مضايقة – أفق آخر

: 4/13/14, 4:07 PM
Updated: 4/13/14, 4:07 PM
مضايقة – أفق آخر

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – خاص: كلمة ” موبنينك ” من أكثر الكلمات تردداً في حوارات الآباء والأمهات بلقاءاتهم الخاصة عندما يتابعون احوال ابنائهم في المدارس السويدية.

الكومبس – خاص: كلمة ” موبنينك ” من أكثر الكلمات تردداً في حوارات الآباء والأمهات بلقاءاتهم الخاصة عندما يتابعون احوال ابنائهم في المدارس السويدية.
وغالبا تستعمل الكلمة للحديث عن الملاحقة او المضايقة التي يعانيها طفل او مجموعة اطفال خلال وجودهم في المدارس، من أطفال آخرين، مما يجعلهم خائفين من الذهاب اليها، او حذرين منها او في البداية تكون عقدة طفولية من المدرسة يسببها طفل آخر.
والحق انني بعد ان تأكدت من حدود معناها في القواميس والترجمات التي لديّ، وضعتها على مترجم غوغل لكي ارى آخر المعاني، فظهر معناها بالعربية على الشبكة: ” البلطجة” !!
لست اعلم هل أضحك أم أحزن من المعنى الذي استخرجه غوغل، فهو يشبه ما يحصل في بعض بلدان منطقتنا من صراعات وملاحقات بين الناس والبلطجية.
والمضايقة ربما تأتي بكلمة او نظرة يحدجك بها اجنبي او رجل يجلس قبالتك في المترو، او بأهمال متعمد من موظف او عامل في مكان خدمة عامة، او بتجاهل جارك لك وانت تجاوره منذ سنين.
وبقدر ما يتعرض الأجنبي المقيم في بلدان الهجرات الى انواع من المضايقة بالنظر او المعاملة فأننا نحن المهاجرين نمارس مع بعض ومع الآخر الكثير من تلك المضايقات والملاحقات ايضا.
وابدأ بالأطفال في المدارس السويدية حيث يلاحظ ان بعض الأطفال بسبب ثقافة منزلية ما يمارس مضايقة ازاء الطفل الآخر بسبب الدين او العرق او الهوية.
مرة قال طفل لطفل آخر: ” انت وسخ بسبب دينك”. وحين اشتكى الطفل الذي تمت مضايقته لم تفهم المعلمة السويدية معنى كلمة “وسخ” بسبب الدين او(نكَس) بالعامية، حتى اوضحتها لها معلمة اخرى مساعدة من جنسية عربية موضحة الخلفية حول علاقة الديانات في منطقتنا!!
اتساءل حين يشتكي اللاجئون من المضايقات من قبل الأجنبي، هل يعتبرون النظر اليهم او محاولة تنبيههم الى اخطائهم.. ويجدون ان تلك النظرة مضايقة او ملاحقة ام انها تنبيه نحو التصرف الصحيح المطلوب؟
مثلا بعض اللاجئين يستعملون الموبايل طوال فترة التسوق ويتحدثون بصوت عال ويطوفون اقسام السوبر ماركت لشراء الخضار بينما هم منصرفون الى الحديث بالهاتف دون اكتراث لطبيعة المكان وحدود خصوصيته وحتى حين يصلون الى مرحلة دفع الحساب فأن هؤلاء يواصلون الحديث في هواتفهم وسط نظرات الإستغراب والتنبيه من المحاسبة ومن الآخرين.
البعض يتصرف بشكل غير لائق في وسائط النقل وبعض الشباب الأجانب يصادرون الحافلة بأرتفاع اصواتهم .
البعض يحاول ان يتذاكى في اللعب بالكلام اثناء الرد على مسؤول يسأل الشخص عن معلومة.
بل ان البعض يغالي في التمارض والتوسط عند اطباء (لاجئين ) متساهلين في منح الإجازات والمساعدة على التهرب من الدراسة وتعلم اللغة او من التدريب على العمل ..
فهل نعتبرها نحن اللاجئون مضايقةً من السويديين حين نسمع كلمة او حين تقطع محاسبة الشؤون الإجتماعية من مخصصاتنا مقابل الغياب والتمارض؟ او حين يحدجنا احد المتسوقين بنظرة لينبهنا الى ان مانفعله عبر الهاتف طوال وقت التسوق هو من الأخطاء وتلويث للبيئة السمعية من خلال الضوضاءلأن مكان التسوق ليس مكانا للإستعراض انما مكان يتطلب التركيز من اجل قضاء الحاجات الظرورية دون مضايقة الآخر بالصوت المرتفع والمظهرية الكاذبة ..
ترى من يُضايق من ؟؟
فاروق سلّوم

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.