مع‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭:‬ ‬بين‭ ‬الحلم‭ ‬الشرعي‭ ‬والوهم‭ ‬الزائف

: 1/2/18, 2:57 PM
Updated: 1/2/18, 2:57 PM
مع‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭:‬ ‬بين‭ ‬الحلم‭ ‬الشرعي‭ ‬والوهم‭ ‬الزائف

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

منبر الكومبس: يرحل عام آخر بكل أحزانه وأفراحه ويأتي عام جديد محملا بأحلام وأمنيات كبيرة، لكل شخص منا حلم في غربته عن وطنه، لا فرق بين قادم جديد يحمل حلما جديدا وبين مقيم منذ زمن طويل، حقق ما حقق من نجاح، ولا يزال يسعى للمزيد.

من يفقد الأمل، قد يفقد الحلم ليعيش على الهامش، فقط لكي يتنفس ويعد أيامه بانتظار المجهول، القادم من سماء الأوهام.

هناك من يعيش بين فترتين من فترات اليانصيب (اللوتو) قسيمة يشتريها لمساء السبت وأخرى لمساء الأربعاء، يتخيل قبل كل ليلة يضع رأسه فيها على الوسادة، بأنه سيصبح مليونيرا، بل يتفق بينه وبين نفسه كيف سيصرف ويوزع ويغدق الأموال، وربما لينتقم لنفسه من أشخاص نالوا من كرامته ومن كبريائه.

هذا ما يقوله لنا علماء النفس، الذين قدموا المشورة لأصحاب فكرة اللعب بيانصيب الأرقام، ليؤسسوا عليه أعمالهم، وهذا ما كشفت عنه التجارب خاصة من المدمنين على اللعب، وبالتالي المدمنين على الوهم.

الفرق بين حلم شرعي ووهم زائف، هو كالفرق بين من يبني آماله على حقيقة العمل والجهد والتفكير وبين من يسلم آماله للحظ ويربطها بورقة اليانصيب.

هنا في السويد، تعتبر ألعاب اليانصيب بأنواعها حكرا على مؤسسة حكومية واحدة، هدفها التسلية وجمع الأموال لدعم الرياضة أو أي نشاطات اجتماعية مفيدة أخرى.

هذه المؤسسة التي تعي وتعرف ميول الناس إلى اللعب والمقامرة، تحذر دائما من التورط في الإدمان على اللعب، وتضع لذلك برامج وتطبيقات للحد من أوهام الناس.

عدد كبير من السويديين يخصصون مبالغ تتناسب مع دخلهم، للعب أسبوعيا أو شهريا بلعبة يانصيب أو أكثر، ولعل عدد اللاعبين يتزايد في المواسم والأعياد، خاصة في هذه الأيام.

كما تحارب الدولة تجمعات القمار غير المرخصة التي تكثر أوكارها في مثل هذه الأيام. حالات عديدة خسر بها أشخاص أموالهم وممتلكاتهم وحتى عائلاتهم سعيا وراء وهم الربح، وكأن هذا اللاعب أو غيره لا يعرفون من علوم الرياضيات والاحتمالات أدنى المعرفة.

ولكي يقرب أحد المختصين بعلم الاحتمالات، فرص ربح شخص بسبعة أرقام اللوتو إلى جانب رقمين من نهايات رقم «الجوكار» اعتبر أن احتمال موت شخص بصحة جيدة بأحد شوارع ستوكهولم أعلى أربع مرات من أن يربح أحدهم هذه الجائزة.

أو كما يمكن تخيل أن الرقم الرابح هو على قصاصة ورق بين قصاصات من الورق تغطي غرفة كاملة. قد يكون من الممتع ان نجرب سحب ورقة واحدة من هذه المجموعة.

مع نهاية عام وبداية عام جديد نتمنى للجميع تحقيق أحلامهم وأمنياتهم، ليس بالاعتماد فقط على ورقة لوتو للحظ، بل بالعمل والجهد والنشاط.

في الغربة كما في الوطن تأتي الفرص عندما تتوفر الإرادات، وعندما نرى قصص نجاح من حولنا حافزا ومؤشرا على أن الحلم هو مشروع شرعي، من حق كل شخص منا.

كل عام وانتم بخير

د. محمود آغا

رئيس تحرير شبكة الكومبس الإعلامية

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.