المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
منبر الكومبس: خلال فترة قصيرة، نشرت أشهر صحفتين سويديتين تحقيقين مختلفين عن شبكة الكومبس، الصحيفة الأولى SvD أما الثانية فهي DN فيما زارت مكتب الشبكة في ستوكهولم، قبل يومين مراسلة الصحيفة الفنلندية الأكثر انتشاراً Helsingin Sanomat للإعداد تقرير آخر.
اهتمام الصحافة السويدية وحتى الأوروبية بتجربة شبكة الكومبس، والتي لا تزال تجربة متواضعة وفي بدايتها برأينا، قد يكون نابعاً بما اكتشفته هذه الشبكة مبكرا وبما عملت به كمبدأ منذ انطلاقتها في العام 2012. هذا الاكتشاف يتمثل بفكرة ترسيخ الإعلام ووسائله الحديثة في خدمة الاندماج، فكرة بدأت بخطوات بسيطة لكنها ثابتة وراسخة نحو أهداف سامية كانت تحتاج إلى جهد ومثابرة وإيمان بمبادئ الصحافة وعدم الحياد عنها، وبقيم المجتمع الذي نقيم به.
الآن وبعد مرور أقل من 4 سنوات على تجربة الكومبس الإعلامية في التوجه إلى الجاليات العربية والناطقة بالعربية في السويد، بدأت العديد من وسائل الإعلام السويدية بما فيها الممولة من الضرائب العامة (صحافة الخدمات العامة) تنتبه إلى أهمية ما تقدمه هذه الشبكة بإمكانيات متواضعة.
مشاريع عديدة بدأت تظهر تحاكي تجربة الكومبس في عدة مناطق في السويد، منها ما هو ممول ومدعوم من قبل مؤسسات وحتى بنوك وشركات سويدية كبيرة، ومنها ما هو على شكل مشاريع مؤقتة، هذا إلى جانب ما هو موجود من مواقع وصفحات قديمة.
الاهتمام بما تقدمه الكومبس تعدى أيضا الصحافة السويدية والأوروبية، فقد تلقت الشبكة عدة دعوات للقاءات مع سياسيين وسفراء عرب وأوروبيين، حيث شارك رئيس التحرير وزملاء معه بلقاءات نظمتها السفارة التونسية لوفد رفيع المستوى زار السويد، إضافة إلى لقاء ضم بعض الإعلاميين السويديين مع مسؤول الاتصالات بالخارجية الفرنسية بحضور السفير الفرنسي.
على أهمية هذه اللقاءات وهذا الحضور في الصحافة والإعلام، خلال الشهر الماضي، إلا أن اتصالا واحدا كان من سيدة سويدية بنا، ترك لدينا أثراً إيجابياً كبيراً، قد يتعدى تأثيره كل هذه اللقاءات والاهتمامات، تقول السيدة المتصلة:
” أنا مواطنة سويدية عادية، أحرص على قراءة صحيفة DN يوميا، أمس قرأت التحقيق الذي أجرته الصحيفة عن شبكتكم، وأود فقط أن أقول لكم: شكراً، شكراً على ما تقدمونه للمجتمع السويدي”
كلمات هذه السيدة التي شعرنا بصدقها وبحرارة مشاعرها، اعطتنا المزيد من القوة والطاقة الإيجابية لمتابعة عملنا، فمن الطبيعي أن نتلقى عبارات الشكر والثناء من المتابعين العرب لنا، وهذا يحدث دائما، ونحن أيضا نفتخر ونعتز بهذه العبارات ونرحب دائما بأي اتصال حتى إذا كان للنقد والحوار، ولكن أن تتصل سيدة سويدية لا تجيد العربية لكي تؤكد على أن مساهمات الكومبس الإعلامية باللغة العربية، لها مردود إيجابي عليها وعلى المجتمع، فهذا يزيد حتما من شعور الاعتزاز بما نقوم به، ويضع حجما أكبر للمسؤولية الملقاة على عاتقنا، مسؤولية المحافظة على مبادئ الصحافة، ومسؤولية عدم الحياد عن قيم المجتمع الذي جميعنا نعيش به وننتمي له.
د. محمود الآغا
رئيس التحرير