متابعة الفضائيات العربية أثناء شهر رمضان هل تعيق الاندماج؟

: 6/8/17, 7:26 PM
Updated: 6/8/17, 7:26 PM
متابعة الفضائيات العربية أثناء شهر رمضان هل تعيق الاندماج؟

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – تقرير: مع حلول شهر رمضان، وزيادة زخم البرامج الترفيهية المتنوعة التي تعرضها المحطات الفضائية، يعود السؤال التالي إلى الواجهة: ما هي سلبيات وايجابيات متابعة برامج لا تمت بصلة إلى الواقع السويدي وتبث عبر آلاف الكيلومترات من مكان تواجدنا؟ خاصة مع كثرة المتابعين من المغتربين للتلفزيونات العربية بشكل مكثف. حيث تكاد أغلب البيوت العربية، تتوفر على أجهزة التقاط القنوات من خارج السويد.

لا شك أن هذا السؤال المتعلق بمتابعة الفضائيات، يثار بشكل أوضح خصوصا في رمضان، ويطرح جدلاً في أوساط المؤسسات العاملة في مجال الاندماج، وكذا الحال في المجتمع السويدي عموماً، وبين المهاجرين أنفسهم بين مؤيد ومعارض.

لكن الى أي حد يمكن القول إن مشاهدة القنوات العربية يؤثر سلبا على اندماجهم في المجتمع السويدي، كما يعتقد البعض؟ اليس من حق الناس ان تحافظ على روابط الصلة في ثقافة الأم؟

في مقابل ذلك، أليس المهاجر الذي أصبحت السويد بلده، مطالب بفهم ثقافة المجتمع الجديد، ومحاولة الاندماج الإيجابي به، وبالتالي فهو مطالب بمتابعة ما يجري حوله وبمحيطه؟

هذه الأسئلة، وغيرها، تحاول الكومبس إثارتها في هذا التحقيق الذي يتناول كيف يتفاعل الناس ويتأثرون بما تعرضه القنوات الفضائية العربية، خصوصا في شهر رمضان الكريم.

هناك من لا يتابع أخبار السويد حتى بلغته الأم

وصل الحال مع بعض من يتابع قنوات من خارج السويد، إلى معرفة دقائق الأمور في بلده الأصلي، لكنه لا يعرف أبسط الأمور فما يحدث في البلد الذي يعيش به، يعرف كم هو سعر كيلو الطماطم في بغداد، ولايعرف أسم رئيس الوزراء في السويد، وهناك من يتابع “أراب أيدول” وليس له أي علم ببرنامج يورو فيجن! هذا هو حال عدد من المهاجرين الذين يصلون الى السويد، فمنهم حتى لا يتابعون أخبار السويد بلغتهم الأم، بعد توفر هذه الميزة الهامة.

البعض يسعى لجلد الذات، والتكيف مع الواقع الجديد، عبر تقطيع أوصال الماضي والاعتقاد بضرورة الأخذ بالواقع الجديد كما هو، فيما يسعى البعض الآخر الى الحفاظ على الموروث، والتزمت أكثر بالعادات والتقاليد التي جلبها معه خوفا من عملية اندثار ثقافي وروحي، فيما القليل يستطيع الحفاظ على نوع من التوازن بين هذا وذاك.

عماد فاخرة

“نتابع الاثنين ومندمجين”

يقول عماد فاخره: “برأيي أن متابعة القنوات العربية لا تؤثر نهائيا على الاندماج، على سبيل المثال أولادي يدرسون في المدارس السويدية ولغتهم السويدية جيدة جدا ولكنهم أيضا يتابعون القنوات والبرامج العربية وهذا الأمر لا يؤثر عليهم بالعكس فهو يعزز لغتهم العربية التي أحرص انا على أن يتقنوها، وانا شخصيا اتابع الأخبار العربية وأيضا اتابع الأخبار السويدية ولكن باللغة العربية لأني ما زلت غير متمكن من اللغة”.

محمد شريف أحمد

محمد شريف: لا يجب المبالغة في متابعة المحطات العربية

يعتقد محمد شريف أحمد ان الاندماج هو التعرف على السويدين من الداخل ومن الخارج من خلال الاطلاع على أخبارهم ومعرفة الأحداث التي تحصل في بلدهم وأيضا التفاعل معها، والمبالغة بمتابعة المحطات الفضائية العربية ووسائل الاعلام العربية يؤثر على الاندماج ويجعله محدودا بالنسبة للأشخاص الذين وصلوا مؤخرا الى السويد.

يضيف: “نتعلم كثيرا إذا تابعنا الاعلام السويدي فكل شيء هنا مختلف عن بلدنا الأصلي”، ويقول ممازحا: الدجاج هناك نسميه فروج وهنا أصبح أسمه “شيكلينك” والسمك “فيسك” والجبنة “أوست”!

سامي لافي

سامي لافي: “متابعة ما يجري في حارات البلد الأم لا يساعد على الاندماج”

يقول سامي لافي خبير قضايا الاندماج في بلدية كوبنهاغن، وأحد الناشطين في هذا المجال في الدنمارك: ” كلما كان الانتقال من مكان الى مكان أبعد تظهر اختلافات أكثر ونعاني بعض الشيء من عملية الاندماج في المجتمع الجديد في المدينة الجديدة او الدولة الجديدة التي انتقلنا لها والبعض يعاني اكثر من غيره والبعض نراه سريع التأقلم من خلال فهمه للغة واللهجة الدارجة للمكان وحتى فهمه لنكاتهم والمزاح الخاص بهم واغلبنا جرب الانتقال في حياته من مدينة الى أخرى”.

يضيف: ” على سبيل المثال عندما انتقلت أنا لدراسة علوم الحاسبات من بغداد الى البصرة مررت بمراحل تعايش مع المجتمع البصراوي الجديد وتعلمت لهجتهم والكثير من المفردات الجديدة التي تختلف عن مدينتي الأصلية بغداد فما بالك أذن بمن ينتقل من بلد عربي الى بلد أوربي ولغة جديدة لذلك يكون المغترب في حاجة ماسة للأخبار التي تتعلق ببلده وهي معلومات تحقق له الراحة النفسية الشخصية ولكنها لا تساهم في عملية اندماجه في المجتمع الجديد للأسف”.

ما يحتاجه اللاجئ الجديد هو معلومات عن مدينته الجديدة وعن اخبار مدرسة المحلة وعن اهمية المساهمة في التراكيب المختلفة للمجتمع الجديد، من هيئة ادارة المدرسة التي يقوم بها أهالي الطلبة هذه اشياء جديد لا يعرف بها ولا توجد في مدينته الأصلية في الشرق الاوسط.

يحتاج الى معرفة القوانين الخاصة باللاجئين في دولته الجديد، يحتاج الى معرفة ما يمكن ان يفعلة للحصول على معادلة شهادته ان وجدت والى امكانية حصولة على عمل ما. كل هذا المعلومات لا توفره القنوات الفضائية وانما توفره القنوات المحلية للدولة الجديدة.

لا بأس للقنوات الفضائية بعمل التقارير الخبرية عن المنطقة وعن المجتمع الجديد بحيث تزيد هذه التقارير من المعلومات الخاصة للاجئ والتي ممكن تسهل من امكانية حصوله على عمل والخ. لكن اخبار دولته الاصلية وما يجري في حاراتها لا تساعده في الاندماج في اوروبا أو السويد”.

ياسمين بايلوند

ياسمين بايلوند: البعض يعيش منذ 20 عاما في السويد ومنعزلين عن المجتمع

اما ياسمين بايلوند فتقول: “أنا أعتقد ان متابعة المحطات الفضائية العربية يؤثر بشكل مباشر على عملية الاندماج فالشخص الذي يصل الى السويد لابد أن يبدأ بمتابعة أخبار البلد الذي ينوي الاستقرار به مع اولاده مستقبلا والتعرف على القضايا السياسية المحركة في البلد والتي تصنع القوانين التي تخص اللاجئ أيضا”.

هنالك أشخاص للأسف موجودين في السويد منذ عشرين عام ولازالو لغاية اليوم بدون لغة ويعيشون على الإعانات الاجتماعية ويقولون إننا لا نشعر بالغربة وأنهم يشعرون لغاية اليوم وكأنهم في بلدانهم وليس لديهم الاستعداد لأي تغيير او لتعلم اللغة السويدية ويبقون منعزلين عن المجتمع السويدي”.

انا أعتقد ان هذه الفئة من الناس ليس لديها الاحترام للشعب السويدي لانها تريد ان تعيش هنا ولكن بالطريقة التي كانوا يعيشون بها في بلدانهم، انا جئت الى السويد عندما كان عمري فقط 8 شهور أفتخر بوجودي هنا وممتنة لبلد السويد الذي عشت فيه بأمان وسلام وسط شعب متسامح”.

محمد الحنيطي

“الاندماج لا يتم من خلال التلفزيون وانما عن طريق الاختلاط”

محمد الحنيطي يعيش في السويد منذ سنتين، يقول انه يتابع المحطات الفضائية العربية ولهدف معين، وهو متابعة آخر الأحداث السياسية في البلدان العربية.

” يهمني جدا أن اتابع الأمور الحياتية اليومية في الوطن العربي بالإضافة الى البرامج الترفيهية لأني أشعر بالملل عندما أتابع القنوات السويدية لأني مازلت في بداية تعلمي للغة السويدية، لذلك أميل لمشاهدة البرامج العربية واتابع ايضا الأخبار السويدية في التلفزيون السويدي لأنهم يستخدمون اللغة التي نتعلمها في المدرسة أعتقد أن أفضل طريقة لتعلم اللغة والاندماج مع المجتمع السويدي ليس من خلال التلفزيون وأنما من خلال الاختلاط الواقعي مع المجتمع السويدي والتحدث معهم او العمل معهم”.

بيتر واستبرغ

بيتر واسترغ: “متابعة القنوات العربية لن يضيف شيء الى رصيدك في السويد”

بيتر واستبرغ الذي يعمل في مؤسسة ليلا كلوستر التي تعمل على مساعدة اللاجئين في خطة الترسيخ يقول “القرار يعود الى الشخص نفسه إذا أراد أن يستمر العيش في الماضي أو يختار المستقبل والمستقبل هو الاندماج.

متابعة القنوات السويدية والأخبار واحداث السويد تؤثر بشكل ايجابي وكبير على سرعة تعلم اللاجئ، واستعداده لتقبل اللغة وايضا تسّرع من ايجاد فرصة عمل من خلال معرفته لأهم مايدور في الأوساط السويدية من نقص لأعمال مهنة معينة، أما متابعة التلفزيون العربي لن تضيف الى مسيرة القادم الجديد الى السويد، أي شيء كما أعتقد”.

صلاح حسن

“مقاطعة المجتمع الجديد تعني الخيبة والكآبة”

صلاح حسن كاتب عراقي يعيش في هولندا يقول: “هناك طريقتان للعيش في المجتمعات الغربية بالنسبة للمغتربين، الأولى هي الانخراط بالمجتمع الجديد وتعلم لغته ومعرفة ثقافته وبالتالي البحث عن عمل مناسب للاندماج بالمجتمع الجديد ومشاركة الآخرين في صياغة نمط مقبول من العيش المشترك، إذ يشعر الشخص المغترب في هذه الحالة أنه عضو في جماعة ويساهم في بناء هذا المجتمع الذي يعيش فيه وبالتالي يتخلص من عقدة الشعور بالدونية والاغتراب.

أما الطريقة الثانية فهي على العكس تماما، إذ يلجأ الشخص المغترب إلى مقاطعة المجتمع الجديد نهائيا والعيش بعزلة تامة خوفا من الاختلاط الذي يقود إلى تمزق الهوية والضياع كما يعتقد أصحاب هذا الرأي، لكن النتيجة المزرية التي تترتب على هذه المقاطعة في نهاية الأمر والتي يكتشفها الشخص المغترب بعد فوات الأوان هي الكآبة والخيبة وأمراض نفسية مضافة إلى الأمراض التي يعانيها أي شخص مغترب .

زينب وتوت

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.
cookies icon