القهوة وبعد الانتهاء من أغنية (Ja, må han leva) سأل أحدهم ليف عن طفولته، وكيف كانت السويد وقتها وكيف أصبحت الآن، يتذكر ليف: كنت شقيا جدا بطفولتي إلى حد أن أهلي تخلوا عني لعائلة أخرى بالقرية، كان الفقر منتشرا بين معظم الناس، كنا ننام 10 أشخاص في غرفة صغيرة، الكثير من العائلات كانت تتلقى مساعدات من مغتربين سويديين في أمريكا (ولكن) لم نفقد الإصرار على حب العمل، نعم كنت شقيا وأسبب المشاكل لأهلي، ولكن في سن 14 عاما بدأت العمل والتزمت به. أتذكر أن والدي كان يعزم أمي على القهوة في كل يوم أحد، وكان من شدة صغر المطبخ الذي ينام به مع والدتي، يحضر القهوة وهو مستلقي على فراشه، تخيلوا كم كانت مساحة المطبخ صغيرة!
في بداية أعوام 1900 كانت السويد من أفقر الدول الأوربية، وقد هاجر ما يقارب المليون شخص، إلى أمريكا، بسبب الفقر ومن أجل البحث عن فرص حياة أفضل.
حين سمعت هذه الكلمات، أنا الباحث عن فرص حياة أفضل الآن في بلاد ليف، لم استطع أن أفكر بمقارنات غبية بين اللاجئين وظروفهم في مراكز لجوء السويد 2016 وبين سكان السويد في 1916.
الفرق 100 عام، أي أقل من 3 أجيال فقط، لا أريد أن أقارن (ولكن) أريد فقط أن أعلم نفسي واستفيد من كلمات هذا المسن السويدي، وأشكر صديقي لأنه اصطحبني معه إلى مقر حزبه لكي نشارك باحتفال الرفيق ليف، لكي أعرف أن السويد لم تكن هكذا في طفولته.
زاوية #ولكن يومية يكتبها أحد المحررين بشبكة #الكومبس